بنفسج

محمد إقبال بللو‏

ويلهث حبري على السطرِ

يصرخُ

ضاق اليراع بهذا الحصارْ

وملّتْ دروب البنفسجِ

من أمنيات الحيارى

وصوت الحريق تعالى

وألهب قلب الحقيقةْ

وحار بأيّ اللحونِ

سينشد حزنه ذاك الكنارْ

حصار حصارْ

ويقتل جند الأميرِ فراش الربيعِ

وتُسْفَك كل عطور الحديقةِ

أين سيلعب طفلي

إذا ما تهاوتْ صروح المدينةِ

فوق رؤوس الصغارْ

حصار حصارْ

وبعض شقاءٍ

وبعض نحيبٍ

وبعض دمارْ

وكيف سيحمل كل الدفاتر دون حقيبةْ

وكيف سيلبس مريولة الصفِّ

كيف وكيف وكيفَ

وأنتم تقيمون عند حواجزكمْ

دون قلب ودون قصيدةْ

وكيف ستشرق شمس النهارْ

وأنتم سرقتم عن الثغرِ

كل امتداد المدارْ

حصارٌ حصارْ

وكل الثواني تُعَدّ عليكمْ

وكلي يلعثم كلي

انتظارْ

وينهك عنترةُ الحروفَ

ولكن خسئتمْ

فأنّى يتوب عن الشعرِ

هذا النّزارْ

حروفي رجالٌ

وفكري قذيفةْ

وليس بطبع الرجالِ

التملق عند جواري الخليفةْ

سأفضح ذاك الرصاصَ

وأعلن خيبتكم ثم أمضي

لدرس الموسيقا

مع الطفلِ

فوق جفون الغمامْ

وأستلُّ نايي

بوجه اللئامْ

ولن يتوقف عند المحطةِ

حيث وقفتمْ

مسير القطارْ

حصار حصارْ

وبعض العصافير تلهو وتكبرُ

تلهو وتكبرُ

تصبح أقوى

تحلّق فوق سماء المطارْ

وتأتي قريباً

لكسر الحصارْ