لأنَّكِ أُمِّي

لأنَّكِ أُمِّي

ثريا نبوي

زرعتُكِ وردةَ حُبٍّ وتُسقى بماءِ سنيني

لِتَفْتَرَّ عن غُربتي وأنيني

فأدمنتُ زرعَ الوِدادِ الحزينِ

وقطفَ ثمارِ النَّوى فاقْربيني

لقد.. قُدَّ.. مِن غُربتي غُربتانْ !

= = =

وأرعى صِبا الزَّيْزَفونِ..أغنِّي

إذا ما كسرتِ قيودَ التَّجنِّي

وأسلمْتِ حُلمَكِ مَن لا يُدانْ !

= = =

وفي عَوْسَجِ الحُلْمِ هذي دمائي

وصوتُكِ ردَّدَ لحنَ التَّنائي

يُعانقُ في الليلِ رملَ الهوانْ !

= = =

صبيًّا على لغةِ الموتِ أقرأُ سِفرَ الحُتوفْ

وأنقُشُ في الدربِ طُهرَ الحروفْ

وأُسرِجُ ريحَ الأماني الحِسانْ !

= = =

كُراتٌ مِن الثلجِ حُزني وَيُتْمي

تُدَحرِجُها في برودٍ خُطاكِ

تُكَبِّلُ مَسعايَ نحو عُلاكِ

ففي قلبِها.. القلبُ والمُقلَتانْ !

ألا فاصدُقيني الحديثَ أبيني

-بِحَرِّ الصَّبابةِ لا تستهيني -

ولا تُهدِريها دماءَ اليقينِ

إذا لاحَ في الأُفْقِ وَمْضُ الحنانْ

أما مِن أمانْ ؟

وُلِدتُّ وفي القلبِ نُطفَةُ غَمِّي

نَمَت واستباحَت تجاويفَ هَمِّي

لأنَّكِ أُمِّي

وأنَّ الهَنَـا دونَهُ جنَّتانْ:

رِضاؤكِ عنِّي

إذا ما جَهَرْتُ: أداؤكِ شانْ

وَحَسْبُ الفتَى تِلْكُما الكِلْمَتانْ !

إذا جاوَزَ الشَّطَّ ظُلمُ الإمامْ

-وحاصَرَ في البحرِ سُفْنَ الأنامْ

وملاَّحَها المُستجيرَ المُضامْ –

مع الجَوْرِ غِيضَ بريقُ الجُمانْ

وخيرٌ تقاسمَهُ الشَّاطئانْ !

= = =

وقُرْبُكِ مِنِّي

بدونِ سِياطٍ تُلاحِقُ خَطْوِي

بدونِ مَنافٍ تُعَكِّرُ صَفوِي

أُكابِدُ فيها سمومَ الطِّعانْ !

لأن الفوارسَ فوق ترابِكِ

-بعد انسحابِكِ

خلفَ التلالِ..رَمادِ المآل-

غَيْرُ الفوارسِ عَبْرَ الزمانْ !

= = =

أُحِبُّكِ يا قِبلتي في الصلاةْ

وَيَركُضُ إثري انتقامُ العُصاةْ

أُحاصَرُ بين اللظى والدُّخَانْ !

= = =

تموتُ الشموسُ ولا تَذرفينْ

دموعَ الثكالى ولا تُدركينْ

مَراقي الصعودِ إلى الامتنانْ !

= = =

جَنينُ الأسَى باتَ كهلاً يُعاني

ذُبولَ الأماني

ووَردِ التَّداني

وقد شاخَ قبلَ حلولِ الأوانْ !

فهل مِن أمانْ ؟!