كل بلاد الله أنت!

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

بيني وبينك غايتان ووردتانِ،

فَراشتانِ وبعضُ حُلْمٍ أو أثرْ  

بيني وبينك غيمتانِ

وشمسُ ريحٍ عاصف في موج بحرٍ

أو مطرْ

بيني وبينك جملتان غريبتانِ

كصفحةٍ، لا ينتهي منها القدرْ

بيني وبينك موعدان مولهانِ

على دروب الظلِّ

محكومان مصفوفان في اللاشيء

في نقض الخبرْ!

بيني وبينك من لذيذ المرّ

مكتوبٌ به سحر السمرْ

لأظنني مثل الكؤوس الضاربات

بحمرة الخمر الأغرّْ

****

فلكلّ أرض الله أنتِ

هوتْ أيائلُ من سهرْ

ليلي تعاسرَ واستعار سعيره

وتبلّد الطير المُعنّى في غناءٍ حامضٍ

يلهو على وجه الخطرْ

****

فأين أنتَ الآن، قالت

- إني أسافرُ في السّفرْ

أغفو على سطح القمرْ

هناك حيثُ أنا غريبٌ

قابعٌ أجترُّ أحزاني وأشقى

بالكلامِ على الرسائلِ عاقرٌ

لا وردَ فيه ولا شفاءَ ولا خبرْ

- فلتبق أنت على القمرْ

وأنا طريح في انتقامي من خيالي

وانتهاء النور في منفايَ من لغتي الجريحةِ

في سقرْ

- إني هناك على قمرْ

- كوني معي

صمتت وأشقتني بجملتيَ الأخيرةْ

- كوني معي مثل البلاد، فكل أوطاني

كأوجاع القلقْ

- كوني معي

في المقعد الخالي

وأنت الظلُّ

ما بيني وبينك:

نرجس أضواءُ أعمدةٍ

وأقبيةٌ، فضاء كاملٌ

أشعارُ حنجرةٍ تغني الوهمَ

والأنهارُ باكية على آمالِها في بعض سطرْْ

فأنتِ منفى الروحِ

فاستبقي خيالك في خياليَ

كيْ تبقيْ وطنْ!!