فَيضُ النّشِيد!

فَيضُ النّشِيد!

صقر أبو عيدة

[email protected]

أُمْنِيَّةُ مَنْ شَخَصَتْ عَيناهُ تُنادِي

تَصْبُو لِلْوَصْلِ، وَأَينَ بِلادِي

بَعُدَتْ، ياعَينُ، ضَبابُ الْغُرْبَةِ غَشّاني

وَلِسانُ الْحَالِ يَجِفُّ وَيَنْعاني

وَرِمَتْ فِينا الأَيّامُ وَما يَجْدِي الكَيْ

وَالصّرْخَةُ في حَلْقِي مَنَعُوها الرَّيْ

فَرَجَوتُ الرّيحَ سَحاباتٍ غَضْبَى

لا تَسْكُتُ، تَفْتَحُ أَفْواهاً سَكْبا

وَلْتُخْفِ خَرائِطَهُمْ

وَلْتَبْلَعْ كُلَّ سِياجٍ تُرْبَطُ فيهِ طَرائِدُهُمْ

لا يُوقِفُها جَبَلٌ أَوْ تَرْشُفُها البِيدْ

تَتْلُو خَمْساً أَو عَشرَ سِنينٍ..

إِنْ لَمْ تَطْمِسْ كُلَّ عَلاماتٍ في الأَرْضِ..

تَزِيدْ

وَلِتَمْلأَ كُلَّ خُرُومِ الدّنْيا

وَتَفيضْ

تُلْغِي الأَنْهارَ وَتَشْبُكُها بَحْراً يَتَمَطَّى

طُوفَانٌ يَخْلِطُ كُلَّ حُصُونٍ لا تُتَخَطَّى

لا يُبْقِى رَسْمَ حُدودْ

وَلْيَحْمِلْ فَوقَ الْمَوجِ جَماجِمَنا

وَلْيُغْرِقْ كُلَّ حَقائِبِنا

الْمَوتُ لَهُ عُنْوانٌ لَيسَ يَحِيدْ

فَوَرَبِّ الْكَعْبَةِ لا أُخْفي غَضَباً

أَو أَيَّ نَشيدْ

يَأْتي بِالصُّبْحِ وَعِطْرِ بِلادِي

هِيَ ظِلٌّ تَحْتَ الشّمْسِ وَدِفْءُ فُؤادِي

بِاللهِ عَلَيكُمْ، كَيفَ أَحيدْ؟