لعبة الحضور والغياب

لعبة الحضور والغياب

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

الريح تعصف بالرؤى وتنذر ما تبقى من قطعة حلم صغيرة، كانت بحجم غيمة صيف، أذابتها ألسنة اللهيب المشتعلة شوقا.

لعمر الله إني لأرى الحياة أصمّت الأذن وأطبقت الجفنين على ألم بحجم الكون، يسيطر على أعصاب روح مصلوبة في الريح العاصفة، بانتظار شعاعٍ يهلُّ ضوؤه ساطعا، لكنه سرعان ما يغيب، أكابد معه لعبة الحضور والغياب، ليظل حاضرا في جنبات نفس لا يغيب!!

يعذبني حضوركِ والغيابُ
 

وأشقى العمرَ يقتلني السرابُ
  

وأسمع صوتكِ المخفيّ يبكي
 

على حبٍ يباغته اضطرابُ
  

بنيتِ بوقتك المصلوب جسرا
 

يعامده الشقاء والارتيابُ
  

وأفرغت التوله في فؤادي
 

بكل دقيقة صرخَ العذابُ
  

ألا يكفي ألا يكفي وكفّي
 

أنا المقتولُ والكاسات صابُ
  

حضورك ماجن يهذي بذكرى
 

ويسكبني الحنين ولا يهابُ
  

غيابك جارح صنو التشظي
 

فأين المهرب الهادي، الصوابُ
  

قتلتِ الروح لم يشفع لروحي
 

زمان فيه بَوْحٌ مستطابُ!!
  

فليس العدل أن أبقى غريبا
 

يوجعني الهيامُ والاغترابُ!!