عَنْقَاءُ التَّحَدِّي
د.فاطمة محمد العمر
f-alomar@hotmail.com
وَنَعْرِفُ أَنَّ حِقْدَكَ لَيسَ يَخْفَى
فَهَدَّمْتَ الدِّيَارَ بِلا ضَمِيرٍ
وَأَتْخَمْتَ السُّجُونَ بِكُلِّ حُرٍّ
وَرُحْتَ تَزِفُّ لِلفِرْدَوسِ أَهْلِي
وَكَمْ مِنْ وَعْدِ إِصْلاحٍ أَتَانَا!!
أَيُرْعِبُكَ السَّلامُ إِذَا تَنَادَى
بِمَاءِ اليَاسَمِينِ أَتَى غِيَاثٌ
وَأَمْطَرَ نَهْجُهُ السِّلمِيُّ حُبّاً
أَدَارَيَّا الحَبِيبَةَ أَيُّ جُبْنٍ
بِكُلِّ وَدَاعَةٍ نَادَتْ بِسِلْمٍ
بَكَتْ أَسْمَاءُ أَطْفَالاً بِحِمْصٍ
فَدَورِي قَادِمٌ إِنْ لَمْ تُلَبُّوا
لَقَدْ أَسْمَعْتِ لَو نَادَيْتِ حَيّاً
بِأَيِّ شَرِيعَةٍ ؟؟ وَبِأَيِّ عَدْلٍ
هُنَا الشُّهَدَاءُ تَبْكِيهَا قُلُوبٌ
تَجَوَّلَ بَينَهُم إِعْلامُ عُهْرٍ
فَلَم يَأْبَهْ لِرُعْبِ الطِّفْلِ حِيناً
فَصَبَراً يَا بَنِي السَّفَّاحِ صَبَراً
وَرَأْسُ الكُفْرِ أَيْنَعَ يَا صِحَابِي
وَيَحْشُرُكُمْ بِزَاوِيَةِ المَخَازِي
أَنَا السُّورِيُّ عَنْقَاءُ التَّحَدِّي
فَمِنْ تَحْتِ الرُّكَامِ نَفِيضُ عِزّاً
فَلَنْ تَلْقَى لَنَا الأَيَّامُ شِبْهاًوَتَعْرِفُ أَنَّهُ لَكَ صَارَ حَتْفَا
وَشَرَّدْتَ الكِرَامَ بِكُلِّ مَنْفَى
وَأَسْقَيْتَ الثَّكَالَى المُرَّ ضِعْفَا
وَلَم تَقْتُلْ سِوَى فِي القَلْبِ خَوفَا
وَلَم نَلْمَسْ سِوَى سِينٍ وَسَوفَا
بِهِ الشُّبَّانُ تَحْلِيلاً وَرَصْفَا ؟!!
فَهَلْ تَدْرِي بِرَبِّكَ مَاتَ كَيفَا ؟
فَكَانَ جَوَابُهُ قَتْلاً وَخَطْفَا
سَيُهْدِي طِفْلَكِ المَحْزُونَ قَصْفَا ؟!!
فَجَاءَتْهَا جُمُوعُ المَوتِ زَحْفَا
وَتَسْتَجِدِي مِنَ الحُكَّامِ عَطْفَا
وَمَنْ يَدْرِي فَقَدْ يَزْدَادُ عُنْفَا
وَأَكْرَمُهُمْ عَلَى الصَّرَخَاتِ أَغْفَى
يَمُوتُ صِغَارُنَا بِالحِقْدِ رَشْفَا ؟!!
وَجَرْحَانَا بِلا طِبٍّ وَمَشْفَى
لِيَشْمَتَ بِالجِرَاحِ تَئِنُّ نَزْفَا
وَلا هَولُ المَمَاتِ أَتَاهُ رَجْفَا
مَجَازِرُكُمْ غَدَتْ لِلحَقِّ رِدْفَا
وَجَيشِي الحُرُّ كَمْ سَيُجِيدُ قَطْفًا!!
وَيَخْسِفُكُم بِكُلِّ السَّاحِ خَسْفَا
وَسَيلٌ يَعْصِفُ الآلامَ عَصْفَا
وَمِنْ سَيْلِ الدِّمَاءِ نَجِيءُ أَصْفَى
وَلَمْ يَشْهَدْ لَنَا التَّارِيخُ وَصْفَا