قمة عمان 2003

محمد خليف الرفاشي

محمد خليف الرفاشي

أهلاً وسهلاً أيها الرؤساءُ

عمتم مساءً أيها الزعماءُ

أنا لستُ أدري دونكم يا سادتي

ماذا سيجري لو يحلَّ بلاءُ؟

يا سادتي هاماتنا لا تنحني

مادامَ فينا مثلكم عظماءُ

قومي يا اولى القبلتين وزغردي

واستبشري قد جاءك الخطباءُ

جاؤا لنصرك لن تأني بعدهم

فجميعهم في نصرنا خبراءُ

يا سادتي يا فرحة الأقصى بكم

من حقهِ يا أيها الأمناءُ

لن تستباح دماءنا إلا لكم

ولأجلكم يسترخص الأبناءُ

أملي بكم والنصر بات حليفنا

ثقتي بكم يا سادتي عمياءُ

النصر فاعتادت عليه شعوبكم

وغداً تؤكدُ ذلك الانباءُ

من حقهم أن يهتفوا بحياتكم

فيضيقُ من صوتِ الشعوبِ فضاءُ

حتى صلاحُ الدينِ يغبط مجدكم

فعلى يديكم يُنصرُ الضعفاءُ

وأكاد أسقطُ هائماً من فرحتي

حسبُ العروبةِ مثلكم حكماءُ

وأنا أغني لن تطولَ بطالتي

ومعي تغني نعجتي الجرباءُ

فمن الوفاقِ الى اتفاقٍ دائمٍ

فيسودُ جوَّ الحاظرينَ صفاءُ

كم قمةٍ فيها اجتمعتم سادتي

فأُعيدَ للأقصى الشريفِ بهاءُ

سيروا وعين الله تحرسَ خطوكم

إنّا بكلِّ كفاحكم سعداءُ

هيا أدينوا .. واشجبوا .. واستنكروا

من نطقكم يتساقط الأعداءُ

حكامُ كل الكونِ ليسوا مثلكم

أنتم رجالٌ والجميع نساءُ

لمن الولاءُ وكلكم اهلٌ له

فجميعكم فوق الشعوب سواءُ

لو أننا نختارُ قادةَ أمرنا

وبكل قطرٍ يحصلُ استفتاءُ

أنتم تماماً ما نريدُ ونبتغي

فرحي بكم لا تحتويهِ سماءُ

لو كان من حقي ( سأف(ت)ي ف(ت)وةً )

وأقولُ أن جميعكم خلفاءُ

لو يستطيعُ النطقَ مسرى المصطفى

سيقولُ حتماً أنكم شرفاءُ

حين المجازرُ فوق غزّةَ أُشعلت

وتناثرت من إثرها الأشلاءُ

وتوقفت لغةُ الكلامِ على المدى

ومضى الى الافقِ البعيدِ نداءُ

بغداد جاءت واستجارت باسمكم

صرخت بكم من ضعفها الخرساءُ

وبإرض قانا مرتين تفجرت

أصواتكم وعلا السكوتَ وفاءُ

لم تسكتوا من ظلم صهيونٍ لها

إن السكوتَ يحبهُ الجبناءُ

أنتم لأعداءِ العروبةِ صفعةٌ

فلكلِ داءٍ في الوجودِ دواءُ

إني أخافُ عليكمو من حاسدٍ

فتبخروا يا أيها النبلاءُ

يا قادةَ الغربِ الوضيعِ تعلموا

رؤساؤنا هم للسموِّ غطاءُ

صنعُ الأمانةِ عندنا ولديكموا

كلُّ الفسادِ يديرهُ الوزراءُ

المستحيلاتُ الثلاثةُ عُرِّفت

رؤساؤنا والغولُ والعنقاءُ

حتى جمعنا شملنا في دولةٍ

هيَ للجميعِ مظلَّةٌ ووعاءُ

صنعُ القرارِ بشرعكم هوَ مفردٌ

أمّا لدينا كُلنا شركاءُ

لغةُ الشعوبِ بعرفنا هيَ فيصلٌ

أما كلامُ شعوبكم فثغاءُ

في عيننا الإنسانُ أغلى دائماً

ولديكموا _ يا حسرتاهُ _ حذاءُ

لم نستمعْ شعباً يغني باسمكم

وإذا تغنو فالكلامُ هراءُ

كلُّ الغناءِ يليقُ في حكامنا

صوتُ الأنينِ إذا أُذيعَ غناءُ

وإذا جهلنا أصبحوا علمائنا

زعماؤنا بقلوبنا سجناءُ

إن جاءَ وقتُ الدينِ همْ خطباؤنا

حتى إذا ماتو فهم شفعاءُ

يا ربُّ إنّا قد أطعنا سادةً

من هم ولاةُ أمورنا الكبراءُ؟

يا رب ضاعف أجرهم وحسابهم

أضعافَ ما يحظى بهِ الشهداءُ

إن أحسنوا ياربُّ زد حسناتهم

واصفحْ إذا هم مرغمينَ أساؤا