متى تغضب؟

متى تغضب؟

د. أسامة الأحمد

مساجدُنا مزخرَفةٌ بأهوالٍ من المرمرْ

توارى شيخُنا عنّا.. وغابتْ هيبة المنبرْ

فلم نسمعْ سوى همسٍ لشكواهُ إذا يَزأرْ !

أنا " الحلّاجُ " أعشقُه ، وأهوى " شيخَنا الأكبرْ "

وأدعو "للطواسينِ " وأدعو " للفتوحاتِ .. "

وما أزكى الشياطينَ ! وما أهدى الضّلالاتِ!

وكان الشيخ وصّاني بأن أدعو لها سرّا

وقال بأننا نخشى يُسمّون الهدى كفرا !

وشيخي مدّ لي كفّاً .. وشيخي مدّ لي قدَما

أُقبِّلُهـا .. أُبجّلهـا .. فشيخي سيّد العُلَما

وشيخي يعشق الدولارْ .. وشيخي زوّرَ الأخبارْ

وناصَرَ بدعةَ الشيطانِ ، حاربَ سنّة المختارْ

وشيخي أتقنَ الكذِبا .. وأضحى سيفُه خشبا

وتسألني: متى تغضبْ ؟!

فقل هل يغضبُ الأرنبْ ؟!

* * *

وبَدءُ كتابنا : (اِقرأ)

وقال الكلُّ : لا تقرأ

فأين الشطُّ والمرفأ ؟!

وأين تريدني ألجأ؟!

وأين تريدني أذهبْ ؟!

لأنّا لم نعُدْ نقرأ

غدونا مَعشراً جُهَلا

لأنا لم نعد نقرأْ

غدونا في الورى همَلا

لأنا لم نعد نقرأْ

غدونا بعدها عُمَلا

وفصّلْنا بأيدينا لكل مجدِّدٍ كفَنا

وأنشأنا بأيدينا : هنا قبراً .. هنا وثَنا

وتطمعُ بعدها نغضبْ ؟!

معاذ الله أن نغضبْ !

* * *

ومَن يدري ؟!

غداً في ساعة الصّفرِ

إذا ماعاد في الفجرِ

"صلاحُ الدين" بالنصرِ

وعاد المسجد الأقصى يعانقُ " قبّةَ النَّسرِ "

وهبَّتْ نسمة التوحيدِ والإيمان في العصرِ

وعاد الطهرُ للفكرِ و للفنِّ ، و للشِّعرِ

وعادت أمّةُ الإسلام حقّاً "أمةَ الخيرِ"

وعادت أمةُ الإيمان تسحقُ أمةَ الكفرِ

ومنْ يدري ؟!

غداً في ساعة الصفرِ

إذا ما لاح في المنهَجْ

لواءُ "الأوس والخزرجْ "

وهزَّ حسامَه "المقدادُ" ، هزَّ لواءَه "مصعبْ"

فقد نغضبْ

لما يجري

فلا تعجبْ

ولا تعجلْ

ولا تسألْ : متى تغضبْ ؟!

مُنى عمري بأن أغضبْ

مُنى عمري