الأسماء الحسنى

د. محمد علي الرباوي

(1)

د. محمد علي الرباوي

[email protected]

أَنْتَ العَلاَّمُ..وَأَنْتَ الرَّزَّاقُ..وَأَنْتَ الرَّحْمَانُ وَأَنْتَ ﭐلْقَهَّارُ..وَأَنْتَ الْجَبَّارُ..وَأَنْتَ الْحَيُّ..وَأَنْتَ ﭐلقَيُّومُ..وَأَنْتَ..وَأَنْتَ..وَأَنْتْ..

سُبْحَانَكَ أَنْتَ الْمُخْتَصُّ بِهذا الْمُلْكِ الأَحْمَى[2] وَالأَسْنَى، وَالْمُتَفَرِّدُ بِالأَسْمَاءِ الْحُسْنَى..أَسْمَاؤُكَ حِينَ تَرِنُّ بِذَاتِي تَجْعَلُنِي قِطْعَةَ بِلَّوْرٍ تَحْمِلُهَا النَّشْوَةُ نَحْوَ عَوَالِمَ لاَ يُدْرِكُهَا إِلاَّ قَلْبُ الْمَجْنُونِ الضَّارِبُِ فِي كَبِدِ الصَّحْراءِ وَلَكِنَّ الإِسْمَ التَّاسِعَ بَعْدَ الْعِشْرِينَ يُزَلْزلُ أَحْشَائِي وَيُمَزِّقُ مِنِّي الصَّدْرَ لِأَنَّ الزَّادَ قَلِيلُ.

كَمْ سَلَكَ الصَّلْصَالُ بِقَلْبِي الأَغْلَفِ يَا مَوْلاَيَ مَسَالِكَ مُظْلِمَةً فَاتِنَةً فَاسْتَسْلَمْتُ وَمِلْتُ مَعَ النَّفْسِ الْمَسْلُوبَةِ حَيْثُ تَمِيلُ.

فَإِذَا أَنْتَ عَدَلْتَ وَأَنْتَ العَادِلُ أَخْشَى يَوْمَ يَكُونُ ﭐلنَّاسُ فَرَاشاً مَبْثُوثاً وَتَكُونُ جِبَالٌ عِهْناً مَنْفُوشاً أَلاَّ أُوتَى بِيَمِينِي الْجَرْدَاءِ كِتَابِي، فَأَنَا الضَّائِعُ مَا صَاحَبْتُ أَحِبَّاءَكَ فِي سَفَرِي عَبْرَ الصَّحْرَاءِ، وَلاَ كَانَ لِقَلْبِي الْمَكْسُورِ رَبِيعٌ فَوَّاحٌ بِمَقَامَاتٍ عُلْيَا فَانْسَلَّتْ نَفْسِي يَا مَوْلاَيَ، إِلَيَّ وَمِلْتُ جِهَاراً مَعَهَا حَيْثُ تَمِيلُ.

أَنْتَ الْقَادِرُ..أَنْتَ الْحَافِظُ..أَنْتَ الْعَادِلُ وَيْلِي إِنْ حَلَّ بِهَذَا الصَّلْصَالِ الشَّارِدِ عَدْلُكَ..وَيْلِي إِنْ لَمْ تَأْذَنْ لِسَحَائِبِ رَحْمَتِكَ البَيْضَاءِ بِأَنْ تَنْزلَ يَا مَوْلاَيَ عَلَى ذَاتِي قَبْلَ يَحُلُّ بِهَا عَدْلُكَ إِنِّي مِنْ شِدَّةِ خَوْفِي أَحْلُمُ أَنِّي غَادَرْتُ سَرِيرِي وَتَرَكْتُ عَلَيْهِ جَسَدِي الْمُتَهالِكَ ثُمَّ فَتَحْتُ البَابَ خَرَجْتُ خَفِيفاً لاَ أَحَدٌ يَطْلُبُ رَأْسِي حَتَّى نَفْسِي مَا عَادَتْ تَطْلُبُنِي..هَلْ هَذَا حُلُمٌ؟ لاَ أَدْرِي مُرْ يَا مَوْلاَيَ بِأَنْ تَلْبِسَنِي ﭐلأَشْوَاكُ لِتُضْرَمَ نَارُكَ..أَضْرِمْهَا فِي أَشْوَاكِي وَٱجْعَلْهَا نَاراً لاَ تَخْبُو أَنْتَ العَادِلُ أَنْتَ الرَّحْمَانُ لَكَ الْحَمْدُ لَكَ الْحَمْدُ لَكَ الْحَمْدْ

وجدة: 19/4/1997

               

[1] - هدير الأمواج

[2] - الأحمى : من حميته، إذا صنته،أي هو في غاية المنعة، ونهاية الحماية بحيث لا يقربه أحد أولا  وآخرا