المجزرة

مصطفى العلي

[email protected]

المجزرة....حكاية مؤثرة

طويلة مكررة

 في الوطن المحكوم بالمجنزرة...

والعالم المغسول سبعا

من ضميره والأمة المخدرة

في كل يوم مجزرة..

عند الصباح مجزرة

عند المساء مجزرة

فطورنا غداؤنا عشاؤنا ...سحورنا...لفافة من مجزرة

ووجبة سريعة إن لم تكن لبرهة موفرة

من أذرع مكسرة

وأعين مقلوعة مبعثرة

تلهو بها الشاشات ريثما

يسعفها المراسلون مرة أخرى

بخبر عن مجزرة

تجري بها الدماء أنهرا

......................

أخبارها المصورة

تقتات من أعصابنا

تصادر الهناء من صدورنا

وتسرق البريق من أبصارنا المسمرة

الشكر للدنيا ! .....

للعالم الكذاب

يخشى على مشاعر الكلاب

أن لا تصاب باكتئاب

يكافح التمييز والإرهاب

ولا يرانا نستحم في دماءنا

قد أصبح الرصاص بعض زادنا

كالخبز والمكدوس والمجدرة

لم يستطع أن يلجم الوحش الذي

لم يبق شيئا

إلا ودمره

 ...............

العالم الموصوف بالحضارة

والنت والحاسوب والطيارة

وعلمه النهرالذي يزداد كل ساعة غزارة

لا زال رغم كل شيء جاهلا

بأبسط البسيط من مبادئ الطهارة ............

كأنما يسيل من دماءنا  عصير برتقال

أو مرق يسقى به وجه الثرى

.................

هناك بعض طفلة

أشلاءها مبعثرة

ولعبة لها

فراشتان كانتا

تلاعبان الطيف ....

تملآن ساحة الحياة بالضجيج والمغامرة

كلاهما قد ماتتا معا بالمجزرة

وها هنا دبابة حديثة مطورة

جاءت لقتل هدهد يغازل الحياة فوق شجرة

..................

بلادنا الزاهية المخضوضره

خميلة من الجمال نضرة

كانت ولوحة من الجمال مزهرة

تنام مثل قصة

مكتوبة بأحرف معطرة

على جفون زهرة

تصحو على غناء قبرة

أضحت يبابا بلقعا كمقبرة

..........................

الكون غابة  مستنفرة

كأنما وحوشها قد أجفلت من قسورة.....

هذي الشعوب طالما

نامت على الخنوع أدهرا

وطالما غنت له وطالما

سارت وراء السحرة

تجدّ خطوها لحتفها مخدّرة

كانت تبيع بالرخيص دينها من اشترى

لكنها وبعد صحوة وبعد ألف مجزرة

من نومها الثقيل هبت

مرعوبة مكدرة

لقيدها كي تكسره

لم يبق شيء عندها كي تخسره

قد أقبلت مزمجرة

عاتية كالريح

صارمة كسيف عنترة

قد أنجبت من حملها الأخير ألف خالد

وألف ألف  ماجد ومؤمن بوعده أن ينصره

تضيف للعظيم من تاريخها

في كل يوم مفخرة

ويصدر الزمان حكمه الأخير آخرا

للشروالظلام عن بلادنا الخضراء بالمغادرة

والحق والضياء فوقها أن يظهرا

الله والتاريخ بالمرصاد  للأوغاد مخطىء

 من ظن يوما فيهما أن يغفرا...!