مِن عَجائِبْ حُكَّام العَرَبْ

أحمد صوالحة

يا للعَجَبْ !

مِن أمرِ حُكّام العربْ !

مِن أين جاءوا بالغَضَبْ؟!

بالنّار باللّهَبْ !

وبالسّيوفِ القاطعاتْ !

مِن بعد ما كانت

سُيوفهم خَشَبْ !!

أين تعلَّموا

شراسة الأسودْ ؟!

وَهًم على

ألحان أّمريكا

يُمارسون رقصة القرودْ ؟!

ويركعون للمجوسِ

يَسجدون للهُنودْ !!

أين تعلّموا

حماسة الرّجالْ ؟!

من بعد ما

باسوا الأَيادي

قَبَّلوا النِّعالْ !!

إستأسَدوا

على شعوبهم

وَهم بِغال

ليَقتُلوا الشَّبابَ

وَ الشُّيوخَ وَالأطفال

مِن أجلِ مَن هذا العَتاد؟

وَهُم مع الأَعداءِ

في وِدٍّ وفي ودادْ !!

مِن أجل مَنْ يُخطِّطونْ ؟

يُتَكتِكونْ !

ويحشدونَ جُندهم

وهذه الأَرتالْ ؟!

أَينَ تعلَّموا القِتالْ ؟!

ما قاتَلوا يوماً

ولا تَغبَّرت قمصانهم

من النِّضالْ !

أكُفُّهم ما لامَسَت سَيفاً

وَلا نِصال!

ما قاتَلوا إِلّا

على مَنابر الخُطَبْ !

ما قاتَلوا يوماً

وعَلّقوا على صُدورهم

أَعلى الرُّتَبْ !!

يا للعَجَبْ !

من أمر حُكّام العَربْ !

قد ورَّثوا العُروشَ

للأبناءِ والأَحفادْ

وألبَسوا البلاد

أَثواب الحِدادْ !

وحَرَّفوا الأحلامْ

وحرَّقوا الأيامْ

حتى غدَتْ رَمادْ !

إستأنسوا

بشِّلَةِ الفَسادْ

وغَيَّبوا مَن غَيَّبوا !

وقَرَّبوا أَهل الفنونِ

والطَّرَبْ !

ياللعَجَبْ !

من أمر حُكّام العَربْ !

ومن نهاياتٍ

بها العَجَبْ !

قَد فَرَّ مَن فَرَّ

ولاذَ بالهَرَبْ !

وخافَ مَن خافَ

فَأَنَّ واضطّرَبْ !

وَمَن رأى هلاكه

قد اقترَبْ !

حتى جَثى على الرُكَبْ

مستجدياً جندَ الغَضَبْ

أن يتركوه

ويأخذوا كلَّ كنوزِهِ

التي نَهَبْ

يا للعَجَبْ

سُبحان من أعطى الكراسي

والنفوذَ والذّهَبْ !

سُبحان من أَعطى

وسبحان الذي

قد استَرَدَّ ما وهّبْ !!