إلامَ الصَّمتُ يا حلَبُ
19تشرين22011
معاذ نحاس
معاذ نحاس
إلامَ الـصَّمتُ يا أتـرضَينَ السُّكوتَ وقدْ غِـيـابُـكِ حَيَّر الدُّنيا أمِـنْ جُـبْـنٍ ومَسْكَنةٍ أراكِ الـيـومَ مُـقْفِرةً وقـومُـكِ رغمَ كثرتِهمْ كـأنَّ بَـنيكِ في خَدَرٍ وفَـوقَ ثَـراكِ أنقاضٌ كـأنَّكِ لستِ شَهباءَ الَّـ * * * فـهَاهيَ "حِمصُ" بارقةٌ و"دَرعـا" الحقِّ شامخةٌ و"ديـرُ الـزُّورِ" أحرارٌ "حَـماةُ" بأسرِها خَرجتْ وأهلُ السَّاحلِ انتفَضُوا و"إدلـبُ" أنـفُساً ودماً و"قـامِـشلو" لقد ثَارُوا و"ريـفُ دِمشقَ" أبطالٌ وفي "المِـيدانِ" فُرسَانٌ وثُـوَّارٌ "بـقـابـونٍ" * * * ألـسْـتِ ترَينَ أطفَالاً فَـحَـمـزةُ سيِّدُ الشُّهدَا قَـرابِـيـنـاً لثَورَتِنا ومـاذا عَـن حَرائِرِنا وثَـكـلَـى ثـمَّ أرملةٍ ومـاذا عَـن مـآذنِـنَا وشُـبَّـانٍ قضَوا ظُلماً * * * أقـولُ وفي الفُؤادِ لَظىً وأسـألُ مـا دهَى حَلَباً قـريـبـاً مِن ثمانِيةٍ* أمـاتَـتْ كَـي نُعزِّيها أمِ الإعـصَـارُ يَسبِقُهُ * * * إذا مـا قُـمـتِ ثائِرةً عـنِ الثُّوارِ في وطَني فـأيـنَ رجالُكِ الأحرَا وأيـنَ شـبَابُكِ الأبطَا بِـرَبِّكِ ما الذي يُرجَى أعَـيـشٌ هـانئٌ حُرٌّ ألا هُـبِّي لرفعِ الظُّلـ ولاتـخْـشَي هديرَ المو ولا تُـصـغِـي لأزلامٍ بِـدُنـيا غيرِهِم باعُوا حُـمـاةٌ لـلطُّغاةِ وهُم "مـؤامـرةٌ" كـذا قَالُوا * * * إذا ما الثَّورةُ انتصَرتْ فـأحـرارُ الـشَّآمِ لهُمْ إذا صَـفَـحُوا فلَنْ ينسَا فـأنـتِ رِهَانُ ثورتِنَا ولـيـسَ لِنَصرِنا طَعمٌ | حلَبُوأرضُ الـشَّـامِ ألَـمَّ بِـشَـامِنا النَّصَبُ وحـارَ الشِّعرُ والأدَبُ أمِ الأهـواءُ والـطَّرَبُ فـلا غَـيثٌ ولا سُحُبُ غُـثـاءٌ كُردُ والعَرَبُ كـؤوسَ الذُّلِّ قد شَرِبُوا وبـيـتٌ جوفُهُ خَرِبُ ـتـي لـلشَّامِ تَنتَسِبُ * * * كـمَـا الأقمارُ والشُّهُبُ لِـثـورتنِا هيَ الحَطَبُ لأهـلِ الـثَّورةِ انتَسبُوا لِتكشِفَ زَيفَ مَنْ كَذَبُوا لِـغـيرِ اللهِ ما رَغِبُوا لأجـلِ الشَّامِ قد وَهَبُوا وطَعمَ الموتِ ما رَهِبُوا وريـفُـكِ أنتِ مُلتَهِبُ إلى الـمَـيدانِ قد وَثَبُوا دِمـاءَ الطُّهرِ قد سَكَبُوا * * * بِـكفِّ البَغيِ قَد ضُرِبُوا وثـامِـرُ كـلُّهمْ ذَهَبُوا فَـنِـعمَ القَومُ والنَّسَبُ بِـأرضِ الشَّامِ تُغتَصَبُ بـجُـنحِ اللَّيلِ تَنتَحِبُ تُـدَكُّ وتُـقصَفُ القِبَبُ ويـبـكِـيهِمْ أخٌ وأبُ * * * ودمـعُ الـعَينِ يَنسَكِبُ لِـطولِ البُعدِ ما السَّبَبُ ولـم يُسمَعْ بِها صَخَبُ أنَـدفِـنُـها ونحتَسِبُ هُـدوءٌ ثُـمَّ يـنـقَلِبُ * * * يـزولُ الهَمُّ والوَصَبُ فـقـد كَـلُّوا وقَد تَعِبُوا رُ أيـنَ الـسَّادةُ النُّجُبُ لُ إِن ثارُوا وإِن غَضِبُوا مِـنَ الأعداءِ إِنْ غَلَبُوا أمِ الـلَّـعناتُ والكُرَبُ ـمِ عن قَومِي فقَد نُكِبُوا جِ فـالـطُّوفانُ يقتَرِبُ إلـى الـعُلماءِ قَد نُسِبُوا عـقِـيدتَهُم ومَا كَسبُوا بـآيِ اللهِ قَـد لَـعِبُوا وربِّ الـبَيتِ قَد كَذَبُوا * * * فـلا لَـومٌ ولا عَـتَبُ قَـلـوبٌ مِلؤُها الذَّهَبُ كِ تـاريـخٌ سَـينكَتِبُ ومـنـكِ الحَسْمُ يُرتقَبُ إذا مـا غِـبتِ يا حَلَبُ | تَلتهِبُ
* ثمانية أشهر منذ اندلاع الثورة السورية.