مملكة البوح
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]أصـداءُ صوتكَ صوتٌ في فمِ الأزلِ
فـتـحتفي شرفات الهمس في لغتي
والـشـمس تغمرني نعمى بشائرها
أغـيـب عـنـي وتسقيني برملتها
وتـنتشي في حروفي الخضر موجتنا
مدي غطاء الندى في العشب واتكئي
إنـي بـسـطـت يدي للبوح مملكة
حـتى أقول لصوت النخل في بلدي
لـيـرقـص الموج عريانا بضفته
عـلـى سـرير الشذا ألقيت ملهمتي
فـأغـلـقت صدحات الوقت نافذتي
حـمـلتكِ النقشَ محفوراً بخاصرتي
غـنّـت إلـيك بروح الوجد قافيتي
عـذرا إلـي أنـا أخـطأت سيدتي
عانقت بوحي فكوني الحرف يتقنني
أوزّع الـشـعـر في ميدان روعتها
أعـطـي بـلا كلل والريح تجلدني
أعـطـي نقاء المسا أشذاء نرجستي
إنـي تـوضـئـنـي عينا محدثتي
إنـي وفـيّ يغيب الصحو من زمنٍ
بـغـداد فيك ارتمت للبوح مملكتي
لا تـحرقيني أنا المجبول بي عطشي
كـونـي فـتاتي يجيء اللحن منفلتا
هـلا تـراني سأنسى عندها وجعي
يـا شـهـقة الورد في قرميد ليلتنا
وحـطـمي بي جدار الوهم والتمسيلـونـا ويـسكبه شعري على مهلِِ
وتـسـتـحمُّ الرؤى في واحة الطفل
عـلـى الـشـفاه تراتيلا من الغزلِ
روح الـدنـانِ وما جفت على مهلِ
ويـسرق الزورق النعسان لي كسلي
على سواقي الشذا في روحه اغتسلي
مـن الـجـمـال تناغي رفة المقل
حـلـو الأنـاشيد منّي بعدُ لم تـُقلِ
ويـسـتريح لوعد في المسا خضل
ووزعـت روعـة الأفياء لي ظللي
يـد الغروب ونادت بالرؤى احتفلي
وحـبكِ الحبَّ يجري في شذا الأمل
فـرددي الـلحن في سكر وفي جذل
وقـد نـسيت زمان الوصل يا سبلي
حـتـى يـلـونني في قبلة العسل
ويـسكنُ الحبّ في صدري بلا ملل
وفـي يـدي ارتمت أرجوحة الزجل
وافـتـح الـصـبح قنديلا من القبل
لـيـغـمر السوسنُ النديان لي حُللي
(هـدّ الرحيل شبابي)واختفت حيلي
هـل يـا تراني أنا وفيت في جدلي
فـالأمـس عـندي تلقاني ولم يسلِ
بـلـى وكوني برب الشعر لي مَثلي
وهـل تـقول عيوني للأذى ارتحلِ
أنـا نـشـيـدك رديني إلى جذلي
دربـا لـدربي وهاتي الكفّ وامتثلي