هذا حُضُورُكِ

عاطف جميل عوَّاد

هذا حُضُورِكِ في قلبي ، وفي عُنُقي

إلَيهِ أَهْفو مَتى جَنَّ الحَنِينُ كَما

وَبِي تُسافِرُ عَيْناكِ اللَّتانِ هُما

أَطِيرُ عَبْرَهُما، يقْتادُني وَلَهٌ

وَلِي فُؤادٌ عَذابُ الشَّوْقِ بَرَّحَهُ

كالطِّفْلِ يَلْهُو بِوَعْدٍ باللّقاءِ، ولا

أراكِ في النَّوْمِ، في الأحْلامِ، في سَهَري

في كُلِّ وَجْهٍ حَمِيمِيٍّ يُذَكِّرُنِي

فَكَيْفَ أَنْسى زَمانًا كانَ يَجْمَعُنا

وَيَسْمَعُ الزَّهْرُ نَجْوانا ، فَيَحْسَبُها

نَعْدُو وَراءَ فَراشاتٍ مُلَوَّنَةِ

نُغَافِلُ الزَّهْرَ والأطْيارَ ، يَشْغَلُنا

نَنامُ ، نَصْحُو بِلا هَمٌّ يُؤَرِّقُنا

وَنَرْتَمِي تَعَبًا في ظِلِّ وارِفَةٍ

فَنَسْهَرُ اللَّيْلَ يَرْعانا سَنَا قَمَرٍ

فَهَلْ بِرُجُعى إلى ذاكَ الزَّمانِ ، وَهَلْ

بَلَغْتُ فِيهِ أرَقَّ الأُمْنِياتِ ، وَلِي

ما زِلْتُ أُبْقِي رَمادًا مِنْهُ يُشْعِرُني

فلا التَّنَكُّرُ للتَّذْكارِ مِنْ شِيَمِي