الفجر الموعود

حلبي بن سوري

لـمـاذا تـعـجُّ الـدارُ iiبـالظلماتِ
ومـاذا عـلـيـنـا لو ملكْنا iiأمورَنا
أَلَـم تَـرَ لـلـدنـيـا وكيفَ تبدّلَت
وَمِـنْ دولـةٍ لـلـناهبينَ وقدْ iiغدَت
وإنّـهـمُ كـانـوا مِنَ الدونِ iiعصبةً
بـنـو أسـدٍ مـاذا يـثورُ بصدرِهم
أرادوا  ضـلالَ الناسِ بعدَ إذِ iiاهتدَوا
تـراهـم مـجـوساً ينشئونَ رجالَهم
إذا سـمـعـوا القرآنَ ماتوا iiبغيظِهم
ويـؤذيـهمُ الإحسانُ والفضلُ iiوالتقى
خـفـافـيشُ  ليلٍ يُحرَقونَ إذا iiرأوا
زنـازيـنُـهـم  غصَّتْ بكلِّ iiمطهَّرٍ
يـعـيشونَ  نارَ الحقدِ منْ كلِّ iiصالحٍ
وسـالَـت بـنـهـرٍ منْ دماءٍ iiزكيّةٍ
ومـنْ  بـعـدِ تقتيلِ الرجالِ iiالأكابرِ
وهـمْ  هـجَّروا الأعلامَ من كلِّ iiبلدةٍ
وقـد ألـبـسوا الشيطانَ فيها iiعِمامةً
وعـادَ بـنـونـا جـاهـلينَ بدينِهم
مـآذنُـنـا نـاءَتْ بـجـهـلِ iiأئمَّةٍ
عـمـائـمُ ثرثارونَ إن رُمْتَ iiفهمَهم
إلـهَـهـمُ  الـوالـي أوِ المالُ iiبعدَهُ
وقـبـلـتُهم  شطرَ القصورِ iiوحجُّهمْ
حـمـاةُ الرجالِ الزهرِ ثارَتْ iiلثأرِها
وثـارَت بـديـرِ الـزورِ أمّةُ iiماجدٍ
وقـد  سلكوا دربَ الحسينِ الذي iiأبى
ولـم  يـثـنِـهم جيشٌ سقاهُم iiلهيبَه
وكـانـوا كـمـا كانَ الحسينُ iiوقبلَه
وكـانـوا كـشمسٍ ذرَّ قرنُ iiشروقِها
أتـونـا بـفـجـرٍ بعدَ أن كادَ iiليلُنا
وزلـزلَـتِ الـدنـيا على كلِّ مارقٍ
عـلـى أهلِنا العزلِ استثاروا iiكلابَهم
وقـد  حـالَـتِ الآفـاقُ سوداً iiكأنّها
عـلـى سـرواتٍ قـد دُهينا iiبفقدِهم
بـأيـدي  طَـغامٍ عقلُهم في iiسلاحِهم
وقـد لُـقِّـنـوا كـالـببغاءِ iiنشيدَهم
يـدوسوا على الأحرارِ في كلِّ iiمشهدٍ
فـلـيـسَ  لـنـا واللهِ إلا iiدعـاؤنا
وإخـوانُـنا  تحتَ الرصاصِ iiمنامُهم
صـيـامٌ جـياعٌ مُعطَشونَ iiمريضُهم
فـيـا ربُّ يا رحمنُ كنْ خيرَ iiناصرٍ
ويـا  ربِّ فـاحـفظْهم فلا ثَمَّ iiحافظٌ
وكـنْ لـهـمُ حـصناً حصيناً iiفإنّهمْ
وثـبِّـتْ عُـرا هـذي القلوبِ iiفإنَّها
سُـرادقُ  عـالٍ مـن دخـانٍ iiيلفُّهمْ
حـصـارٌ عـلـيهم لم يكنْ قطُّ iiمثلُه
فـجـوعٌ  وقـصفٌ فيه هدمُ iiديارِهمْ
أيـا  ربِّ بـدِّلْ خـوفَـهمْ وعناءَهمْ
فـإنَّ  الـعـدا قـد قـاتلونا iiبجيشِنا
مـدافـعُـنا  يا صاحِ فوقَ iiصدورِنا
فـإنّـا بـهـذا الحالِ والغدرُ iiصائلٌ
أخـي لا تـنـمْ فالشرُّ إن نمتَ iiثائرٌ
فـقـمْ نـشـبكُ الأيدي وكنْ لي iiأخاً
تـعـالَ وأشـعـلْ شمعةً في iiحياتِنا
حـيـاةٌ  بـهـا الإنسانُ يحيا iiمكرّماً
حـيـاةٌ تغارُ الشمسُ من نورِ iiحسنِها
وأهـنـأُ  عيشٍ أن ترى الناسَ أخوةً
ويمضي الفتى في الأرضِ يختالُ آمناً
فـتـلـكَ حـيـاةُ المجدِ فيها iiنجاتُنا
ونـبـذلُ غالي الروحِ فيها ولا iiنرى


























































وتُـرمَـى بـأهلِ الجَورِ والتبِعاتِ؟!
بـعـدلٍ وبـسطِ الأمنِ iiوالبهجاتِ؟!
شـتـاتـاً  وظـلماً دائمَ iiالغمراتِ؟!
بـلادي بـهـمْ في أحلكِ iiالظلماتِ؟!
تَـقـلَّـبُ  بـيـنَ الإثمِ iiوالشهواتِ
أولـو الكفرِ في الإسلامِ iiوالفجراتِ؟!
يـريـدونَـهـم  عِـيراً بِغَيرِ هُدَاة iiِ
عـلـى أنّـهـمْ يـحيونَ iiبالغدَراتِ
ويـكـويـهـمُ الـترتيلُ iiبالجمراتِ
فـهـمْ مـن ضياءِ الخيرِ في كُرُباتِ
ضـيـاءَ  نـهـارٍ أو سـنا شمَعاتِ
لـه سـيـرةٌ بـالـفضلِ iiوالبركاتِ
لـذاكَ نـراهـمْ نـكَّـلـوا iiبـحماةِ
فـخـيـرُ بـنـي الدنيا شهيدُ iiحماةِ
تـنـافـسَ  آلُ الـشرِّ في iiالنشواتِ
فـسـالَـت بـلادُ الـشامِ iiبالعبراتِ
لـيـبـعـثَ في أرضي عبادَ اللاتِ
مـنـابـرُنـا ضـجَّت منَ العثراتِ
يـسـاوونَ  بـيـنَ الإثمِ والحسناتِ
وقـعـتَ ولـم تـنقَذْ مِنَ iiالورطاتِ
وفـتـيـاهـمُ: التحقيقُ غيرُ iiمواتي
إلـى  حـيثُ تجبى أعظمُ iiالصدقاتِ
ونـاراً  ورى الـعاصي ونهرُ iiفراتِ
رأَت أن تـواتـي الحقَّ في الأزماتِ
ريـاسـةَ من قد غاصَ في iiالدركاتِ
وعـطّـشَـهم  والروحُ في الزفراتِ
رسـولُ الـهـدى نـاراً لـكلِّ iiبغاةِ
لـتـنـشـرَ فـي الآفاقِ روحَ iiحياةِ
يُـجَـدِّلُـنـا فـي أشـنعِ iiالظلماتِ
ومـضـطـغـنٍ ذي إحـنةٍ وتراتِ
فـكـالـوهـمُ  بـالخبثِ iiوالفظَعاتِ
ثـكـالـى  وقد ناحَت على iiسرواتِ
وهـم  خـيـرُ قـاداتٍ وخيرُ iiحُماةِ
عـلـوجٌ وعـجـمُ اللفظِ iiوالنطَقاتِ
بـأن  يـقتلوا في الأرضِ كلَّ iiصلاةِ
وأن  يـمـنـعوا عن أذنِنا iiالهمساتِ
إلـى الـفجرِ بَعْدَ الصَّوْمِ iiوالصَّلَواتِ
ولـيـسَ لـهـم واقٍ منَ iiالضرباتِ
بـلا طـبَّ أو مـشـفى رهينُ iiوفاةِ
وعـونٍ  بـحـقِّ الجمعِ في iiعرفاتِ
وهـمْ مـبـتـلَـونَ اليومَ بالطعناتِ
يـذوقونَ خوفَ الموتِ في iiالحُجُراتِ
لأجـلِـكَ  يـا ربـاهُ فـي iiالهلكاتِ
فـيـا لـهـفـتا للقومِ في iiالهجماتِ
إلـى الـموتِ أو يحنوا ذرا الجبهاتِ
تـداركْـهـمُ  يـا ربِّ iiبـالرحماتِ
أمـانـاً  وسـلـمـاً دائـمَ iiالنفحاتِ
فـحـقٌّ عـلـينا الموتُ iiبالحسراتِ
لأنّـا أردْنـا الـعـيـشَ دونَ iiطغاةِ
عـلـى حُـرَمِ الأحـرارِ في iiنكباتِ
ويـكـوي جـنوبَ الخلقِ iiباللسعاتِ
لـنـحـيـا  كرامَ النفسِ iiوالقسماتِ
فـإن ثـرتَ فـالـبشرى بخيرِ حياةِ
عـزيـزاً ولا يـخشى أذى iiالنقماتِ
كـأنَّ  بـهـا الأقـمارَ في iiالشُّرُفاتِ
ويـرضـى  ضعيفُ القومِ بالخدماتِ
سـواءً أمـامَ الـقـصـرِ iiوالفلواتِ
وكـان جـنـاهـا أطـيبَ iiالثمراتِ
إذا مـا حُـرِمْـنـاها سوى النعواتِ