ربيع الشعوب - بركان حلب

عبد العزيز المشوح

ربيع الشعوب - بركان حلب

عبد العزيز المشوح

حلبَ الشهباء ..

واستسقى الضروع ..

وسري الرِيَّ قوياً في الضلوع ..

فانتفى الخوف .. وقد زال الخنوع ..

حلبٌ لبَّت .. فصيخي يا جموع ..

..لم تهادن .. لم تجامل .. لم تساوم

فلقد كانت تُقاوم ..

إنها كانت .. تؤسس وتخطط للشروع ..

إنه " بركانها " ..الداوي

فغيضي يا دموع ..

..

لم يكن ذاك جديداً في ثراها ..

فلقد علّمت الظالم درساً من فداها ..

ذاقت المُرَّ على أيدي الطغاة ..

وكؤوس الصاب .. تُسقى من عثاة ..

وسجون الظلم ضاقت بالدعاة ..

وبنو الشهباء يمضون سراعاً للمعالي ..

والبطولات لهم قابَ ذراع ..

لا تسل عنهم فأصلٌ طيبٌ ..

فزكا الغرس .. وقد طابت فروع

..

كرمٌ رافقه ذوقٌ رفيع ..

فمن الملفوف والمحشيّ أنواع تطيب ..

ومن الكبة أصنافٌ بها كلّ عجيب ..

ومن الفستق واللوز تسالي للحبيب ..

ما أظنُّ إلا حاتماً .. حلبُ الشهباء في تلك الربوع ..

..

هاهم إخواننا في حلبَ الشهباء يعطون الدروس ..

زهدوا بالمطعم الحُلوِ .. وباعوها نفوس ..

أرخصوا لله ما غالى .. وما كان نفيس ..

واجهوا الموت عرايا لم تُحصنهم دروع ..

..

هي سورية اليومَ لظىً .. فيه حسيس ..

وببركانها .. من حلبَ الشهباء درسٌ من دروس ..

وعلى الباغي .. نُحوس ونُكوص ونُكوس ..

ما عاد شعبي يستدير إلى الوراء ولم يفكر بالرجوع ..

ومن الجبار : إعزازٌ وتمكين ..

جرى بين البوادي والنُجوع .