أمّة تنهَضُ مِنْ تِلال الرّمَاد

أمّة تنهَضُ مِنْ تِلال الرّمَاد ....

د. مصطفى المسعودي

[email protected]

أتـَتكِ العُلا أمّتِي فانهَضِي وَافتحِي

 رِتـَاجَ المَدَى لِلثرَيّا ..لِتسْتقبلِيهَا

وَهَاهِيَ ذِي صَفحَاتُ نهُوض جَدِيدْ

خُذِي قلماً مِنْ ضِيَاءِ الندَى وَاكتبيهَا

وَتِلكَ القيُودُ التِي عَذبَتكِ زمَاناً

بأقصَى الذِي لكِ مِنْ قوّةٍ مَزقِيهَا

وَسِيري وَسِيري لِمَجْدِ العُلا وَالخُلودْ

وَغيْرالعُــلا بُغيَة لكِ لا تقبَلِيهَا

****

فيَا أمّتِي هَا شعُوبُكِ عَادَتْ بعِزّ

وَقدْ ظنّ أعْدَاؤهَا أنهُمْ قتــلوهَا

تغِيبُ الشمُوسُ بليْل وَلكِنْ تعُودُ

صَبَاحاً وَقدْ حَمَلتْ نورَهَا فِي يَدَيْها

فهَاقدْ أتيْتِ ..أتيْتِ كنجْم الثرَيّا

فسِيري بنبْل لأعْلى الذرَى وَارْتقِيهَا

****

فكمْ مِنْ جرَاح تتالتْ عَليْنا بليْل

وصِرْنا بدُنيَا المَصائِب عِبءً عَليْها

فهَذِي فلسْطِينُ قدْ ذبَحَتها اليَهودُ

وَهَذِي العِرَاق وُحوشٌ ترَامَتْ إليْهَا

وهَذِي قلوبٌ بعُنف تسِيلُ دِمَاءً

تنادِي ..تنادِي وَلا مِنْ أخ يَفتـــدِيهَا

وهَذِي دُويْلاتُ ذلّ مُمَزقةٍ

 صِرَاعَاتهَا قدْ غدَتْ وَصْمَة تعْتريهَا

وَهَذِي مَلايينُ مِنْ عَرَبٍ عَاطِلينْ

يَلفّ الجُمُودُ الثقِيلُ الرّتِيبُ خُطـاهَا

فلا عِزَّ..لا مَجْدَ.. لانهْضة اسْتنبتتْ

 وَخيْرَاتهَا كلها أعْطِيَتْ لِعِداهـَـا

وَالناسُ قدْ أصْبحُوا للطغاةِ عَبيداً

وَلمْ أرَ فِي صَبْرهِمْ لِلهَوَان شبيهَا

فهَذا يُقدّسُ فرْعَونهُ خوْفَ بَطشتِه

وَذاكَ كذاكَ بجُبْن يُقدّسُ شاهَـــا

****

عَلى شوْكِ هَذا المَسَارمَشيْنا قرُوناً

وتاهَ بنا أمّتِي الدّهْرُدَهْراً وَتاهَا

وَكمْ مِنْ شعُوب الكِفاح بَنتْ ثوَرَاتْ

بفضْل شمُوخ وَعَزم وَنبْل بَنِيهَا

وَنحْنُ بَقِينا قرُوناً بغُرفةِ أمْواتْ

نـُداري بذلّ وعَجْز زمَاناً كريهَا

****

فوَاعَجَبي كيْفَ دَارتْ صُروفُ الحَياة

بعُنفٍ عَلى أمّةٍ دَفنتْ مُسْتواهَا

أليْسَ الإلهُ الرحيم بنُور حَبـَــــــاهَا

أليْــــسَ الرّسول العَظيم بكــنز أتاهَا

بآيَاتِ عِز وَهَدْيٍ عَليْنا تــــــلاهَا

فعَمّ الضّيَاءُ السّنيُّ جَمِيـعَ ثــــرَاها

وَلمّــــا أشعّ بكلّ فِجَاج الأرَاضِي

 تجَلى كنهْر عَظِيم يُغطى رُبَاهَا

ففاضَتْ بسِحْرجنانٌ وَسَالتْ مِيَاهَا

وَصَالتْ جُيُوشٌ بفتح تهُزّ عِدَاهَا

وَتفدِي برُوح حَضَارَة مَجْدٍ عَظِيم

كأنّ عَفاريتَ جنٍّ هُمْ مَنْ بَناهَا

****

فوَاعَجَبي كيْفَ صِرْنا عَبيداً وَنحْنُ

 بَنيْنا لِمَعْنى التحَرّر مَغزى وَجيهَا

وَصِرْنا نخافُ بجبْن سِيَاط الطغَاة ْ

بأرْض يَخافُ الطغاةُ نهُوضَ بَنِيهَا

فوَيْلٌ لنا ِمنْ حِسَاب بهَذِي الحَيَاة ْ

! وَهَلْ مِنْ حَيَاةٍ لِمنْ هُوَقدْ مَاتَ فِيهَا

****

وَخادِم غرْب ذلِيل أتى ثائِراً

عَلى ظهْر دَبّابَةٍ بالدّيُون اكترَاهَا

وَلمّا رَأى الناسَ مِنْ حَوْلِه غنـَماً

يَمُدّونَ أعْناقهُمْ ذِلة ،اِعْتلاهَا

تمَطى فسَاداً وَكِبْراًوجَهْلا بصَبْرهِمْ

وَزادَ غرُوراًعَظيما بذلهمْ وتِيهَا

وَقالَ: اسْجُدوالِي عَدِيمِي الحَيَاءِ اسْجُدُوا

أنا اليَوْمَ فِيكمْ أكادُ أكونُ إلاهَا

****

فيَا أمّتِي قدْ مَضَى زمَنُ االظالِمِينْ

فقومِي لِهَذِي الكرَاسِي الدُّمَى كسّريهَا

 وَدُنيَا الوَرَى قدْ غدَتْ فِي أيَادِي العَبيدْ

فقومِي إلى البَشريّةِ كيْ تـُنقِذيهَا

سَنكتبُ أمْجَادَنا لِلزمَان الجَدِيدْ

وَثوْرَة فتيَانِنا أوّلُ الغيْثِ فِيهَا