الشُّراة

د. محمد علي الرباوي

(إلى أرواح شهداء حماة)

د. محمد علي الرباوي

[email protected]

يَسْتَقْبِِلُونَ الوَرْدَةَ البَيْضَاءَ فِي حَمَاهْ

يُصَارِعُونَ اللَّيْلَ بِالصَّلاَهْ

صَلاَتُهُمْ ليْسَتْ مُكَاءً

إِنَّهُمْ لاَ يَنْصَبُونَ فِي الصَّلاَهْ

****

دِمَشْقُ تَزْرَعُ العُيُونَ فِي السَّمَاءِ الصَّافِيَهْ

إِنَّهُمُ آتُونَ فِي السَّحَابِِِِِ

إِمَّا فِي زَمَانِ الصَّيْهَدِ الفَتَّاكِِِ

أَوْ فِي زَمَنِ ٱخْضِرَارِ تلْكَ الرَّابِيَهْ

صَوْتُهُمُ الرَّعْدُ يَدُكُّ كُلَّ آطَامِِ دمَشْقَ الطَّاغِيَهْ

سَوْطُهُمُ الْبَرْقُ العَنِيفُ

يَخْطَفُ الأَبْصَارَ يَخْطَفُ القُلُوبَ العَاتِيَهْ

****

هُمْ يَرْحَلُونَ الآنَ وَاحِداً فَوَاحِدَا

عُيونُهُمْ تُزْهِرُ رَيْحَاناً مُعَطَّرَ النَّدَى

تَلَقَّفَتْ أَوْرَاقَهُ جَدَاوِلُ الأَطْفَالْ

ظَلَّتْ أُنُوفُ بَعْضِنَا تَرْتَعُ فِي تَنَائِفِ الأَوْحَالْ

****

هُمْ سَئِمُوا حَمْلَ رُؤوسِهِمْ

وَمَلُّوا دَهْنَهَا وغَسْلَهَا

كَانُوا – وَما زَالُوا- أَشِدَّاءَ عَلَى نُفُوسِهمْ

وَفِي حَيَاتِهمْ هُمُ الْحَيُّ اللَّقَاحْ[1]

وَنَحْنُ ما نَزَالُ فِي بَوَارِجِ الصَّحْرَا

حَرِيصِينَ عَلَى حَيَاهْ

نُفُوسُنَا تَأَبَّدَتْ أَدْغَالُهَا

تَكَاثَفَتْ أَدْغَالُهَا

تَشَابَكَتْ أَدْغَالُهَا

هَلْ تَقْدِرُ الشَّمْسُ ٱخْتِرَاقَ هَذِهِ الأَدْغَالْ

****

هُمْ خَرَجُوا مُهَاجِرِينَ منْ حَمَاهْ

وَبَسْمَةٌٌ جَبَّارَةٌ تَعْلُو الْجِبَاهْ

رَبَّاهُ

كَيْفَ لَمْ نَكُنْ كَهَؤُلاَءِ فِي مَسَارِحِ الْحَيَاهْ

نَحْنُ نُصَلِّي فِي بُيُوتٍ مُغْلَقَهْ

وَهُمْ يُمَارِسُونَ فِي الشَّوَارِعِ الصَّلاَهْ

وَهُمْ يُمَارِسُونَ فِي الشَّوَارِعِ الصَّلاَهْ

وجدة: 15/12/1982

                

[1] - حَيُّ لَقَاحٌ:لَمْ يَدِينُوا لِلْمُلوكِ وَلَمْ يُصِبْهُمْ في الجاهلية سِبَاء.