قصيدة وراءها قصة (5)

معلقة عمرو ابن كلثوم

عمرو بن كلثوم

نحو (... - 39 ق. ه = ... - 584 م)

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

هو عمرو بن كلثوم بن عمرو بن مالك بن عتّاب بن سعد بن زهير بن جُشَم بن حُبيب بن غنم بن تغلب بن وائل، أبو الأسود ، شاعر جاهلي مشهور من شعراء الطبقة الأولى، ولد في شمالي جزيرة العرب في بلاد ربيعة، وتجول فيها وفي الشام والعراق ونجد. كان من أعز الناس نفساً، وهو من الفتاك الشجعان، ساد قومه تغلب وهو فتى، وهو الذي قتل الملك عمرو بن هند، فتك به وقتله في دار ملكه وانتهب رحله وخزائنه وانصرف بالتغالبة إلى بادية الشام.

 وأمُّ عمرو، اشتهرت بالأنفة وعظم النفس، كما كانت - لعظمة أصلها - من فضليات السيدات العربيات قبل الإسلام. وساد عمرو بن كلثوم قومه تغلب وهو ابن خمس عشرة سنة. وتغلب هم من هم في الشرف والسيادة والمجد وضخامة العدد وجلال الأصل. وأسرة عمرو سادات تغلب ورؤساؤها وفرسانها حتى قيل: لو أبطأ الإسلام لأكلت تغلب الناس.

 ثم إن الملك عمراً كان جالساً يوماً مع ندمائه، فقال لهم: هل تعلمون أحداً من العرب تأنف أمه من خدمة أمي هند؟ فقالوا: نعم، أم عمرو بن كلثوم. قال: وَلِمَ? قالوا: لأنّ أباها مهلهل بن ربيعة، وعمها كليب بن وائل أعز العرب، وبعلها كلثوم بن مالك أفرس العرب، وابنها عمرو وهو سيّد قومه، وكانت هند عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر، وكانت أم ليلى بنت مهلهل هي بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس وبينهما هذا النسب. فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره، ويسأله أن يزير أمه أمه. فأقبل عمرو بن كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأقبلت ليلى أمه في ركب من بني كلثوم من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب، وأم عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات، وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب، فدخل عمرو بن كلثوم على الملك عمرو في رواقه، ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق. وكان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم وتستخدم ليلى. ودعا الملك عمرو بمائدة، ، فقالت هند: ناوليني يا ليلى ذلك الطبق، فقالت ليلى: لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت عليها فصاحت ليلى: واذلاّه، يا لتغلب! فسمعها ابنها عمرو، فثار الدم في وجهه. ونظر إليه عمرو بن هند فعرف الشرَّ في وجهه، فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق، ليس هناك سيف غيره، فضرب به رأس ابن هند وقتله، وكان ذلك نحو سنة 569م، ثم نادى عمرو في بني تغلب فانتبهوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة، وجاشت نفس عمرو وحمي غضبه وأخذته الأنفة والنخوة فنظم بعض معلقته في هذه الحادثة يصف فيها حديثه مع ابن هند ويفتخر بأيام قومه وغاراتهم المشهورة.

ويقال لما حضرت عمرو بن كلثومٍ الوفاة وقد أتت عليه خمسون ومائة سنة، جمع بنيه فقال: يا بني، قد بلغت من العمر ما لم يبلغه أحد من آبائي، ولا بد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت. وإني والله ما عيرت أحداً بشيء إلا عيرت بمثله، إن كان حقاً فحقاً، وإن كان باطلاً فباطلاً. ومن سب سب؛ فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم، وأحسنوا جواركم يحسن ثناؤكم، وامنعوا من ضيم الغريب؛ فرب رجلٍ خير من ألف، ورد خير من خلف. وإذا حدثتم فعوا، وإذا حدثتم فأوجزوا؛ فإن مع الإكثار تكون الأهذار . وأشجع القوم العطوف بعد الكر، كما أن أكرم المنايا القتل. ولا خير فيمن لا روية له عند الغضب، ولا من إذا عوتب لم يعتب . ومن الناس من لا يرجى خيره، ولا يخاف شره؛ فبكؤه خير من دره، وعقوقه خير من بره. ولا تتزوجوا في حيكم فإنه يؤدي إلى قبيح البغض."

المعلقة

ألا  هُـبَّي بِصَحْنِك فاصْبَحِينا
مُـشَـعْشَعَةً كَأنَّ الحُصَّ iiفِيها
تَـجُورُ  بِذي الُّلبانَةِ عَنْ هَواهُ
تَرَى الَّلحِزَ الشَّحيحَ إذا iiأُمِّرَتْ
صَـبَنْتِ الكَأْسَ عَنَّا أُمَّ iiعَمْرٍو
ومَـا  شَـرُّ الثَّلاثَةِ أُمَّ iiعَمْرٍو
وكَـأْسٍ قَـدْ شَـرِبْتُ iiبِبَعَلْبَكٍ
وإنَّـا  سَـوْفَ تُدْرِكُنا iiالمَنايَا
قـفِـي  قَبْلَ التَّفَرُّقِ يا iiظَعِينا
قِفِي نَسْأَلْكِ هَلْ أَحْدَثْتِ iiصَرْماً
بِـيَـوْمِ  كَرِيهَةٍ ضَرْباً وَطَعْناً
وإنَّ  غَـداً وإنَّ الـيَوْمَ iiرَهْنٌ
تُـرِيكَ  إذا دَخَلْتَ عَلَى iiخَلاءٍ
ذِراعَـيْ  عَـيْطَلٍ أَدْماءَ iiبِكْرٍ
وثَـدْياً مِثْلَ حُقِّ العَاجِ رَخْصاً
ومَـتْنَىْ  لَدْنَةٍ سَمَقَتْ iiوطَالَتْ
ومَـأْكَـمَةً يَضِيقُ البابُ عَنْها
وسـارِيَـتَـيْ بِلَنْطٍ أوْ iiرُخامٍ
فَـمَا وَجَدَتْ كَوَجْدِي أُمُّ iiسَقْبٍ
ولا  شَـمْطاءُ لَمْ يَتْرُكْ iiشَقَاها
تَـذَكَّرْتُ  الصِّبْا واشْتَقْتُ iiلَمَّا
فَأَعْرَضَتِ  اليَمامَةُ واشْمَخَرَّتْ
أبَـا  هِـنْـدٍ فَلا تَعْجَلْ iiعَلَيْنا
بِـأَنَّـا نُـورِدُ الرَّايَاتِ iiبِيضاً
وأَيَّـامٍ  لَـنـا غُـرٍّ طِـوالٍ
وسَـيِّـدِ مَـعْـشَرٍ قَدْ iiتَوَّجُوهُ
تَـرَكْـنـا الخَيْلَ عاكِفَةً عَلَيْهِ
وأَنْـزَلْنا  البُيُوتَ بِذي iiطُلُوحٍ
وقَـدْ هَـرَّتْ كِلابُ الحَيِّ مِنَّا
مَـتَـى  نَنْقُلْ إلى قَوْمٍ iiرَحَانَا
يَـكُـونُ  ثِـفَالُها شَرْقِيَّ iiنَجْدٍ
نَـزَلْـتُمْ مَنْزِلَ الأضْيافِ iiمِنَّا
قَـرَيْـنـاكُـمْ  فَعَجَّلْنا iiقِرَاكُمْ
نَـعُـمُّ  أُنَـاسَنا ونَعِفُّ iiعَنْهُمْ
نُطاعِنُ  مَا تَرَاخَى النَّاسُ iiعَنَّا
بِـسُـمْرٍ  مِنْ قَنا الخَطِّيِّ لَدْنٍ
كَـأَنَّ  جَـمَاجِمَ الأبْطَالِ iiفِيها
نـشقُّ  بها رُءُوسَ القوم iiشَقّاً
وإنَّ  الضِّغْنَ بَعْدَ الضِّغْنِ يَبْدُو
وَرِثْـنـا المَجْدَ قَدْ عَلِمْتَ مَعَدٌّ
ونَـحْنُ إذا عِمادُ الحَيِّ iiخَرَّتْ
نَـجُـذُّ رُءُوسَهَمْ في غَيْرِ iiبِرٍّ
كَـأَنَّ سُـيـوفَـنَا فِينَا iiوفِيهِمْ
إذا  مَـا عَـيَّ بِالإِسْنافِ iiحَيٌّ
نَـصَـبْنا مِثْلَ رَهْوَةَ ذاتَ حَدٍّ
بِـشُـبَّـانٍ يَرَوْنَ القَتْلَ iiمَجْداً
حُـدَّيـا  الـنَّاسِ كُلِّهِمِ iiجميعاً
فـأَمَّـا يَـوْمُ خَـشْيَتِنَا عَلَيْهِمْ
وأمَّـا  يَـوْمُ لا نَخْشَى iiعَلَيْهِمْ
بِـرَأْسٍ مِنْ بَني جُشَمِ بِنِ بَكْرٍ
ألاَ  لاَ يَـعْـلَـمُ الأَقْـوامُ iiأنَّا
ألاَ  لاَ يَـجْـهَـلْنَ أَحَدٌ iiعَلَيْنا
بِـأَيِّ مَـشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ iiهِنْدٍ
بِـأَيِّ مَـشِيئَةٍ عَمْرَو بنَ iiهِنْدٍ
تَـهَـدَّدْنـا  وأوعِـدْنا رُوَيْداً
فـإِنَّ قَـناتَنا يَا عَمْرُو iiأَعْيَتْ
إذَا  عَضَّ الثِّقَافُ بِها اشْمَأَزَّتْ
عَـشَـوْزَنَةً إذَا انْقَلَبَتْ iiأَرَنَّتْ
فَهَلْ  حُدِّثْتَ في جُشَمِ بن iiبَكْرٍ
وَرِثْـنَا  مَجْدَ عَلْقَمَةَ بن iiسَيْفٍ
وَرِثْـتُ مُـهَلْهِلاً والخَيْرَ iiمِنْهُ
وعَـتَّـابـاً وكُـلْثُوماً iiجَمِيعاً
وذَا الـبُـرَةِ الذِي حُدِّثْتَ عَنْهُ
ومِـنَّـا قَـبْلَهُ السَّاعِي iiكُلَيْبٌ
مَـتَـى  نَـعْقُدْ قَرِينَتَنا iiبِحَبْلٍ
ونُـوجَـدُ  نَحْنُ أَمْنَعَهمْ ذِماراً
ونَحْنُ  غَدَاةَ أُوقِدَ في iiخَزَازَى
ونَحْنُ  الحَابِسُونَ بِذِي iiأَرَاطَى
ونَـحْـنُ الحاكِمُونَ إذَا iiأُطِعْنا
ونَـحْنُ  التَّارِكُونَ لِمَا iiسَخِطْنا
وكُـنَّـا  الأيْـمَنِينَ إذا الْتَقَيْنا
فَـصَـالُوا صَوْلَةً فِيمَنْ iiيَلِيهِمْ
فَـآبُـوا  بِـالنِّهَابِ iiوبِالسَّبايا
إِلَـيْـكُـمْ يَـا بَني بَكْرٍ iiإِلَيْكُمْ
أَلَـمَّـا تَـعْـرِفُوا مِنَّا iiومِنْكُمْ
عَـلَيْنا البَيْضُ واليَلَبُ اليَمَانِي
عَـلَـيْـنا  كُلُّ سابِغَةٍ iiدِلاصٍ
إذا وُضِعَتْ عَنِ الأبْطالِ iiيَومًا
كـأَنَّ غُـضُونَهُنَّ مُتُونُ iiغُدْرٍ
وتَـحْـمِلُنا  غَدَاةَ الرَّوْعِ جُرْدٌ
وَرَدْنَ  دَوارِعاً وخَرَجْنَ iiشُعْثَا
ورِثْـنـاهُنَّ  عَنْ آبَاءِ iiصِدْقٍ
عَـلَـى آثَـارِنا بِيضٌ حِسانٌ
أَخَـذْنَ  عَـلَى بُعُولَتِهِنَّ عَهْدَا
لَـيَـسْـتَلِبُنَّ  أفْراساً iiوبِيضاً
تَـرَانـا  بَـارِزِينَ وكُلُّ iiحَيِّ
إذا مَـا رُحْـنَ يَمْشِينَ الهُوَيْنا
يَـقُـتْـنَ  جِيَادَنا ويَقُلْنَ لَسْتُمْ
إذا لَـمْ نَـحْـمِـهِنَّ فَلاَ iiبَقِينا
ظَعَائِنَ  مِن بَني جُشَمِ بن iiبَكْرٍ
ومَا  مَنَعَ الظَّعَائِنَ مِثْلُ ضَرْبٍ
كَـأَنَّـا  والـسُّيوفُ iiمُسَلَّلاتٌ
يُدْهَدُونَ  الرُّءُوسَ كَمَا iiتُدَهْدِي
وقَـدْ عَـلِـمَ القَبائِلُ مِنْ iiمَعَدٍّ
بِـأَنَّـا الـمُطْعِمُونَ إذا iiقَدَرْنا
وأَنَّـا  الـمَـانِعونَ لِمَا iiأَرَدْنا
وأنَّـا  الـتَّارِكُونَ إذا iiسَخِطْنا
وأنَّـا  الـعَاصِمُونَ إذا iiأُطِعْنا
ونَشْرَبُ إنْ وَرَدْنَا المَاءَ صَفْواً
أَلاَ  أَبْـلـغْ بَنِي الطَّمَّاح iiعَنَّا
إذا  مَا المَلْكُ سَامَ النَّاسَ iiخَسْفاً
لـنَـا الدُّنْيَا ومَنْ أمْسَى عَلَيْها
بُـغَـاةٌ  ظَـاِلَمينَ وَمَا iiظُلِمْنَا
مَـلأنَـا البَرَّ حَتَّى ضاقَ iiعَنَّا
إذا بَـلَـغَ الرَّضِيعُ لَنَا iiفِطاماً








































































































ولا  تُـبْـقِي خُمورَ iiالأنْدَرِينا
إذا مـا الـماءُ خَالَطَها iiسَخِينا
إذا مـا ذَاقَـهـا حَـتَّى iiيِلِينا
عَـلَـيِـهِ  لِـمالِهِ فِيها iiمُهِينا
وكـانَ الكَأْسُ مَجْراها iiالَيمِينا
بِـصاحِبِكِ  الذي لا iiتَصْبَحِينا
وأُخْرَى  في دِمَشْقَ iiوقاصِرِينا
مُـقَـدَّرَةً  لَـنـا iiومُـقَدَّرِينا
نُـخَـبِّـرْكِ اليَقِينَ iiوتُخْبِرِينا
لِـوَشْكِ البَيْنِ أَمْ خُنْتِ iiالأَمِينا
أَقَـرَّ بِـهـا مَـوَالِيكِ العُيُونا
وبَـعْـدَ  غَـدٍ بِما لا iiتَعْلَمِينا
وقَـدْ  أَمِنَتْ عُيونَ iiالكَاشِحِينا
هِـجـانِ اللَّوْنِ لَمْ تَقْرَأْ iiجَنِينا
حَـصَـاناً مِنْ أَكُفِّ iiاللاَّمِسِينا
رَوَادِفُـهـا  تَـنُوءُ بِما iiوَلِينا
وكَـشْـحاً قَدْ جُنِنْتُ بِه جُنونَا
يَـرِنُّ خَـشاشَ حُلَيْهِما iiرَنِينا
أَضَـلَّـتْـهُ  فَرَجَّعَتِ iiالحَنِينا
لَـهـا مِـنْ تِـسْعَةٍ إلاَّ جَنِينا
رَأَيْـتُ حُـمُولَها أُصُلاً iiحُدِينا
كَـأَسْـيـافٍ بِأَيْدِي iiمُصْلِتِينا
وأَنْـظِـرْنَـا  نُخَبِّرْكَ iiاليَقِينا
ونُـصْدِرُهُنَّ  حُمْراً قَدْ iiرَوِينا
عَـصَيْنا  المَلْكَ فِيها أنْ iiنَدِينا
بِـتاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينا
مُـقَـلَّـدَةً أَعِـنَّـتَها iiصُفُونا
إِلَـى الشَّاماتِ تَنْفِي iiالمُوعِدِينا
وشَـذَّبْـنَـا  قَـتَادَةَ مَنْ iiيِلِينا
يَـكُونُوا  في اللِّقاءِ لَها iiطَحِينا
ولَـهْـوَتُـها قُضاعَةَ iiأَجْمَعِينا
فَـأَعْـجَلْنا القِرَى أنْ تَشْتِمُونا
قُـبَـيْلَ الصُّبْحِ مِرْدَاةً iiطَحُونا
ونَـحْـمِـلُ عَنْهُمُ مَا iiحَمَّلُونا
ونَضْرِبُ  بِالسُّيوفِ إذا iiغُشِينا
ذَوَابِـلَ أوْ بِـبِـيضٍ iiيَخْتَلِينا
وُسُـوقٌ بِـالأمـاعِزِ iiيَرْتَمِينا
ونَـخْـتِلبُ  الرِّقابَ iiفَتَخْتَلينا
عَـلَـيْكَ ويُخْرِجُ الدَّاءَ iiالدَّفِينا
نُـطـاعِـنُ  دُونَهُ حَتَّى يَبِينا
عَـنِ الأَحْفاضِ نَمْنَعُ مَنْ يِلِينا
فَـمَـا يَـدْرُونَ مـاذَا iiيَتَّقُونا
مَـخَـارِيـقٌ  بِأَيْدِي iiلاعِبِينا
مِـنَ  الهَوْلِ المُشَبَّهِ أنْ iiيَكُونَا
مُـحَـافَـظَـةً وكُنَّا iiالسَّابِقِينا
وشِيبٍ  في الحُرُوبِ iiمُجَرَّبِينا
مُـقـارَعَـةً  بَنِيهِمْ عَنْ iiبَنِينا
فَـتُـصْبِحُ  خَيْلُنا عُصَباً ثَبِينا
فَـنُـمْـعِـنُ غـارَةً iiمُتَلَبِّبينا
نَـدقُّ بِـهِ السُّهُولَةَ iiوالحُزُونَا
تَـضَـعْـضَعْنا وأَنَّا قَدْ iiوَنِينا
فَـنَجْهَلَ  فَوْقَ جَهْلِ iiالجَاهِلِينا
نَـكُـونُ  لِـقَيْلِكُمْ فِيهَا iiقَطِينا
تُـطِـيعُ بِنا الوُشَاةَ iiوتَزْدَرِينا
مَـتَـى كُـنَّـا لأُمِّكَ iiمُقْتَوِينا
عَـلَى  الأعْدَاءِ قَبْلَكَ أنْ iiتَلِينا
وَوَلَّـتْـهُـمْ  عَشَوْزَنَةً iiزَبُونا
تَـشُـجُّ  قَفَا المُثَقَّفِ iiوالجَبِينا
بِـنَقْصٍ  في خُطُوبِ iiالأوَّلِينا
أَبَـاحَ  لَنا حُصُونَ المَجْدِ iiدِينا
زُهَـيْـراً نِعْمَ ذُخْرُ iiالذَّاخِرِينا
بِـهِـمْ نِـلْنا تُرَاثَ iiالأَكْرَمِينا
بِـهِ نُحْمَى وَنحْمِي iiالمُحْجَرِينا
فَـأَيُّ الـمَـجْـدِ إلاَّ قَدْ iiوَلِينا
تَـجُذُّ  الحَبْلَ أو تَقَصِ iiالقَرِينا
وأَوْفَـاهُـمْ إذَا عَـقَدُوا iiيَمِينا
رَفَـدْنَـا فَـوْقَ رَفْدِ iiالرَّافِدِينا
تَـسَـفُّ الجِلَّةُ الخورُ iiالدَّرِينا
ونَـحْنُ  العازِمُونَ إذَا عُصِينا
ونَـحْنُ  الآخِذُونَ لما iiرَضِينا
وكـانَ  الأيْـسَرِينَ بنُو iiأَبِينا
وصُـلْـنـا صَوْلَةً فِيمَنْ يَلِينا
وأُبْـنَـا  بِـالمُلُوكِ iiمَصَفَّدِينا
أَلَـمَّـا تَـعْـرِفوا مِنَّا iiاليَقِينا
كَـتـائِـبَ يَـطَّعِنَّ ويَرْتَمِينا
وأَسْـيـافٌ  يُـقَمْنَ iiويَنْحَنِينا
تَرَى فَوْقَ النِّطاقِ لَها iiغُضُونا
رَأَيْـتَ  لَها جُلُودَ القَوْمِ iiجُونا
تُـصَـفِّقُها  الرِّياحُ إذَا iiجَرَيْنا
عُـرِفْـنَ  لَـنا نَقَائِذَ iiوافْتُلِينا
كَـأَمْـثـالِ الرَّصائِعِ قَدْ بِلِينا
ونُـورِثُـهَـا إذا مُـتْنا iiبَنِينا
نُـحَـاذِرُ أنْ تُـقَسَّمَ أَوْ iiتَهُونا
إذا  لاقَـوْا كَـتـائِبَ iiمُعْلِمِينا
وأَسْـرَى فـي الحَدِيد مُقَرَّنِينا
قَـدِ  اتَّـخَـذوا مَخَافَتَنا قَرِينا
كَمَا اضْطَرَبَتْ مُتْونُ iiالشَّارِبِينا
بُـعُـولَـتَـنَا  إذا لَمْ iiتَمْنَعونا
لِـشَـيْءٍ بَـعْدَهُنَّ ولاَ iiحَيِينا
خَـلَـطْنَ  بِمَيَسمٍ حَسَبًا iiودِينا
تَـرَى مِـنْهُ السَّواعِدَ iiكالقُلِينا
وَلَـدْنـا  النَّاس طُراًّ iiأَجْمَعِينا
حَـزَاوِرَةٌ  بِـأَبْطَحِها iiالكُرِينا
إذا قُـبَّـبٌ بِـأَبْـطَحِها iiبُنِينا
وأَنَّـا الـمُـهْلِكُونَ إذا iiابْتُلِينا
وأنَّـا  الـنَّازِلُونَ بِحَيْثُ iiشِينا
وأنَّـا الآخِـذُونَ إذا رَضِـينا
وأنَّـا  الـعازِمُونَ إذا عُصِينا
ويَـشْرَبُ  غَيْرُنَا كَدِراً iiوطِينا
وَدُعـمـيّـا فَكَيْفَ iiوَجَدْتُمُونَا
أَبَـيْـنـا أَنْ نُـقِرَّ الذُّلَّ iiفِينا
ونَـبْطِشُ حَيِنَ نَبْطِشُ iiقَادِرِينا
وَلـكِـنَّـا  سَـنَـبْدَأُ ظَاِلِميِنَا
ونَـحْـنُ  البَحْرُ نَمْلَؤُهُ iiسَفِينا
تَـخِـرُّ لَـهُ الجَبابِرُ iiساجِدِينا