نداء من الشّعبِ السوري إلى الجيش

ابن آذار

عَـصِيّا كنتَ في وجْهِ الأعَادِي
شُـجَاعًا  في المعَارِكِ لاَ iiتُبَالِيْ
وفـيّـا لـلـعُـهُوْدِ فَلم iiتَخُنْهَا
صَـدُوقـا فـي لِقَائكَ يَوْمَ iiكَرٍّ
وتَـعْـفُـو إِنْ قَدَرْتَ بِلا iiتَعَالٍ
وشِـيْـمَـتُكَ  الْوفَاءُ بِأيّ وَعْدٍ
لِـشَعْبِكَ  كنتَ مِطْواعًا iiوتُبدِيْ
وعـيْـنُـكَ  دَائِـمًا تَرْنُوْ إلَيْهِ
إذا سِـيْـمَ الهَوَانَ أثرْتَ  iiنَارًا
وإنْ أحَـدٌ أرادَ لَـهُ iiانْـتِقَاصًا
لَـقدْ  أُسِّسْتَ كي تَرعى iiحُدودًا
وتـحْفظُ  أرْضَهَا مِنْ كلّ iiلِصٍّ
لـقَـدْ أُسِّـسْتَ كي تلْقى عَدُوًّا
وَعَـاثَ  بأرْضِنا شَرْقا iiوغَرْبا
وَهَـوّدَ قُـدْسَنا ومَضَى iiبخُبْثٍ
أطالَ الْمُكْثَ في الْجُوْلانِ iiحَتّى
فَـتَـغْدوَ  مُلْكَهُ في شَرْع iiغَابٍ
وجـيـلٌ إثْـرَ جيلٍ مَرّ iiيشكُو
فيُهْمَسُ  في مَسَامِعِهِ أَلا iiاصْمُتْ
وَيَـمْـضِي واثِقًا ويُديْرُ iiظَهْرًا
إلَـى أنْ جَـاءهُ يَـوْمٌ عَصِيبٌ
رَأَى الْجَيْشَ الذِي قدْ كان يرجُو
ويسمَعُ  صَرْخَةَ الجُولان iiتَشْكوْ
فـيـدْحَـرُ  غاصِبا،ويُعيْدُ حقّا
رَأَى عَـجَـبًـا فَشَكَّ iiبنَاظِرَيْهِ
رَأى فـيْـهِ انْـكِفَاءً عَنْ iiعَدُوٍ
إلَـى  ((دَرْعَا)) جَحَافلُه iiتَنَادَتْ
((مَلأنَ  الأرْضَ أَسلَحةً iiثِقَالاً))
أوامِـرُه قَـضَتْ فِيْ قَطْعِ iiنُوْرٍ
ورَشْـقٍ  بالرّصَاصِ لكُلِّ iiحيٍّ
رأى  جِـيْـلُ الهَوَانِ بِأمِّ iiعَيْنٍ
فَـخَـرً ولَـمْ يفِقْ إلا iiوصَوْتٌ
أنَا  الشّعْبُ الّذِيْ بِالصَّبْرِ iiأخْفَى
أنَا الشَّعْبُ الذيْ أَخْفَيْتُ iiجُرْحِي
أُؤَمِّـلُ  أنْ أرى جـيشا iiكريْمًا
أُؤَمّـلُ أنْ أَرَى جَـيْـشا iiقَويّا
صبَرْتُ  وإنَّ بعضَ الصَبْرِ iiذلٌ
إلـى  أنْ هَالَني مَاْ هَالَ iiقَوْمِيْ
ألا يـا جَـيـشَ سوْرِيّا iiتَوقّفْ
أنَـا الشعْبُ الذي قَدْ كُنْتَ iiمِنّيْ
وَجُـلُّ بَـنِيْكَ هُمْ فِلْذَاتُ iiكِبْدي
وأُخْـتُكَ  أوْ أخُوكَ قِوَامُ iiأَمْرِيْ
أنـا الـشعْبُ الذي رَبّاكَ iiحَتَّى
أَيُـعْـقَـلُ  أنْ أسيْرَ بلا iiجَوَادٍ
أنا  الشَّعْبُ الذي أفنَيْتُ iiعُمْرِي
أأُفْـنِي العُمْرَ في غَرْسٍ iiوزَرْعٍ
إذَا  أطْـلَقْتَ جُنْدَكَ في iiرِحَابِي
وتَـغْرَقُ  بعْدَها في بَحْرِ iiحُزْنٍ
فَـلا  تَسْمَعْ لِمَنْ يَبْغِي iiاغْتِِيَالِي
ألا  لا تـسْـمَـعَنّ لهُمْ iiحَبيْبِي
أحـيّـيْ  فـيْـكَ شُبَّانًا iiكِرامًا
أبَـوْا تَـوجِيْهَ أسْلِحَةٍ iiلِصَدْري
وَنَـصْـرِيْ قَـادمٌ فَـغَدًا iiتَرَاهُ
ونَـنْـعَـمُ كـلّنا بِرَغِيدِ iiعَيْشٍ





















































مُـهـابًـا حِين تَزْأرُ أو iiتُنَادِيْ
بِـمَنْ يَلْقَاكَ مِنْ وحْشِ iiالبَوَادِيْ
ولَـمْ تَـغْدِرْ ولَوْ غَدَرَ الأَعَادِيْ
وظَـهْرُكَ  لا يُرَى مِنْ كُلّ عَادِ
وَلا  تَـعْـمَـدْ إلَى قَهْرِ iiالْعِبادِ
وتَـرْويْ  مِنْ مَعِيْنِكَ كلّ iiصَادِ
لَـهُ  حُـبّـا وبِـرّا فِيْ ازْدِيَادِ
تَـخَـافُ  عَلَيْهِ غَائِلَةَ iiالْعَوَادِيْ
عَـلَـى مَـنْ سامَهُ جَمْرَ iiاتّقادِ
دفَـنْـتَ  مُـرادَهُ تَحْتَ الرّمَادِ
لِـسُـوْرِيّـا  الكَرَامةِ iiوالْجِهَادِ
وتَـصْرَخُ  هَاتفًا: أفْدِيْ iiبِلادِي
بـدَتْ  آثـامُـهُ فِـي كل iiنَادِ
وألْـقَـى  جَـمْرَهُ فِي كلّ iiوادِ
يُـفَـرّق  صَـفَّـنا بَعْدَ iiاتّحَادِ
يُـظَـنَّ بِـأنّـهَا مِنْ عَهْدِ iiعَادِ
ويـجْـعَـلُ مَهْدَهَا خيرَ iiالمِهادِ
ويَـسْـألُ أهـلَهُ عَنْ ذا iiالرّقَادِ
ولا  تَـعْـبَـثْ بأسْرَارِ iiالبِلادِ
لـكـلِّ  إشـاعَـةٍ ذاتِ امتِدادِ
رَأَى عَـجَبًا وأضْحَى فِي iiسُهَادِ
بِـهِ صـدّا لِـهَجْمَاتِ الأعَادِيْ
صُـرُوْفا مِنْ عَذَابٍ iiوَاضْطِهَادِ
ويُـعْـلِـيْ  فَوْقَهَا علَمَ iiالرَّشَادِ
وخَـابَ  رَجَـاؤُهُ مِنْ كُلِّ iiهَادِ
وَوَجَّـهَ  سَـهْمَهُ صَوبَ iiالفُؤَادِ
هُـنـا الأعْـدَاءُ، هَـيَّا iiلِلزِّنَادِ
إلـيـهـا  وجَّهوا أقْوى iiالعَتادِ
وَمَــاءٍ  ثُــمّ أدْوَيَـةٍ iiوزَادِ
وَحَـرْقٍ  لِـلـنَّـبَاتِ iiوللْجَمَادِ
فَـظَـائِـعَ حَولَهُ يَومَ iiالطِّرَادِ!
يُـنَـادِيْهِ أَلا انْهَضْ يا iiعِمَادِيْ
مَـطَـالِـبَـهُ زَمَانًا، لا iiيُنادِيْ
لأجْـلِ  قضيّتي، ذاك iiاجْتِهَادِي
يُـكِـنُّ لـشـعـبِهِ آيَ iiالْوِدادِ
لِـتَـحْـرِيرِ  التِّلالِ أوِ iiالْوِهَادِ
ومـا  أحْـبَبْتُ تَفْريْقَ iiالأَيَادِي
فَـثُـرْتُ  عَلى أسَاطِيْنِ iiالفَسَادِ
فَـنَـحْـنُ ذَوُوْكَ يَاْ أمَلَ iiالْبِلادِ
لأجْـلِكَ  عِشْتُ فِيْ مِحَنٍ iiشِدَادِ
أُخـاطِـبُـهمْ  بِنَبْضَاتِ iiالفُؤَادِ
وهُـمْ  سَنَدِيْ وَأَعْوَانِيْ iiوَزَادِي
بَـلَـغْـتَ بِفَضْلِهَ أعْلَى iiالْعِمَادِ
وكـنْتُ أراك يا أمَلي iiجَوَادِي؟
لِـتَبْقَى  عُزْوَتِي وَبِكً iiاعْتِدَادِي
وأغْـدُو  نَادِمًا وَقْتَ iiالْحَصَادِ؟!
لَـبِـسْتَ  العَارَ مَوْفُوْرَ iiالسّوَادِ
ويَـبْقَى  الجُرْحُ فِيْكَ بِلا ضِمَادِ
وإذلالِـي، وقـتْلِيْ واصْطِيَادِيْ
فَـهُـمْ  رَهْـنُ التكَبُّرِ والْعِنادِ!
لأجْـلـي  آثَرُوا "بَرْكَ iiالغِمادِ"
مَـخـافـةَ ربِّهمْ "يَوْمَ iiالتَّنَادي"
وِنَـفْـرَحُ يَـوْمَ تَحْقِيْقِِ iiالمُرَادِ
فَـكُـنْ  منّا، بُنَيَّ، على iiالحِيَادِ