نسمات عثمانية على جرح شامي
يحيى بشير حاج يحيى
أخي يا أيها التركي
أتعجبُ إذ أنادي اليوم
لا تعجبْ !!
زمانٌ مرّ لم تسمع
نداءَ أُخوّتي الحاني
و لكنْ كلما صليتُ
أو رتلتُ قرآني
قرأتُ بأننا إخوه
برغم البعدِ و الجَفوه
- 2-
أتذكرني ؟!
أنا التالي كتابَ الله ِ
إذ يُوحَى إلى الهادي
كما ُأُنزِل
و أنتَ أخي
حميتَ الدين بالقوه
ألا فاذكرْ
رقابَ الكفر كم ذلتْ
لسيفٍ من عزائمنا
و راياتِ الهدى ارتفعتْ
بأيدينا
- 3 -
أتذكرني ؟!!
لكَ العذرُ
زمانٌ مرَّ لم تسمع
نداءَ أخوّتي الحاني
فعُد و اقرأ كتابَ الله
تعرفني
فإنا - يا أخي - إخوه
- 4 -
أخي يا أيها التركي
أنا في الشامِ مكلومٌ
جراحي فوق ما أقوى
و ما زالت
هتفتُ ُأثيرُ مَنْ حولي
فهل مِن صاحب يرقا
نزيفَ الجرحِ بالودِّ
- 5 -
ذكرتُ وصية ً لأبي
فإنّ أبي قُبيلَ الموت أوصاني
و أعطاني كتابا فيه تاريخي
و أفهَمني
حقائقَ أمسِهِ الماضي
و أوصاني
بلهفةِ والدٍ يمضي
يقول : بُنَيَّ ، لا تيأسْ
إذا لفتْ حبالُ الضيق بالعُنُق
فإنّ لنا قريبا سوف يذكرُنا
و همسُ أبي يرِنُّ اليوم في سمعي :
صديقٌ ذاك يا ولدي ...
- 6 -
و أذكرُ بسمة َ الموت
على شفتيه ترتسِمُ
و أذكرُ كفّه ارتجفتْ
تشدُّ بكل ما فيها
من العزمِ
على كفي ، ليهمسَ لي :
حبيبٌ ذاك يا ولدي ...
قريبٌ ذاك يا ولدي ...
- 7 -
بحثتُ اليوم عن راقٍ
هتفتُ بكل مَن حولي
صديقٍ ، أو أخٍ يأسو
قريبٍ هزّهُ جُرحي
و قد هبتْ مآذِنُكم
تسبِّحُ خالق َ الكونِ
و تُلغي جفوة َ الزمنِ
فهل ألقى لديكَ اليومَ
ما يرقا جِراحاتي
فإنا - يا أخي - إخوه
برغم البعد و الجفوه
*
ترجمت إلى اللغة التركية ، و نشرت في بعض الصحف .