إليكَ... انتظرني (9)

إليكَ... انتظرني (9)

الشاعرة الراحلة: لمياء الرفاعي*

بعد عمر كامل شاركته فيه الحلو والمرّ.. رحل الزّوج الذي جاوز الثمانين.. وظلّت شريكة الحياة تبكي ذكراه قصائد ترسلها "إليه" تَتْرَى.. حتى غادرت الدنيا بعد ثلاثة أعوام.. لم يَرْقَأ خلالها الدّمع ولا فَتَرَت الأشواق!

انتظرني.. سافرَتْ روحي، وَتَاهَ الدَّربُ عنّي

واحتوى عُمْري خريفٌ ظالمٌ يَغتالُ غُصْـني

كلّ أوراقي ذَراهـا.. ومضى في الرّيح لحني

كالصّدى يَسْـري بعيداً.. يسـرقُ الأيامَ منّي

في بُحور الليلِ يرميني.. لأشـواقي وحُـزْني

للأسى يَسْري بأعماقي.. فأهوى فيه سِـجْني!

أرقبُ الذّكـرى طُـيُوفاً تلتقي في كلِّ رُكْـنِ

في لياليهـا تواسـيني.. فأمحـو كـلَّ لَحْـنِ

في أمانيها تُنـاديني.. وما يُجْـدي التَـمَـنّي

في أنينِ الصَّمتِ في روحي لأحـزاني يُغنّـي

في جراحاتٍ توارى خلفَ أسـوار التغـنّـي

واختفى خلفَ الدُّجى، رغم اصطباري، كلُّ لَوْنِ

نامـتِ الآلامُ في قلبي علـى جُـرحٍ ووهْـنِ

وانقضى عُمْري سَـراباً بين أوهَـامي وظنّي

زورقي أضحى بعيـداً.. لم تَعُدْ تهـواهُ عيني

يا لطعم المـوت يدعوني فيفنى كُلُّ حُـسْـنِ

فافتحِ الأبوابَ في دربٍ يناديـنـي.. وخُذْني

وارتقبْ في سـاحةِ اللُّقيا رُفاتي.. وانتظرني

كنتَ في عُمْري نشيداً خالداً.. بلْ كنتَ منّي...

أبو ظبي ـ السبت: 25 شوال 1429 هـ.

25 تشرين الأول 2008 م. 

                

* لمياء عمر بسيم الرفاعي: شاعرة من مواليد سورية عام 1936 م. أقامت مع الأسرة في "أبوظبي" منذ مطلع الثمانينات. صدر لها ديوان بعنوان "قالت المِرْآة". رحلت يوم 30 كانون الثاني/يناير 2009 م.