من أوقفَ التاريخَ منتصباً على قدميه
في ذكرى انتفاضة نساء بيت حانون الماجدات
لطفي خلف
شاعر فلسطيني
هذي تضاريسُ الجراح ِ
تلفّ وجهَ الصامدينْ
وهضابُ أرضِ ِالحزنِ تسكن في الجبينْ
والبردُ طيرٌ لا يغادرُ
جوَّ ليل ِاللاجئينْ
وتنام غزةَ َ في قلوبِ الكادحينَ من البداية ْ
لكنهم في ليلِ ِ حيرتهم
على وجعِ النهاية يسكبونْ
أكوابَ ساعاتِ القلقِ ِالبغيض ِ بلا نهايةْ
******
وإذا بغيثٍ حطّ يقتحم المنونْ
وقوافل الإمدادِ من قلبِ السكونْ
فاضت على الطرقاتِ أنهارًا وآية ْ
لتعبّد الإسفلتَ من دمِها
وتقتلعَ الهزيمةْ
كي ينبتَ الإقدامُ في حقل ِالعزيمةْ
****
هذي الحشود من النساءِ الطاهراتْ
هبّت لتعلنَ
أنّ هذا الشعبَ حرّ لا يموتْ
ّ ردّت على حقد الطغاةْ
بدم زكيّ أذهل الطرقاتِ
من صدق الإرادةْ
******
في بيت حانون الأبيةِ
إذ توالت في الدروب المعجزاتْ
قد طرّزت للكونِ ِفي ثوبِ المعاني
صوراً من الصبر المؤزّرِ
والتفاني
وبأنّ جيش الغزو ِ
يومَ العزم ِأوهى من خيوطِ العنكبوتْ
****
..ودمُ النساءِ الغرّ في حقل الشهامه ْ
كم لقّن المحتلَّ درساً في الكرامةْ
إذ أوقف التاريخَ منتصباً على قدميهِ
، أيقظه على صوتِ القيامةْ
بل أنطقَ الكلمات ِ
في زمن السكوتْ !
شاعر وكاتب فلسطيني