وطن من أحلام

محمد مصطفى خميس

[email protected]

أتكلَّمُ صمتاً عن أوطانٍ من أحلامْ

أتكلَّمُ صمتاً عن آمالٍ من آلامْ

في كلِّ سرابٍ تزرعُني            

من كلِّ ترابٍ تقلعُني

كي ترميَني في رمْسِ الشوقِ...

رُكاماً فوقَ رُكامْ

* * * *

ما عُدْتُ بلا أمَلٍ أمشي

مزَّقتُ الليلةَ أكفاني

وكسرتُ على قَدَرٍ نعْشي

أشعلتُ مصابيحَ الدنيا

وزرعتُ ظلامي في غاباتٍ من أيامْ

* * * *

مَنْ يقتلُ فِيَّ اليأسَ ويمضي؟

مَنْ يُحْيي فِيَّ العزمَ ويمضي؟

مَنْ يشعِلُ فِيَّ النارَ ويمضي؟

مطراً يمحو الموتَ الآتي

هذا مائي... هذي أرضي

لا أملكُها

حقاً إني لا أملكُها؟!!

مُلكي منها ما أفقدُهُ

فَقْدي منها ما أملكُهُ

لكنْ قسماً لن أفقدَها

لن أملكَ أرضاً من أوهامْ.                                  

* * * *

لا أدري من أين سبيلي؟

يا آلي من أين سبيلي؟

قال الأكبرُ: من أقصانا

قال الأوسطُ: من أرضِ النَّكسةِ مَبْدانا

قال الأصغرُ: من بغدادَ تكونُ خُطانا

قال الوالدُ: يا أبنائي من قلبِ الأجيالِ المبْدَا

لا من شرْقٍ، لا من غرْبٍ

وهنالِكَ يا ولدي في قلبي

طيفٌ من أوطانِ العُرْبِ

وهنا يبدأ غَضَبُ الدربِ

وهنا حقاً

لن تملكَ أرضاً من أوهامْ