بغداد نصرا
عبد الرحمن محمود مليجي
بـغـداد نـور في دجى أجزاني فالباء بدر نوره يغشاني
والـغـين غرس والفرات شرابه والدال تكسو زهره بدِهان
والـمـد في ألف الشموخ منارة فوق الشهاب متينة الأركان
والـدال فـي بلد الرشيد تكررت دال الصمود بدورة الأزمان
والعين في وصف العراق عراقة والراء روض طيره أشجاني
والـمـد بـعد الراء بين حروفه أشجار نخل طلعها عنواني
هـي بالنخيل وبالرياض تزينت والتمر فوق صدورها حياني
والـقاف قوتنا التي نعلو بها ونحارب الشر البغيض الجاني
مـن ذا يسافر للجمال بروحه؟ من ذا يعانق جنة الرضوان؟
همسات ود لامست أعماقنا واللحن في شدو الطيور دعاني
بـغـداد يـا بـلد العلوم فحدثي عن كل صرح عاليَ البنيان
لـكـنّ قوما في الجهالة مزقوا صرح العلوم بخسة وهوان
سـاروا بقافلة الذئاب يقودها في كل حين عصبة الشيطان
هـذي بـلاد الرافدين تجرعت من غدر كيد خائن وجبان
نـفـث الـسـموم بكل شبر نابه ثم اكتوت من ناره أوطان
فـتـسـاقطت في الخدود مدامعي أوّاه من نار ومن بركان
وتراكمت في البلاد كآبة سوداء تحجب في النهار بياني
وتـبـخر الماء الندي من اللظى ودماؤنا تجري بلا شطآن
بـغداد هبي للجهاد وأذني صوت الجهاد يهز كل كِياني