رثاء نجم الدين أرْبَكان

ألا يا رب مَغْفِرةً لِنَجْمٍ...

نجم الدين أربكان رحمه الله

محمد جميل جانودي

ذُهِـلْتُ  بمَا رأيْتُ من iiالسَّماءِ
وبـعْـدَ  هُنَيْهةٍ سكبَتْ iiدُمُوعًا
سـألْتُ أحِبتي، ما الأمْرُ iiحَتّى
وفـيـمَ عيُونُها فَاضَتْ iiكَسَيْلٍ
أجَـابُوني، وهُمْ مِثْلِي، حَيَارَى
نَـعَـتْ  نجْما، ولا نَجْمٌ كنَجْمٍ
أجَـلْ، قدْ كَانَ نَجْما لا iiيُبَارَى
طُـفُـولتُه تُري رجُلاً iiعظيْمًا
رأى  رمْـزًا  كبيرًا قدْ تَهاوَى
رأى دِيْـنًـا قَـويْمًا قَدْ iiتنحى
وحـلّ مـحـلّـهُ سِفْرٌ iiتولّى
رأى تَـبْديْلَ حَرْفٍ كان iiمَجْدًا
رأى الـعربيّةَ الفُصْحَى iiتُنَادي
رأى أمْـجَـادَ "عُثمانٍ" iiعَلاهَا
رأى الأخْلاقَ تُمْحَى مِنْ نفُوسٍ
تـلـفّتَ  حولَهُ فَرَأى iiوَميْضًا
تـعـهّـدَهُ بـرِفْقٍ iiواصْطِبَارٍ
وأَضْـحَى  نُورُه في كلِّ iiبَيْتٍ
وأعْـلـى  رايَةَ الإسْلامِ iiسِلْمًا
فـأشْـرقَ وجْـهُ تُرْكيّا iiعَلَيْنَا
وعـاشَ  النّاسُ أحْرارًا iiكِرامًا
أقـرّ  اللهُ مُـهْـجَـتَهُ iiبنَصْرٍ
بَـكى فَرِحا لأن الحَقَّ iiأضْحَى
وأضْـحى  أهْلُه يَمشونَ iiهَونًا
ألا  يَـا أرْبَـكـانُ إليْكَ iiنَهْفُو
لـقدْ علّمْتَ شعْبَك كيفَ iiيسْمُو
بِـحَـمدِ  اللهِ في النّعْماء iiدَوْما
ألا يَـا أربَـكـان إلـيْكَ iiمنّا
ونـرجُـو  اللهَ أنْ تَلْقى iiقَبُولاً
أنَـجْـمَ  الـدّيـنِ مَعْذرةً iiفَإنَّا
وأغْـمضْنا  عيُونًا عنْكَ iiرَدْحا
غَـرقـنا في بِحَار القوْم iiحَتى
نـسـيْـنـا  أنّ مَنْهجَنا iiقَويْمٌ
فصَحَّحتَ  الْمَسَارَ وكانَ iiصعْبًا
وجـاءَ  المَوتُ نحْوَكَ في iiأنَاةٍ
ونَـاداكَ  الـرّسُولُ بِكل iiرِفْقٍ
فـلـبّـيْتَ  النّداءَ بكل iiشَوقٍ
ألا يَـا ربّ مَـغْـفِـرَةً iiلِنَجْمٍ





































تـوشَّـحَت  السّوادَ بلا iiمِراءِ
وجـابَ نحيْبُها رحْبَ iiالفَضَاءِ
حَدَا  "الحَسْنَا" على هذا السّخَاءِ
وفِـيْمَ الأرضُ ضَجّتْ iiبالبُكَاءِ
أحِِـبّـتُـنَا  نَعَتْ نَجْمَ iiالسّمَاءِ
أضَـاءَ زمَـانه أسْنَى iiالضِّيَاءِ
تَألّق  فِي الصَّباحِ وفي iiالمَساءِ
رأى  مَـا كانَ مِنْ جَهْدِ iiالبَلاء
هَـوَتْ  مَـعَهُ رمُوزُ iiالأوْفيَاءِ
بِـمَـكْـرٍ منْ أساطِينِ iiالشَّقاءِ
كـتـابـتَه صنائعُ ذي iiالعِدَاءِ
لأمّـتِـهِ،  ومَـجْـلَبَة iiالهَناءِ
لَـقدْ  أُقْصِيْتُ في أَلِفي iiوبائي
غُـبـارٌ  هَـبّ مِنْ دانٍ وناءِ
وتُـطْـبَـعُ  بالرّذيْلَةِ والْخَنَاءِ
بـأفْـئِـدَةِ  الرّجَالِ iiالأَصْفياءِ
إلـى أنْ صَـار نَجْمًا ذا iiبَهَاءِ
تَجَلّى  في الرّجَالِ وفي iiالنّسَاءِ
يُـوَاجِـهُ كـيْدَ مَكْرٍ iiوازْدِرَاءِ
أطَـلّ بِـوَجْـهِ سَعْدٍ iiوالْبَرَاءِ
بـفـضْلِ غِراسهِ أهْلِ iiالوفَاءِ
تـمـثّـلَ في التّحَرّر iiوالإبَاءِ
عَـلانـيَـةً  يسيرُ بِلا اخْتِفَاءِ
"سـلامًـا  " قولُهم عنْدَ iiاللقَاءِ
فـأنـتَ  أخُـو عُلُوٍّ iiوارْتِقَاءِ
بِـصَـبْرٍ  فِي الشّدائدِ iiوالعَنَاءِ
وشُـكْـرٍ في الْمسَرّة iiوالرَّخَاءِ
تـحـيّةَ  مَنْ أحبّكَ في iiصَفَاءِ
لَـدَى  مَولاكَ في حُسْنِ iiالأداءِ
تـبَـاريْـنـا  بدُنيَا iiالأشقيَاءِ
وتِـهْنَا  في الولاءِ وفي الْبَراءِ
نَـنَـالَ  لـديْهمُ بعْضَ iiالثناءِ
وأنّ الـنّـاسَ فيهِ عَلى iiسواءِ
عَـلَـيْكَ  مسِيْرُنا دونَ iiاهتِدَاءِ
كـمـا يَـأْتِـي كِرَامَ iiالأَتْقيَاءِ
إلـى الـرّحْـمن هيّا، iiللْعَلاءِ
لـتلْقى  الرّكبَ مَوْفُورَ الْجَزَاءِ
ألا  يَا ربّ، أجْزِلْ في iiالعَطاءِ