خطابٌ إلى الفرعون المهزوز

علي عبد الله البسّامي - الجزائر

[email protected]

ارْحَلْ لِتَحْفِظَ ماءَ وَجْهِكَ يَا مُبَارَكُ وابْتَعِدْ

مِنْ قَبْلِ أَنْ تُرْمَى مَهِيناً كَالكُلَيْبِ الأَجْرَبِ

ارْحَلْ وَخُذْ مَعَكَ الأئِمَّةَ والشُّيوخَ فَأنَّهُمْ

سَكَتُوا طَوِيلاً عَنْ أَذَى حُكْمٍ خَؤُونٍ مُرْعِبِ

ارْحَلْ وَلُذْ قَبْلَ التَّفَاقُمِ بِالحَبِيبِ الأَقْرَبِ

ارْحَلْ وَغَادِرْ عَرْشَكَ الهَاوِي إلَى هَوْلِ الغَرَقْ

فَلَقَدْ أحَاطَ المَوْجُ يَا ذَيْلَ العِدَى بِالمَرْكَبِ

وَهُنا َهُناَ فِي قِصَّةِ الفِرْعَوْنِ تَبْدَأُ قِصَّتُكْ ...

بَلْ تَنتَهِي

فَالبَحْرُ مِن مَّوْجٍ وَمِنْ شَعْبٍ كَفِيلٍ بالعَمِيلِ المُذْنِبِ

أسْرِعْ فَكَمْ تَبقَْى أَسِيراً فِي قُصُورِكَ تَختَفِي

اسْأَلْ عَلِيًّا إنَّهُ ...

يَهْدِيكَ نُصْحَ مُعَايِشٍ وَمُجَرِّبِ

فَلَقَدْ بَدَا عِندَ اضْطِرَامِ الشَّعْبِ حَوْلَ العَرْشِ مثل الأرْنَبِ

ارْحَلْ فَإنَّكَ قَدْ زَرَعْتَ العَارَ فِي أرْضِ النُّبُوَّةِ ياَ غَبِيْ

مُوسَى وَيُوسُفُ آسِفاَنِ لأنَّ مِثلَكَ قَدْ عَلاَ

فِي أرضِ مِصْرَ وَرَدَّهَا نَحْوَ التَّسَلُّطِ وَالعَمَى

نَحْوَ المَجَاعَةِ والزَّمَانِ المُجْدِبِ

آمِنْ بِشَعْبٍ مُؤمِنٍ مُتَفَطِّنٍ

والْجَأ ْ إلى حِصْنِ الصَّهَاينَة ِالبُغَاةَ فأنَّهُم.ْ..

جَعَلُوكَ للذُّلِّ المُسَلَّطِ والخَناَ كَالمِشْجَبِ

غَادِرْ إلى أرْضِ الدِّياثَةِ وَالتَّخَنُّثِ والخَناَ

قَدْ كُنتَ لِلعُهْرِ المُفَلْسَفِ فِي التَّهَوُّدِ تَجْتَبِي

ارْحَلْ وَغَادِرْ وانتَظِرْ بُؤْسَ الهَوَانِ الأصْعَبِ

رَحِيلُ مِثلِكَ رَحْمَةٌ للدِّينِ والدُّنْيَا مَعاً

والأرْضِ والنَّاسِ الألَى...

مَلُّوا العَمَى فِي حُكْمِكَ القاَسِي الغَبِيِّ المُتْعِبِ

إنِّي عَجِبتُ لِحاَكِمٍ مُتأَمْرِكٍ مُستَهْلَكٍ مُتهَالِكٍ

بَينَ العَسَاكِرِ يَخْتَبِي

*******

أمَّ الدُّناَ عَادَتْ إلى أمْجَادِهَا

هَا قَدْ هَوَى ذَيْلُ اليَهُودِ وَأَفْلَسَتْ...

سِيّاسَة ُالجَيلِ العَمِيلِ المُلْحِدِ المُتَغَرِّبِ

أمُّ الدُّناَ قَامَتْ إلى سَبْقِ العُلاَ

فَتَقَدَّمِي ياَ مِصْرُ نَحْوَ العِزِّ فِي ظِلِّ الهُدَى وَتَقَرَبِّي

وَتَطَهَّرِي مِن كُلِّ نَذْلٍ خَائِنٍ مُتَهَوِّدٍ وَاهِي الرُّؤَى وَالمَذْهَبِ

يَا مِصْرُ إنَّكِ عِزُّناَ

فَوَاصِلِي دَرْبَ الكَرَامَةِ وَالتَّحَرُّرِ والهُدَى

حَتَّى تُطِيحِي بِالخَؤُونِ الغَاصِبِ

قُولِي لأَحْزَابِ المَطَامِعِ وَالشِّقَاقِ : "تَوَحَّدُوا

أوْ فَاتْرُكُوا حَبْلَ المُبَادَرَة ِالشَّرِيفَةِ للشَّبَابِ الغَاضِبِ "