بالصبر ننصر
05شباط2011
د. فلاح محمد كنه
د. فلاح محمد كنه
قـالـت رويـدك لا تـعـجل كـل ارتـحـال ٍ لـمـيـقـات نقيده وكـلّ مـن لامـسـته الأرض تأكله لا الـشـمـس تبقى ولا ليل يطاردها مـسـخـرات لـنا في الكون تنكرنا يـا مـسرع الدرب إن الدرب مزدحم تـروَّ فـي الـسير لا تعجل على أمل إيـاك مـمـن غـرور الدرب يغرقه فـقـد خـبُـرتُ مـن الأيام حكمتها هل كنت يوما تجوب الأرض ترهقها ؟ أم كـنـتَ تـنـشد عن طير ونائحة وهل أكلت خشاش الأرض من سغب ؟ وهـل لـمست على جمر مشاعرنا ؟ وهـل رأيـت جـمالا مثل أعيننا ؟ فـكـم تـراودنـا الأحـلام موقظة إنـي رأيـتـكَ مـعـتـلا ًّ لـمعرفة فـقـلـتُ إن كـاد قولي في مسامعها يـا امَّ عَـمرو ٍ صروف الدهر متعبة يـا أم عـمـرو جـيـاد النوق مثقلة تـمشي على الجمر صبرا ما يؤخرها نـصـغـي إلـيها , مسافات تغالبها يـا أيـهـا الـراحـل المفتون تنكرنا لـقـد أريـتـك آيـات مـبـيـنـة أرى فـؤادك مـعـلـولا تـلاطـمه إنْ كـنـتِ يـا أم عمرو صبر أزمنة يـا أم عـمـرو سـليل الذل يحكمنا خـانـوا مـبـادءهم بالمال وارتحلوا وهـذه الأرض لـم تـقـبـل مودتهم وأنـهـا انـتـفـضت عزما تحرقهم قـالـوا بـسـلم يعود العز يا وطني مـن يشرب النار يصبر صبر مؤمنة | بحاديناإنـا بـنـو الـصبرِ فاسألها إلا ّ ارتـحـال إلـى مـوت يـنادينا لا مـيـتَ تـبـقـي ولا حيّا يواسينا حـتـى الـنـجـوم بلا نور تجافينا مـن قـبـلُ كـانت لنا هديا تجارينا فـي الـبـحـر طفت وفي برًّ أحايينا فـقـد تـلاقـيـه فـي شـرٍّ يعادينا ويـمـتـطـي الـجهل إيغالا وتبيينا وأنـت غَـر ٌّ بـلا رأي تـقـاضينا وكـنـت مـاء بـأنـهـار تروينا ؟ حـلـو الـغـناء على أنغام ساقينا ؟ وهـل شـرَبت مع الصادي أمانينا ؟ وكـم شـعـور بـنـا نـنعاه باكينا بـهـا الأحـاسـيـس نحياها فتحيينا بـعـض الأمـانـي وأوهـام أمانينا فـالـعـلـم في غوره الأزمان ينسينا كـصـارخ فـي أتون الحرب يقرينا يـا أم عـمـرو مـآس ٍ فـي بوادينا أطـتْ ومـن وجـع هـمـسا وتبيينا عـن الـمـسـيـر ومن آلام تشكونا ومـا سـمِـعـتَ أنـيـنا كامنا فينا إذا اسـتـدارت نـجـوم فـي ليالينا وأنـت لاه بـلـيـل عـن مـعانينا أمـواج حـزن بـلا لـطـف تعزينا فـنـحـن من نحن عند الصبر تلقينا بـاغ عـلـيـنـا وفـي ظلم يعادينا مـثـل الـهشيم بريح النحس تمسينا ولـم تـطـأطـأ لهم رأسا صياصينا هـديـت لـلـمـجد يا أغلى روابينا وإن لـلـعـز عـزم فـي بـواديـنا بـالـصـبـر ننصَرُ والقرآن ينجينا | مواضينا