الغُربةُ القاتلة

المقنَّع الثوري

    "في عام ألفين وستة للميلاد، وبعد يأسٍ من لقائهم، كانت ولادة هذه القصيدة".

وَقَـفتُ  على ذُرا الخمسينَ iiأَرْنو
وفـي نـفـسـي سهامٌ iiجائراتٌ
وحـولـي مـن طموحاتي، iiبقايا
لـقـد ضـاقَ الخناقُ عليَ iiحتى
فـراودنـي الـبكاءُ، وقد iiتعرّتْ
"أبـا  مـحـمودَ" أين نأيتَ عني
وأيـن  "أبـو أسـامة" وهو iiنجمٌ
وأيـن  تـرى "أبو عمار" iiأمسى
وأين مضى أخي الجسريّ "يحيى"
أقـولُ  وقـد نأى الأحباب iiعني
حـقـدتُ عـلى الليالي، iiبعثرتْنا
وألـقـتـني على جمر iiاغترابٍ
أحـبـة  مُـهجتي، يا كلَّ iiأنسي
حـنـيني  نحوكم.. فَرَسٌ جموحٌ
سـأبقى، رغم يأسي، في iiارتقابٍ
فـإن عـزَّ الـلـقـاءُ بكم iiعياناً
ويـوم  الـحشر.. موعدنا iiجميعاً
















وخـيلُ العمرِ في الشوطِ الختامي
شـكتْ  ضيقَ المكانِ من iiالزحامِ
أَبَـتْ عـارَ الـركوع iiوالانهزامِ
كـأنـي فـي اخـتناقٍ ألف iiعامِ
غـصـونُ  العمر من كلِّ iiالكرامِ
وأنـتَ الـودُّ، والفكرُ العِصامي؟
أسـيـرُ عـلى هداه إلى iiالأمام؟
وفـيـه رأيتُ بوصلة iiاهتمامي؟
وأيـن  "غُـزيـلٌ" عطرُ iiالوِئام؟
وقـد أُفْـرِدتُ فـي ضنكِ iiالمقامِ
وقـد غَـصَّـتْ.. بزوّار iiالظلامِ
يـعـيشُ على البقية من iiحُطامي
ويـا  مـن حـبكم نسغُ iiالعِظامِ!
أراهُ  الآن مـقـطـوعَ iiالـلجامِ!
وقـد  أسـلـمتُ للمولى iiزِمامي
فـبـالـذكـرى  أشاهدكم iiأمامي
بـإذن الله.. فـي خـيـر الختامِ