حكاية أمّة ... وَسَطَ الغُمَّة

د. أشرف نجم

[email protected]

أأحكي ... أم ألوذ ُ الصمتَ حتى

ينجلي هذا الألمْ ؟

أأروي ... أم سيغدو الحرفُ

سَوطاً يرتوي منه الندمْ ؟

كم قد تحدثَ قبليَ المتحدثونْ

كم قد تبارى قبليَ الخطباءُ

فوق أعوادِ المنابرِ يصرخونْ

لكنَّ قومي في سُبَاتٍ يعمهونْ

لكنني رغم الألمْ

وبرغمِ أحزان ِ القلوبِ ... برغمِ آهاتِ السقمْ

سأظلُّ أحكي عَـلـَّني

يوماً سأوقظُ فيكـمُ تلك الهـِمَمْ

**********

كان هنالك طفلٌ جائعُ ... يأكلُ كِـسرهْ

كان هنالك أمٌّ ... ملأتْ قلبي حَسرهْ

وعجوزٌ خنقتها العَـبرهْ

تُشبهُ أمَّي ... تـُدمي قلبي

حينَ تـُطـَوِّفُ عبرَ الماضي

لتُعلمَني مِنهُ العِـبرهْ

قالت: كانت أمي تحكي ... عن أجدادي

عن فتيان ٍ ملئوا يوماً ... هذا الوادي

أنَّ ببلدي كانت دولهْ

ملأت سَمْعَ الدنيا يوماً

فاضتْ مِنْ جَـنـْبـَيها عـِلماً

وَسِعتْ كلَّ الناس ِ برَحمَهْ

عندَ الحـُـكم ِ ... وَسِعتْ كلَّ الناس ِ برَحمَهْ

وبعدل الفاروق الساطع ِ ... بالإيمانْ

ساوت بين الناس جميعاً ... بالإحسانْ

أبيضُ أسودُ ..... أحمرُ أصفرُ

مسلمُ أو ذميٌ ..... أو حتى عابدُ أوثانْ

كلٌّ يـَتـَفاضَلُ في الدنيا ... بالإحسانْ

وعند الله ... يكون الفضلُ لـِثـِقـَلٍ في كفةِ مِيزانْ

عند الحربِ ... وَسِعتْ كلَّ الناس ِ برَحمَهْ

لا تهضمُ حقاً لضعيفْ

لا تغدرُ يوماً بحليفْ

لا تؤذي طفلاً أو شيخاً

أو تـُفزِعُ أُمَّاً في غـَفـْلَهْ

تحْملُ جَنْبَ السيفِ رسالهْ

تهتفُ: قالَ الله تعالى

ادعُ لدين ِ الله بحكمهْ

وبموعظةٍ ... لكنْ حسنهْ

تلكَ الأمَّهْ كانت يوماً ... أوسطَ أمََّهْ

فامتلأتْ جـَنـَبـَاتُ الدنيا ... منها رحمهْ

حتى فـُـقـِـدَتْ تلكَ الرحمهْ

أعني ... فـُـقـِـدَتْ تلك الأمهْ

***************

قلتُ لأمِّي وَسـْطَ دموعي

وَسْطَ حـَنـِيني ... وَسْطَ أنيني

أمـَّاهُ ... بـِرَبـِكِ ضُمـِّيني

وأَريحي قلبي الموجوع ِ

قالتْ ... هو قانونُ الله

منْ غـَيـَّرَ ... غـَيـَّرهُ الله

هذي الأمـَّةُ منذ قرونْ

يحكمها هذا القانونْ

انـْتـَكـَبـَتْ دَربَ الايمانْ

وتمزقَ ثوبُ الإحسانْ

ثـُمَّ انقادتْ للشيطانْ

فـَتـَحَكـَّمَ فيها العادونْ

مـَزَّقَ جـُـثـتـَها الأعداءْ

فـَغـَدتْ في يوم ٍ أشــلاءْ

عشراتُ الدول ِ الأشتاتْ

كانت دوماً مَلأى القلبِ بكلِ عَداءْ

يحكمها طاغوتٌ جائرْ

كلُ الناسِ لديه عبيدْ

سـُلطتهُ ... نارٌ وحديدْ

يَحميهِ ... فاسقُ عربيدْ

حتى صارت كل بلادي

ما بينَ قتيلٍ أو حائرْ

**********

قلتُ لأمي: هَبيني حـِكمهْ

أحفظها عنكِ فتحميني

من شرِ الفتنةِ تنجيني

قالتْ: احفظْ هذي العـَشـْرَهْ

أولها ... وحدة ُ أمـتـِنا

ومصيرٌ واحدُ يجـمعنا

والأخرى ... حبٌ وأخوهْ

يا قومي هي أولُ قـــــوهْ

والثالثةُ ... لربي عودهْ

كي يكشفَ عن قومي الغـُمـَّهْ

ثم الثقة ُ بنصر المولى

فبه الصولةُ .. وبه الجولهْ

والخامسةُ .. أفهمٌ ديني

فهماً يحميه ... ويحميني

ثم شعارٌ للإصلاحْ

أصلح نفسكَ ... واهدِ غيركَ دربَ فلاحْ

والسابعةُ .. عملٌ خالصُ للمنانْ

يمسح قلبـَـك كـفُّ حـنانْ

والثامنةُ ... لـِتكـُنِ الأمـَّهْ

فوقَ النفسِ وفوق المالْ

ولرفعتها كل الهمهْ

والتاسعةُ ... صنعُ حضارهْ

نبنيها للناس منارهْ

وأخيرا ... هبة ٌ أبديهْ

غاية ُ أمتـِنا المنسيهْ

طبعا تعرفها يا ولدي

الحُرِّيَهْ ... الحُرِّيَهْ ... الحُرِّيَهْ.