حديث الشام

د. عبد الرزاق حسين

د. عبد الرزاق حسين

أستاذ الأدب العربي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن

يـا  ريـاحَ الـشّـآمِ مُدّي iiإلَيّا
واحْـمـليني لِبَحْرِ عيْنَيْكِ iiأَغْدو
وادْفَـعـيني  بِيُمْنِ راحِكِ iiحَتّى
واحْضُنيني مِنْ بَعْدِ طولِ iiغيابٍ
جِـئْـتُكِ  اليومَ كيْ أفي iiبِحُقوقٍ
لـدِمَـشـق الـفـيحاءِ أَلْثُمُ iiفاهً
لعيونِ  الشَّهْباءِ يمضي iiحصاني
حـلب  ُالشّهبا في ذُراها iiستبْقى
وَحَـمـاةُ  الأَمـجادِ بنتُ iiقرومٍ
حـمْصُ  ما حمصُ نجْمةٌ iiتتلالا
وعـلى  البَحْرِ مِنْ مرافيكِ iiنورٌ
إيـهِ  يـا شـامُ حـدِّثينا iiحديثاً
بـردى و الـفُراتُ خَطّاهُ iiسِفراً
لِـحُـداةِ  الـتّاريخِ صارَ iiنشيداً
وابْـعَـثـيهِ مِنْ بَعْدِ طولِ iiرُقادٍ
لِـتَـعودَ  الأيّامُ جَذْلى iiوتَمْضي
وأَعـيـدي  لِـسالفاتِ iiالأَماني
واحْـكِ لـلنّاسِ عنْ حِكايَةِ مَجْدٍ
شَـنِّـفي السَّمْعَ قَرِّطي كُلَّ iiأُذْنٍ
يا ابنَةَ المَجْدِ أنتِ شمْسُ iiالمعالي
يا ابنةَ المجْدِ أنتِ عِطْرُ الأماسي
أنـتِ أنـطَـقْـتِ للعلومِ iiلِساناً
أنـتِ جَـلَّـيـتِ كوْنَنا iiبِضياءٍ
هَـيْـبَةُ  العِزِّ في رِكابِكِ iiتَمْشي
صَـهْـوَةُ  المجْدِ فَوْقَها كلُّ iiذِمْرٍ
إنْ  هَـزَزْنا جُذوعَ نَخْلِكِ تُعطي
شـاخَ  وجْـهُ التاريخِ قبْلَ iiلِقاكِ
كانَ  يَمضي على الزَّمانِ iiشريداً
لَـوْحَـةُ الفَقْرِ في الملامحِ iiتَبْدو
مِـنْ شَـذاكِ الـفَوّاحِ فاحَ iiشَذاهُ
أَنْـتِ  أَهْـدَيْـتِـهِ عباءَةَ iiفَخْرٍ
فـإذا  فـاهَ ثَـغْـرُهُ iiبِـافْتِخْارٍ
أوْ تَـبـاهـى إنْ تَباهى iiبِحُسْنٍ
فـي رِحـابِِ الـشآمِ نامَ iiقريراً
ثُـمَّ نـادى بِـصَـوْتِهِ iiوتَمادى
بَـشِّـرِ  الـشّامَ أنَّ وجْهَ iiالشّآمِ



































أَذْرُعَ الـشَّـوْقِ فـالشِّراعُ iiتَهَيّا
زورقَ  الـحُبِّ يَعْبُرُ البحْرَ iiطَيّا
أَبْـلُـغَ الـشَّطَّ نَحْوَ ذاكَ iiالمحَيّا
وَدعـيـنـي  أَضيعُ شيئاً iiفشَيّا
وَلأقْـضـيـكِ بعضَ حَقٍّ iiعَلَيّا
وخُـدوداً  كـأنَّـهـا الماءُ iiرِيّا
يـقـطـعُ الـبيدَ عاشقاً iiعُذريا
كـوكـبَ الـعـلمِ ساطِعاً iiدُرّيا
ذِكْـرُها  الحمْدُ سوفَ يبْقى iiنَدِيّا
فـي  جبينِ الهُدى شُعاعاً iiوَضِيّا
قـدْ  أَضـاءَ الـدُّنا ضياءً iiسَنِيّا
عـنْ  بُـناةِ الأَمجادِ عنكِ iiشَهِيّا
صَـفَـحـاتُ الفَخارِ تَبْدو iiجَلِيّا
أَنْـشَـدَتْـهُ الأيّـامُ شِعْراً iiرَوِيّا
بَـعْـدَمـا صـارَ مُهْمَلاً iiمَنْسِيّا
تَـرْسِـمُ  العِزَّ فوقَ ظهرِ الثُّريّا
وَجْـهَ  مَـجْدٍ يَرِفُّ غَضّاً طَرِيّا
نـغِّـمي  الصَّوْتَ وارْفَعيهِ iiمَلِيّا
وَقِّـعـي الَّـلـحْنَ رائِعاً iiعُلْوِيّا
لأْلأََتْ فـوقَ أَشْـرَقَتْ مِنْ iiعُلَيّا
مَـلأَ  الـخـافِـقَينِ ذِكْراً iiشَذِيّا
بَـعْـدَ  أن كـانَ صامتاً iiوعَييّا
أنـتِ أبـدعْـتِ فَـنّنا iiعَبْقَرِيّا
وعـلـى إثْـرِكِ الـزَّمانُ تَشَيّا
يَـسـبـقُ  الريحَ فارساً يَعْرُبِيّا
ثَـمَـرَ الـفَـخْـرِ يانِعاً iiوجَنِيّا
وبِـمَـرآكِ  عـادَ وجْـهاً iiفَتيّا
يَـعْـبُرُ  الأرضَ عارياً iiوَصَدِيّا
بِـكِ قـدْ صـارَ مُـثْرِياً وغَنِيّا
واكْـتَـسى  مِنْ بَهاكِ ثَوْباً iiبَهِيّا
يَـرْتـديها  على المدى iiسَرْمَديّا
فَـلِـكَـوْنِ  الزَّمانِ طَوْعَ iiسُرِيّا
فَـلأنَّ  الـجـمـالَ فيكِ  iiتَزَيّا
وَبِـظِـلِّ  الـغَوْطاتِ قَرَّ  iiتَفَيّا
يَـرْفَـعُ  الـصَّوْتَ عالياً iiونَقِيّا
سـوفَ  يبْقى على العَدُوِّ عَصِيّا