إنّي أكرهُكَ
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
تـختض من قلق في الليل أعضائي
ويـكـسرُ الطيفُ مخموراً محاجرَنا
مواجعي احترقتْ في نسغِ أنسجتي
شـرقـْتُ فـيَّ وأسْراري مغلـَّقةٌ
ويـسْـتبي وجعي عَصّارُ أوردتي
وزَّعـتُ شمْعَ جراحي في مراشِفها
وأسـتـفـيـقُ فـما أبقى لنا رئةً
لا دارَ عـنـدي ولا أهلٌ تسامرُني
وحدي وأطوي ظلامَ الليلِ لا مُدني
أصـغـي فيُصغي لها قلبي محدِّثتي
تـغـتـالني دُجري والوهْمُ بعْثرني
إنّـي كـرهْتكَ لوْناً بل كرهْتُ دمي
فـلا وجودَ لحبي والكركراتُ غدَت
كـرهْـتُ صـوتكَ مخموراً ببحَّته
كرهْتُ شِعْرَكَ يستجدي عطاءَ فمي
كـرهْتُ وجهك غابت عنه ضحكته
كـرهْتُ أحْلى وعودٍ كنتَ ترسمُها
ندمْتُ أمسِ على التفريطِ في جَسدي
مـا عـدْتُ أهـواكَ يا طفلاً يدلِّلني
جُـدْ لـي طـريـقـاً فأنّى رحْتُ ُ
أتـوهُ فـيـكَ فـساتيني تحاصرُني
مـقـاعـدٌ كـنتَ تطويني بجنّتِها
وكـلّ شـيءٍ هـنا ما زلتَ تشغِلُه
يـا صوْتَ أمسي أنا الأنثى ولا أحَدٌ
فـافتَحْ شبابيكَ أضْلاعي ترى بَدني
أهـواكَ واللهِ لـكن غَيْرتي اشتعلَتْ
يـا أنـتَ يا مطري الصيفيّ بلّلني
هَـبْـنـي رماداً فلمِلمْ رمْلَ أدْمعِنا
هبْني انكسرْتُ وجاشَ اللحْنُ منتحباً
والـبـوْحُ خـمْرٌ به سكِّينُ أزْمنتي
ألـيـسَ لـلصبحِ لو رفَّت جدائلُهُ
والـوعْدُ من دَمِنا خطّـتْهُ لي شِفةٌ
ألـيـسَ لـلهمْسِ مُذ غبْنا بواحتِهِ
حَـقـلي وحقلُكِ مسروقانِ فاتَّعظي
وسوسناتي التوَتْ في قيظِ مزْرعتي
بـنـا تـنادي صباحاتٌ وهمهمةٌ
* * *
يـا صـمتَ ليلي ويا أعباءَ قافلتي
مـاذا أغـنّي وغصَّتْ فيَّ حنجرتي
صخورُ جرْحي تمرْأَتْ في مخيِّلتي
ريـحٌ تصيحُ بنا ، إعصارُ زوبعةٍ
تـلـوبُ روحي إلى رمْلاتِ ضِفَّتِنا
يـا مـرفأ العمرِ ليتَ العمرَ يجمعُناوفـي شـتـاء دمي تربدُّ أضوائي
ويـعصرُ العطشُ المجنونُ أهوائي
وسـامـرتني على شهقاتِ أرْزائي
ومـنْ نـوافـذِهـا قـد مرَّ إيمائي
حـتـى يديرَ إلى الجلاسِ صهبائي
وفـاضَ منها لروحِ الشَّرْب لألآئي
ولا شـفـاهـاً تـغنِّي قهْرَ أدْوائي
إلا ضلوعي اكتوَتْ في سيفِ بلوائي
تـحْـوي خطايَ ولا دربي وأفيائي
وتـعـلـكُ لصبرَ مُرَّاً بي سويدائي
أطوي المتاهاتِ في صمتِ الأرقَّاءِ
لـو قال حُبي هواكَ اليومَ لي دائي
بـكـاءَ روحـيَ وانسابَتْ لأجْوائي
كـرهْـت مـا فيك يا تاريخَ إيذائي
مـا عدْتُ فيكَ ولا من فيكَ إروائي
وعـن محياك غاضت روح أندائي
وتـغسلُ القلبَ من هزَّاتِ شحْنائي
إذ أشـعـلـتـْني يدٌ مثلي بسيمائي
عـلـى يـديْـهِ فأغفو دونَ أعباءِ
عـيناكِ ، شَعْرُكِ يَحويني بأجزائي
ودورقُ الـعـطرِ غافٍ بينَ أشيائي
لـلانَ سـكرى بها شهقاتُ إطرائي
دفـاتـرٌ حـملتْ إسْمي وإمْضائي
سـواكَ عـندي ألا أعلنْتَ إقصائي
مـن الـوسـاوسِ منخوراً بحُمَّائي
مِـنْ أنْ أراكَ إلـى غيْري بأقبائي
رذاذُ دمـعِـكَ مـنـساباً بحُوْبائي
ولا تـعـلِّـقَ عـنْدَ البابِ أخْطائي
والأرضُ نـزْفٌ وآهـاتٌ لـبكَّاءِ
تـقـدُّ ضلْعي وتهوي تحْتَ أنْحائي
بُـقـيـا سرابٍ يناديني لإرْضائي
كـتـابُ حُـلـمٍ يُغطّي حرفَهُ لائي
رجـعٌْ لـثـغرٍ بهِ نيرانُ أصْدائي
وغـابـةُ الأمْـسِ مـيناءً لإعيائي
وَسَـلَّـةُ الـعـشقِ جوْفاءٌ بجوْفاءِ
ونـهـرُ وجدٍ تشظّى فوق رمضائي
* * *
أنـا انكسارُ الصّدى في غابةِ الداءِ
وقـد تـيـبَّس بي حائي على بائي
وعـبـرَ مـرفـئِـنا تنسلُّ أنْوائي
وصـرخـةٌ من حنانٍ فارَقتْ مائي
ولـلـسـفـائـنِ أشـواقٌ لإرساءِ
عـلـى شـواطـيهِ ميناءً لميناءِ