هبل.. هبل
د. نبيل صبحي الطويل
هُبلٌ ... هُبلْ
رمزُ السخافةِ والدَّجَل
من بعدِ ما اندثَرَتْ على أيدي الأباة
عادتْ إلينا اليومَ في ثوبِ الطُّغاة
تتنشّق البخورَ تحرقُهُ أساطير النّفاق
مَنْ قُيِّدتْ بالأسرِ في قَيدِ الخَنا والارتزاق
وثنٌ يقودُ جُموعهم ...
يا لَلْخجل
* * *
هُبلٌ ... هُبلْ
رمزُ السخافةِ و الجهالةِ والدَّجل
لا تَسألن يا صاحبي تلكَ الجموع
لِمن التعبُّدُ والمثوبةُ والخُضوع
دَعْها فما هي غيرُ خِرفانِ ... القطيع
معبودُها صَنَمٌ يراهُ .. العمّ ُ سام
وتَكفَّلَ الدولارُ كي يُضفي عليه الاحترام
وسَعى القطيعُ غباوة ً ...
يا للبطل
* * *
هُبلٌ .. هُبلْ
رمزُ الخيانةِ والجهالةِ والسخافةِ والدجل
هَتّافة ُ التهريجِ ما ملّوا الثّناء
زعموا لهُ ما ليس ... عندَ الأنبياء
مَلَكٌ تَجَلبَبَ بالضياءِ وجاء من كبدِ السماء
هو فاتحٌ ... هو عَبقريٌ مُلهَمُ
هو مُرسَلٌ ... هو عالمٌ ومَعلّمُ
ومن الجهالةِ ما قَتَل
* * *
هُبلٌ ... هُبلْ
رمزُ الخيانةِ والعمالةِ والدجل
صِيغت لهُ الأمجادُ زائفةً فَصَدّقها الغبي
واستنكرَ الكذبَ الصُّراحَ وَرَدّهُ الحُرُّ الأبي
لكنّما الأحرار في هذا الزمانِ هُمُ القليل
فليدخلوا السجنَ الرهيبَ ويَصبروا الصبرَ الجميل
ولْيَشهدوا أقسى رواية ...
فلكل طاغيةٍ نهاية
ولكلِ مخلوقٍ أجل ...
هُبلٌ .. هُبلْ
هُبلٌ .. هُبلْ
* من مجموعة شعرية قيلت بعد ثورة تموز (يوليو) عام 1956 صدرت في عمان تحت عنوان (لحن الكفاح)، منسوبة إلى الأستاذ الشهيد سيد قطب، رحمه الله تعالى، ونقلها أحمد عبد اللطيف الجدع، وحسني أدهم جرار في كتابهما (شعراء الدعوة الإسلامية في العصر الحديث) 414. والحقيقة أنها للشاعر الدكتور نبيل صبحي الطويل كما أثبتها في ديوانه القابضون على الجمر.
هبل: صنم كان بالكعبة، وهو رمز لكل طاغية.