رثاء والدي

د. شفيق ربابعة

قسم العلاقات العامة والإعلان

كلية الإعلام / جامعة اليرموك

[email protected]

في آذار عام 1967 , لفظ والدي(رحمه الله) آخر انفاسه, بينما كان يسير في ساحة المنزل , إثر نوبة قلبية مفاجئة , ولم يكن يشكو من ألم , ولا أتذكّر أنه راجع طبيبا طوال حياته . قضى وهو في منتصف الخمسينات , مودّعا هذه الدنيا الزائلة . وحينها نظمت هذه السينيّة:

كسف شمسي

لـمَ  يـانـفـس iiالتأسّي
خـبّـرتك  الشمس iiماذا
لـن  يـدوم العيش iiدهرا
غـابـت الـشمس iiنهارا
أغـمـض الـعين iiشهيدا
لـيـس مـن فـدوٍ بديل
بـكـت الـطير iiوناحت
طـاف دمعي فوق iiطرفي
قـد بـكاه الصحب iiحزنا
عـاش فـي زهد iiوتقوى
زهــده كـان iiمـثـالا
حـبُّـه لـلـنـاس iiنهج
مـن  أب كـان iiزهـودا
سـار  خلف النعش iiجمع
لا ولـن يـكـفي iiرثائي
لـلـوفـا كـنـت iiمثالا
لـم  تـقـل ويحك iiإبني
قـد تـرفّـعـت iiطهورا
كـنـت لـلـهدي iiمنارا
بـهـجـتي  سارت للحد
يـاإلـهـي كـم iiفـجعنا
لـست  أدري كيف iiأرثي
كـلُّ قـولٍ قـيـل iiعنه
إنّـنـا  صـرنـا iiيتامى
رُغم رحب الأرض حولي
رحــمـة  الله iiإلـيـك

























لـيـس إلاّ كسف iiشمسي
كـسـفـها  يعني كدرس
كـالـشتا  فصل iiويمسي
ريـحـنـا تجري iiبعكس
ذاك  حـكـم دون iiمـسّ
والـفـدا  عـزّ لـتعسي
فـي الـبراري ثم iiترسي
أظـلـم الـحـيُّ iiولبسي
زحـمـة الـندب كعرس
نـعْـيـه عـلـمٌ iiمؤسّي
وهـو لـلإيـمان iiيُرسي
دَمِـث  الـخُـلْـق iiتأسِّ
وهـو  لـلـزهـد iiكأسِّ
أمـم مـن كـل iiجـنس
بـقـريـضي أو بحدسي
لـلـتـقـى رمزا iiببأس
تـعـتـنـي فينا iiكغرس
نـاهـيـا عن كلِّ رجسِ
جـاهـرا , لاقول iiهمسِ
لـم  أجـد بـعدك iiأنسي
فـقـده أمـرٌ iiمـؤٍّسّـي
جـفَّ  حبري قبل iiحِسّي
سـوف  يبقى ذكر iiجلسي
لـيـس يومي مثل iiأمسي
أحـسـبُ الـدنيا iiكحبسِ
جـنّـة  الـخـلد بغرس