رسالةٌ إلى داعية

علي عبد الله البسّامي

علي عبد الله البسّامي - الجزائر

[email protected]

بمناسبة العام الهجري الجديد أهدي هذه القصيدة إلى داعية جزائري معروف بمواقفه الدّينية والسّياسية الرّجولية في وجه أهل الظلم والفساد ، داعيا إياه إلى تجديد أسلوبه الدّعوي بالتّنزه عن المناوشات السياسية المحدودة ، والنظرة الحزبية الضيّقة ، وإعلانها ثورة فكرية علمية لاجتثاث جذور النّفاق والشّرك والإلحاد ، لأنها سبب كل الكوارث الأمنية والأخلاقية والاقتصادية في البلاد .

*

بَلْحَاجُ يا رجُلَ المبادئِ يا عَلِيْ

اصْدَعْ بدينكَ في الجذوعِ الخَاوِيَهْ

دَمْدِم ْعلى تلك المَزَاوِدِ والبُطونِ الطَاغِيَهْ

أصلحْ بعلمكَ ثابتاً

عزًّا خزاهُ ذَوُو العمائمِ واللِّحِيِّ الباليهْ

علِّمْ ذوي الأغراضِ كيف يصولُ للحقِّ الجسورُ الدَّاعِيهْ

بلحاجُ إنَّك سيفُنا البرَّاقُ في ليلٍ تطاولَ بالسُّيوفِ الباغيهْ

الحقُّ في نبراتِ صوتك إن صرختَ مُعادياَ...

أو إن صدحتَ مُوالياَ

أنوارُ صدقكَ ساطعهْ

أيَّامُ سجنكَ جامعهْ

آلامُ دربك رائعهْ

فلقدْ غرستَ صروحَ عزِّك في السُّنون الخاليهْ

لا لم نجدْك مواليا قُرَمَ المظالمِ والهوى

تتكفَّفُ الرَّحمات من تلك النُّيوب الدَّاميهْ

لا لم نجدْكَ مُعَكِّرًا صفو الفضيلة بالأنا

حَذَرَ الرَّدَى

حَذَرَ الأذى

حَذَرَ الرُّؤوسِ العاتيهْ

لا لم نجدْكَ مُعَفَّرًا خلفَ المطامعِ والفُرَصْ

تَضَعُ الفتاوى لِلْوَنى أو للحظوظِ الفانيهْ

مثل الألى باعوا الفضيلةَ والعقيدة َبالمطامعِ والمُنَى

وتهافتوا بحماقة ٍفي الهاويهْ

بَلْحَاجُ إنَّ صُداحكَ الدِينيَ حادٍ للعُلَى

فاجعلْ له بين المنابرِ منبرًا

واهدِ الشَّبابَ إلى العقيدة والتُّقى

إلى الفضائلِ والنَّقا

ودَعِ المَزَاوِدَ إنَها ...

تَهوِي وتُثقبُ بالزَّمانِ لأنَّها ...

ضدَّ الزَّمنْ

ضدَّ السُّننْ

ضدَّ الحقائقِ والحقائقُ في الخلائقِ ساريهْ

اطعنْ بفكركَ في الجحودِ وفي الرَّذائلِ والخنا

قُمْ دَمَّرِ الإلحادَ يَذْمُرْ ذَيلُهُ

أصلُ المظالمِ والمفاسدِ والعُتُوِّ تنكُّرٌ لله يرشحُ بالطِّباعِ النَّابيهْ

أصلُ الجحودِ جهالةٌ وغباوةٌ

فاصْدَعْ بعلْمِكَ في الرُّؤوسِ الخاليهْ

الكفرُ ولَّى في الوجود وإنَّه ...

في أرضنا لمعشِّشٌ ...

في أنفسٍ عَبثيةٍ تَغشَى المجامعَ في الذُّرى مُتواريهْ

اغضبْ لوجه الله غضبةَ مُصلحٍ

يقفو النَبي بحكمةٍ دينيةٍ تُحي الحجارةَ ساميهْ

بَلحاجُ يا أسدَ الحِمَى

آن الاوانُ لنهضةٍ فكريةٍ دينيةٍ...

تبدي العقيدةَ والشّريعةَ للعقولِ حقائقاَ

لا صولةً تؤذي النُّفوسَ وخِفَّةً وأمانياَ

إعجازُنا العلميُّ في القرآن دَمْغَةُ خالقٍ

تُدْنِي العقولَ النَّائيهْ

أحكامُنا أخلاقنا في الدِّينِ نورُ بصيرةٍ

تَهدي البصائرَ شافيهْ

إسلامُنا كالشَّمسِ أشرقَ بالحقيقةِ في الورى

أين العقولُ الهاديهْ ؟

بَلْحاجُ قُمْ وادعُ القلوبَ إلى العقيدة والفضيلة والهدى

ودعِ الذين هَوَوْا إلى زيْغِ المطامعِ والأنا

إذْ ساعةُ الفرْزِ المُؤكَّدِ آتيهْ

دَعْ بن بَرِيكةََََ للخرافةِ والهُراءِ فإنَّه ...

جعلَ التَّصَوُفَ والتَّظاهرَ بالتبتُّل مَغنماً ومَلاهياَ

ودَعِ الأئمَّةَ والوزارةَ في السُّبات فإنَّهم ناموا ...

وجاسوا في الدَّيارتجاهُلا وتغابِياَ

ودَعِ الألى ركبوا جموعَ الجامعات لمطمعٍ

قتلوا العلومَ تهافتاً وتحاسداً وتباهياً

ودَعِ الحُزَيبات التي ركَنتْ إلى ...

أهل الغوايةِ فارتوتْ من غيِّهمْ حتَّى غَوَتْ

وغدَتْ تُساقُ إلى جهنَّم لاهيهْ

لا يُكرمُ الرَّحمنُ إلا صادقاً مُتجرِّداً

عن حمْأةِ الأهواءِ يُعصمُ نائياَ

وتراهُ يُبدعُ ساعياً

وتراهُ يُحسنُ داعياَ

بَلحاجُ اصدعْ بالعقيدة والفضيلة في الألى نبذوا الهدى

ملؤوا البلاد رذائلا... وجرائما... ومخازياَ