قصيدة ُ القدسِ
20تشرين22010
عبد اللطيف استيتي
واحَة ُالأرْوَاحِ
عبد اللطيف استيتي
الـعِـشـقُ سِـرٌّ والقلوبُ قـدْسُ التواصُل ِ والشُّجونُ مَنابعٌ قـدْسُ المَعارج ِ للسُّراة ِإلى العُلا يـا ربْـوة َ العُشَّاق ِ فِي انحَائِها يـا واحَـة الارْواح ِ عِندَ سُمُوِّهَا تـغـدُو المَواكِبُ لا تغيبُ هُنيْهَة فـالـقدْسُ قدْ مَلكَ الهَوَى عُنوانَهَا يا دارَ ترْنيم ِالمَلائِك ِفِي الضُّحَى * * * هِي أسْطرُ التاريخ ِ فِي وَمَضاتِها رُفِـعَ الاذان ُ بـصَوْتِها فتواكبَتْ هِـيَ فِي قلوب ِالمُؤْمنينَ عَقِيدَة ٌ هِـيَ نبْعُ شهْد ِالرَّابضينَ بدوحِهَا فـالقدسُ مِيلادُ الحَضارَة ِوالهُدى تـوراةُ مُـوسى والزَّبُورُ تنزلتْ مِـعْـراجُ أحْـمدَ والكتابُ يَمينُهُ لـلقدس ِ بَيْرَقُ أنْجُم ٍ فِي جَحْفل ٍ * * * سَـكـبَ الهَوَى ريْحانَهُ وَعَبيرَه ُ مِـنْ كـل ِّ فجٍ ٍّ راكبٌ ومَراكِبٌ طافت ْبك ِالارْواحُ وهيَ رَهِينَة ٌ هام َالخلائِق ُفِي رُبُوعِك فازدَرَى فرَزحْت ِ والأحزانُ تحْتَ سِياطِه ِ أدْمَـى جراحَكِ والجراح ُ عَميقة ٌ أغـفتْ عُيونُ السَّاهِرين َ جُفونُهَا شُـدِّي إزارَ الصَّبْر ِ بُرْءَ سَقامِنا هُزِّيإليْك ِالنخلَ واحْتسِبي الرُّؤَى لِـقـميص ِ يوسُفَ موعدٌ وشهادةٌ يا صَحْوَة َ الصحراء ِعِندَ مُثارهَا مِـنْ غـيْمَة ٍ بَيْضاءَ مُمْطِرَة ٍغدَاً ويُـنـيرُ أقصَاك ِ المَدائِن َ كُلَّهَا * * * يـا مَـكَّة النور ِ المُوشَّحِ ِبالهُدَى عُـرْسُ الـمَواكِب ِ ماثِلٌ بجَمَالِهِ نـامَـتْ بـمَـكة َ كُلُها الرُّقَبَاءُ رَكِـبَ النُّعَاسُ كِبارَهَا وصِغارَهَا نـامُوا فنامَتْ في الحِمَى أحْلامُهمْ يـا أيُّهَا الرُّوحُ الامينُ بكَ السُّرَى لاحَ الـبُـراقُ مـهـيَّـأ بركابهِ مُدَّتْ حِبالُ الوَصْل ِ بَيْن أواصر ٍ والمسجدُ الاقصَى تلأ لأ وازدَهى صـلـى الحبيبُ بانبياءَ توافدُوا وتـواصَل َ الرَّكبُ السعيدُ مهابَة ً عـرجَ الـبَـهاءُ مودَّعاً بحَفاوَة ٍ نـالَ الـحبيب ُ فضائِلاً فِي ليلةٍ حـمَلَ الأمانة َوالسَّعادة َ والهُدَى لـمَـعتْ فشعَّتْ فِي المَدائِن أقمُرٌ والـمُـرْجفونَ تَلَجْلجَتْ نبَراتُهُمْ لـلقدس ِمعنىً في القلوب ِمُقدَّسٌ طِيبَ الاماكن ِ والمرابع ِ والرُّؤى * * * مـا بال ُ صُنَّاع ِ المكائِد ِ أوْقدُوا أرَخـيـصـة ٌ يا قدسُ حتَّى أنَّهُ ونِـصالُ حامِيَة ِ الثُّغور ِ هَزيلة ٌُ يـا ثـالـثَ الحَرَميْن ِ إنَّا أمة ٌ خـسِرَ المَكانَة مَنْ ترَاخَتْ صِيدُهُ مَـهْرُ الحَرائر ِ بالنفائِس ِ يُحْتذى * * * يـا قدس ُ والفاروق يُُوسِمُ عُهْدَةً صـبْراً روابيَ عزَّتِي ومَفاخِري صـبْـراً يـليقُ بِحُرَّة ٍ وأسيرة ٍ إنْ كانَ فِي عَهْدِ التخاذل ِقدْ هَوَى سيَكون ُ في ركْب ِالزفاف ِجَحَافِلٌ نـهْـجُِ النُّبوَّة ِ فِي المَسِير ِإمَامُهُم مـدِّي بـساط َ الحمْدِ تسْجُد أمَّة | وعَاءُوالـحُـبُّ كـأسٌ ملؤهُ تـرْوي العِطاشَ إذ ِ الحنينُ سِقاءُ لِـلـصَّـائِـمينَ العَابدينَ وجَاءُ خَـشـعَ الـوُجُود ُ وَرَتَّلَ القرَّاءُ عَـنْ مُـغـريَات ٍ سَجْعُهُنَّ دواءُ ًمُذ جاء َ عِيسى وارْتقى الاسْراءُ فـغـدَا يُحاضِن ُ عِشْقََهَا الرُّحَمَاءُ تـسْـبـيحُهَا التهْليل ُ والإطْْْْْراءُ * * * تـلِـدُ الـعـقولُ وتلمَعُ الأسْماءُ سُـحـبُ العَطاء ِ وغرَّدَ الحِنَّاءُ هِـيَ فِي الوُجود ِ مَنائِرٌ وَضِياءُ تُـثري النفوس َ كُرومُهَا العَذرَاءُ أركـانُـهَـا الـتشريع ُ والإفتاءُ إنْـجـيـلُ عِيسَى حُجَّة ٌ وَشِفاءُ والـسـورة ُ المُهداة ُ والأصْداءُ هُـوَ فِي عُيون ِالصَّابرينَ رَجَاءُ * * * فـوْقَ الـرُّبَـا وَتـألَّـقَ الأدَبَاءُ وشُـجونُ عشق ٍ فِي الهُيَام سَواءُ لِـهـوىً بـبَيْتِك ِ والهَوى أدْوَاءُ قـابـيـل ُ هـابيلا ً فسالَ دِمَاءُ وَبنوك ِ فِي قلب ِ الحِمَى الغرَبَاءُ يـا قـدْسُ أدْمَـى قلبَك ِ التُّعَسَاءُ فـتـحـالف َ الشيطانُ والجُبَناءُ فـبـشـائر ُُ التنزيل ِ فيك ِ دواءُ عِـندَ المَخاض ِ سَمِيرُك ِ اللطفاءُ يُـنـبـي فـتنبي سِرَّهَا الغبْراءُ هلْ تسْتبين ُ رَشادَها الصَّحراءُ ؟! سَيفيضُ فِي الارْض ِالسَّلامُ وَمَاءُ ويَـهـلُّ مِـنْ فُرَج ِ الغمام ِ إباءُ * * * لـلـقـدْس ِ ترْنو يَثربٌ وحِراءُ فـالـلـيْـلُ أدْلجَ والنجُومُ بَهَاءُ وشَـفَـى صُدورَ الحالمِينَ هَواءُ والـناسُ مِنْ شَغف ِ الحَياة ِ غُثاءُ وَتَـراقـصَتْ فوْقَ الرُّبى الأنْواءُ ولـكَ الاَعـنَّـةُ والذُّرَى العليَاءُ وشُـجـونُ خيْر ِ العالمِينَ صَفاءُ مـنْ قـلب ِ مكة َ هَدْهَدَ الإسراءُ والـرَّكْـبُ أشْرقَ والجُمُوعُ هَناءُ يـسـتـقبلونَ , وصلَّتْ الاشْياءُ فـتـعـامَـدَ المعراج ُ والاسْراءُ نـحْـوَ السماء ِ يَحُوطهُ الإطراءُ وَغـدَتْ تُـبَـاهِي بعْضَهَا الآلاءُ راحَـتْ تـفوح ُ بعِطرِها البَيْداءُ لـمَّا اعْتلى الصِّديق ُ والإمْضاءُ وتـحـيَّـرتْ فِي سَرْدِهَا الآراءُ وبـكل ِّ شِبْر ٍ في الرُّبَى أصْداءُ من طهر ِ أرضِك ِ حَلَّقَ السُّعداءُ * * * فِـتـنـا ً تكالبَ حوْلَهَا الأعْداءُ في القدْس ِ حُوربَ روْنقٌ وإباءُ ؟ وأسُـودُهَـا فِي غابها السُّجَناءُ؟ هـانـتْ فداس َ عَرينَهَا الدُّخَلاءُ عـنـدَ الـنزال ِ تساقط َ الجبناءُ وسِـيـاق ُ مَهْرك ِ أنْفس ٌ ودِمَاءُ * * * بـعـبـاءَةِ الإسـلام ِ لا الهيْجاءُ هـا قدْ أتى فِي المَوْعِد ِ الكُرَمَاءُ يـوم َ الـنـداء ِ يَحُفُّكِ الشُّهَداءُ قـومٌُ تـلـوَّنَ مـثـلمَا الحِرْبَاءُ بـيـضُ الاسِـنـة ِ أوْجُهٌ غرَّاءُ والـنـاسُ والـتـكْبيرُ والعُلمَاءُ تـاهَـتْ فـأرْشدَ رَكْبَها النُّجَباءُ | الإغْراءُ