مرثية عرار

د. شفيق ربابعة

قسم العلاقات العامة والإعلان

كلية الإعلام / جامعة اليرموك

[email protected]

مــاذا أقــول عـرار فـي مـرثـاك
الـيـوم  جـئـتُ كـمـا الجموع iiيشدّنا
جـئـنـا لـبيتك يا عرار لكي نُوّفي ii(م)
الـيـوم  جـئـتـك زائـرا ًلا راثـيـاً
جـئـنـا نـحدُّث شاعر الأردن عن ii(م)
قـد كـنـت مـدرسـة يـفـوح أريجها
وصفي تخرج من هنا والتل عبدالله[2] (م)
نـفـرٌ  عـرفـنـا بـالـوفـاءِ iiتسلّحوا
إنْ  كـنـت عـنّـا قـد رحـلـت iiفإنَّنا
تُـيّـمـت فـي الأردن رُغـم iiمرارةٍ[3]
أيـقـنـت  أنّـك قـد وفـيـت iiلشعبكم
أنـت الـذي جـحـد الأحـبـة iiفـضله
جُـبْـت الـبـلاد مـعـلّـمـا iiومحاميا
مـتـصـرِّفـا  , مـأمـور أُجرا, iiكاتبا
لـم تـسـع لـلـكـرسِّـي, تلهث iiنحوه
مـسـتـضـعـفـاً  ضـاقت به iiأحواله
كـم مـرّة نُـحـيّـت دون تـقـاعـس
حـيـتـان عـصـرك لـم يرْقهم iiفعلكم
نُـزّهـت عـن أفـق الـتـزلِّف iiوالريا
قـد  عـشـت لـلأردن فـي iiسـكناتكم
كـم همتَ في عجلون,في وادي iiالشتا,[5]
مـا قـال فـي شـيـحـان مثلك iiشاعر
أحـبـبـتَ اربـد كـالـطـفيلة مخلصا
بِـشـرى  [6]ـطـريقك للتنزه يا iiعرار
عوفاء [7] زوجك لا سرير ولا تصنع ii(م)
عـبـود والـهـبـر اصـطـفيتَ iiأخلّة
والـهـبـر كـان نـديـمـكـم وخليلكم
بـلـفـور  أرقـكـم , وكـنـت محذِّرا
مـا سـرُّ هـذا الـبـعـد في iiنظراتكم؟
فـجـزعـتَ تـشـكـو لـلملا iiبحرارة
ولـجـأت لـلـكـأس الـمـرير iiمردِّدا
لا فـرق عندك بين من سكن القصور ii(م)
قـل لـي أبـا وصـفـي, أتدري iiحالنا؟
الـقـدس ضـاعـت مـثـلـمـا أنبأتنا
فـاجـأت قـومـك فـي رحـيل iiعاجل
أوصـيت  في شيحان أو في تل اربد ii(م)
فـبـكـتـك  اربـد, ثم بِشرى iiرُوّعت,
ظـبـيـات وادي الـسـير ناحت iiبعدكم
والـهـبـر قـد لـطـم الـخدود iiبحرقة
إنَّ الـقـلـوب عـلـى الـفراق iiحزينةٌ
نـمْ يـا عـرار قـريـرَ عـيـنٍ iiإنّـنا









































يــا  شــاعـر الأردن مـن iiأوفـاك؟
ديــوان آل الــتـلّ كـي iiنـلـقـاك
مـا  بـكـم , وجـمـوعـنـا iiتـهواك
ومـبـيّـنـاً  مـا قـلـت فـي iiنجواك
أنّــاتــنــا  مـن مـوقـعٍ iiأثـراك
ونـصـيـر مـن ظـلـمـوا ومن iiلباك
روّوا      بـالـفـــخـار     iiثـراك
شُـهـبٌ  مَـضـوا مـا قـدَّمـوه iiكفاك
رُغـم  الـنـوى مـسـتـذكرون خطاك
عــايـشـتـهـا, وتـألِّـم iiأضـنـاك
حــقَّ  الــوفــا لــكــنـه iiآذاك
ورمـوك  ظـلـمـا مـن وَفـيت iiرماك
مـشـوار  عـمـر شـاهـدا بـدهـاك
وكـذا  الـصـحـافـة فـاخرت iiبعطاك
وإذا جـلـسـت عـلـيـه مـا iiأنـساك
حـالـتْ عـلـيـه شِـبـاك من iiعاداك
إلاّ    لأنــك    تـبـهـتُ    iiالأفـّاك
ولـذا الـمـرابـي [4] يـا عرار iiشكاك
ومـن الـتـعـفِّـف قـد نسجت iiغطاك
فـي  كـلِّ مـسـعـىً مُـنـشـداً iiإياك
فـي  كـلِّ شـبـرٍ زرتَ مـنـذ iiصباك
والـشـيـح  فـي جـلـعـاد لن iiينساك
وشـعـاب وادي الـسـلـط فـي مغناك
وتــلُّ اربــد يــزدهـي iiبـهـواك
حــبّــذا  فـي يـومـنـا عـوفـاك
ولـمـسـتَ فـي الـخربوش iiماارضاك
وبـنـو  عـطـيّـة[8] سَـرَّهـم iiلقياك
مـمـا  رمـاه ,وقـد سـبـقـتَ iiسواك
كـشَّـاف  عـصـرٍ كُـنـهـه iiأعـياك
مِـمّـا اسـتـبـدَّ , وشـاع فـي iiدنياك
"لا عـاش مـن لا يـشـرب iiالـكونياك"
وبـيـن  مـن فـي لـيـلـة iiغـنـاك
مــا حـلَّ فـيـنـا بـعـضـه iiوالاك
وكـذا الـخـطـوب تـهـلّـلت iiكرؤاك
كـنـت  الألـيـف, ومـن الـفت iiنعاك
أن  يـكـون عـلـى الـمـدى iiمـثواك
ومـعـانـ[ـ9]  نـاحـت  كونها iiمنفاك
والـظـبـيـة الـسـمـرا أتـت iiللقاك
والــزعـفـران بـلـوعـةٍ iiنـاجـاك
والـشـعـر بـعـدك يـا عـرار iiبكاك
لَـكَ نـرتـجـي غُـفـران مـن iiناداك

                

[1] ألقى الشاعر هذه القصيدة خلال الأمسية الشعرية التي عقدت في بيت عرار في اربد الساعة السادسة مساء يوم الأحد الموافق 18/7/2010 والتي نظمها مركز تورنيدو لتنمية الموارد البشرية .وعرار من شعراء الأردن الكبار.

[2] .يقصد الشاعر المرحوم وصفي التل رئيس وزراء الأردن الأسبق والضابط المقدم عبدالله التل الذي قاد كتيبة بمعركة باب الواد دفاعا عن القدس عام 1948.

[3] . يستعرض الشاعر مسيرة حياة عرار وما أشغله من وظائف وعقوبات.

[4] . حكاية طريفة أثناء عمله مأمر أجره في المحكمة وردت بشعره.

[5] . تلك أسماء مدن ومواقع وأرياف تنقل وتغنى بها الشعر وهى أسماء مستنبطة من شعره

[6] .بشرى كانت قرية صغيرة بجانب مدينة اربد مسقط رأس عرار , حيث كان يتنقل بينهما عرار .

[7] . زوجة عرار ولزواجه منها قصة لطيفة, حيث لا مكياج ولا تصنع ولا غسيل شعر.

[8] .هؤلاء هم النور وكان عرار يتردد عليهم ولهم نصيب كبير في أشعاره.

[9] . مدينة أردنية نفي إليها عرار فترة من الوقت.