أنا وبعوضة
30تشرين12010
رائد عبد اللطيف
رائد عبد اللطيف
جَـلَـسْتُ لأَنْهَل ورُحْـتُ أُلَـمْـلِمُ شَهْدَاً وأُزْعِـجُ صَمْتَ هُدُوئِي وأَرْشُفُ مِنْ كُلِّ طِرْسٍ وأَسْـرُقُ جَيْبَ اللّيالي فَـأصْـبَـحَ ليليَ عمَّاً رأيْـتُ الـمعاليَ شمْساً فـحَسْبُ الكسولِ انْدِثارٌ جَـلـسْتُ ولكنَّ حَظِّيْ غَـزَتْنِي بَعُوضَةُ شُؤْمٍ فـأَشْعَلَتِ الصَّدْرَ حَرْباً فـتَـغْـدُو عـليَّ يَميناً فَـقُـلـتُ سَأَصْفعُ كَفَّاً ولـكـنَّ سَـيْفِي نَبَانِيْ صَـنَعْتُ بِعَينِيَ جُرحاً فـصارَتْ سَمَائِي سَوْدَا وكـانـتْ نتيجةُ حَرْبِيْ بَـعُـوضَةَ ليْليَ سُحْقَاً ولـكـنَّـهَا قدْ أَصرَّتْ فـنَـالـتْ بِذاكَ مُنَاهَا ألـيـسَ لـربِّي حُكْماً | عِلماًفَـلـيـلُ شِتَائِي عَـلـى صَفحَاتيَ سَالا صَـرِيـراً وقِيْلاً وقَالا نَـبـيـذَاً هَـنِيَّاً حَلَالا لأَغْـنَـى وأَنْـعَمَ بَالا وصـارَ كـتـابيَ خَالا ركـبْـتُ إليها المُحَالا وحَـسـبُ المُجدِّ نَوالا يَـسُـوءُ بذَا اليومِ حَالا تَـشُـنُّ الـقَنا والنِّبَالا وطَـبْعُ الحُروبِ سِجَالا وأعْـدُو عـليها شِمالا لأَصْرَعَ تلكَ الحُثَالا (1) فَـزَادَ بـرأسِـيْ خَبَالا يـفـوقُ الجمالَ جَمَالا وبَـدْرِيَ أَمْـسَى هِلالا بـأنِّـي خَسِرتُ النِّزَالا كـفَـاكِ بِجِسمِيْ دَلالا لـتزْرَعَ في الخَدِّ خَالا ونِـلْتُ بذَاكَ سُؤالا... فـيضْرِبُ فِيها مِثَالا؟! | طَالا
(1) الحثالا: الحثالة (لضرورة الشعر)

