أمِّ المؤمنين عائشة رضوان الله عليها
02تشرين12010
أبي عمران الأندلسي
أروع ما قيل (شعراً) في
أمِّ المؤمنين عائشة رضوان الله عليها
قصيدة بلسانها نظمها أبي عمران موسى بن محمد بن عبدالله الواعظ الأندلسي – رحمه الله -
والقصيدة مطبوعة بتحقيق وشرح أ . د فهد بن عبدالرحمن بن سليمان الرومي – مكتبة التوبة.
مـا شَـانُ أُمِّ الـمُـؤْمِـنِينَ إِنِّـي أَقُـولُ مُـبَـيِّـنـاً عَنْ فَضْلِه يـا مُـبْـغِـضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ إِنِّـي خُـصِـصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ وَسَـبَـقْـتُـهُـنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّه مَـرِضَ الـنَّـبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي زَوْجِـي رَسـولُ اللهِ لَـمْ أَرَ غَـيْرَهُ وَأَتَـاهُ جِـبْـرِيـلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي أنـا بِـكْـرُهُ الـعَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ وتَـكَـلَّـمَ اللهُ الـعَـظـيمُ بِحُجَّتِي واللهُ خَـفَّـرَنِي (2) وعَظَّمَ حُرْمَتِي واللهُ فـي الـقُـرْآنِ قَـدْ لَعَنَ الذي واللهُ وَبَّـخَ مَـنْ أَرادَ تَـنَـقُّـصِي إنِّـي لَـمُـحْـصَـنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ واللهُ أَحْـصَـنَـنِـي بـخاتَمِ رُسْلِهِ وسَـمِـعْـتُ وَحْـيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ أَوْحَـى إلَـيْـهِ وَكُـنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ مَـنْ ذا يُـفَـاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي وأَخَـذْتُ عـن أَبَـوَيَّ دِيـنَ مُحَمَّدٍ وأبـي أَقـامَ الـدِّيـنَ بَـعْـدَ مُحَمَّدٍ والـفَـخْـرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي وأنـا ابْـنَـةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ نَـصَـرَ الـنَّـبـيَّ بـمالِهِ وفَعالِهِ ثـانِيهِ في الغارِ الذي سَدَّ الكُوَى (4) وَجَـفَـا الـغِـنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَ وتَـخَـلَّـلَـتْ مَـعَـهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَ وَهُـوَ الـذي لَـمْ يَـخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ قَـتَـلَ الأُلـى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ سَـبَـقَ الـصَّـحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى واللهِ مـا اسْـتَـبَـقُـوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ إلاَّ وطَـارَ أَبـي إلـى عَـلْـيَـائِه وَيْـلٌ لِـعَـبْـدٍ خـانَ آلَ مُـحَمَّدٍ طُـوبـى لِـمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ بَـيْـنَ الـصَّـحـابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ هُـمْ كـالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُل حَصِرَتْ (6) صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي حُـبُّ الـبَـتُـولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ أَكْـرِمْ بِـأَرْبَـعَـةٍ أَئِـمَّـةِ شَرْعِنَا نُـسِـجَـتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ اللهُ أَلَّـفَ بَـيْـنَ وُدِّ قُـلُـوبِـهِـمْ رُحَـمَـاءُ بَـيْـنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ فَـدُخُـولُـهُـمْ بَـيْـنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ جَـمَـعَ الإلـهُ الـمُسْلِمِينَ على أبي وإذا أَرَادَ اللهُ نُــصْــرَةَ عَـبْـدِهِ مَـنْ حَـبَّـنِـي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي وإذا مُـحِـبِّي قَدْ أَلَظَّ (7) بِمُبْغِضِي إنِّـي لَـطَـيِّـبَـةٌ خُـلِـقْتُ لِطَيِّبٍ إنِّـي لأُمُّ الـمُـؤْمِـنِـينَ فَمَنْ أَبَى اللهُ حَـبَّـبَـنِـي لِـقَـلْـبِ نَـبِيِّهِ واللهُ يُـكْـرِمُ مَـنْ أَرَادَ كَـرَامَـتِي واللهَ أَسْــأَلُـهُ زِيَـادَةَ فَـضْـلِـهِ يـا مَـنْ يَـلُـوذُ بِـأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صِـلْ أُمَّـهَـاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ إنِّـي لَـصَـادِقَـةُ الـمَـقَالِ كَرِيمَةٌ خُـذْهـا إلـيـكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ صَـلَّـى الإلـهُ عـلـى النَّبيِّ وآلِهِ | وَشَانِيهُـدِيَ الـمُـحِبُّ لها وضَلَّ ومُـتَـرْجِـمـاً عَـنْ قَوْلِها بِلِسَانِي فـالـبَـيْـتُ بَـيْتِي والمَكانُ مَكانِي بِـصِـفـاتِ بِـرٍّ تَـحْـتَهُنَّ مَعانِي فـالـسَّـبْـقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي فـالْـيَـوْمُ يَـوْمِي والزَّمانُ زَمانِي اللهُ زَوَّجَــنِـي بِـهِ وحَـبَـانِـي فَـأَحَـبَّـنِـي الـمُخْتَارُ حِينَ رَآنِي وضَـجِـيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ (1) وَبَـرَاءَتِـي فـي مُـحْـكَمِ القُرآنِ وعـلـى لِـسَـانِ نَـبِـيِّـهِ بَرَّانِي بَـعْـدَ الـبَـرَاءَةِ بِـالـقَبِيحِ رَمَانِي إفْـكـاً وسَـبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي (3) ودَلِـيـلُ حُـسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي وأَذَلَّ أَهْـلَ الإفْـكِ والـبُـهـتَـانِ مِـن جِـبْـرَئِـيـلَ ونُورُهُ يَغْشانِي فَـحَـنـا عـلـيَّ بِـثَـوْبِهِ خَبَّاني ومُـحَـمَّـدٌ فـي حِـجْـرِهِ رَبَّاني؟ وَهُـمـا عـلى الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ فـالـنَّـصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي حَـسْـبِـي بِـهَـذا مَفْخَراً وكَفانِي وحَـبِـيـبِـهِ فـي السِّرِّ والإعلانِ وخُـرُوجِـهِ مَـعَـهُ مِـن الأَوْطانِ بِــرِدائِـهِ أَكْـرِمْ بِـهِ مِـنْ ثـانِ زُهــداً وأَذْعَـنَ أيَّـمَـا إذْعـانِ وأَتَـتْـهُ بُـشـرَى اللهِ بـالرِّضْوانِ فـي قَـتْـلِ أَهْـلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ وأَذَلَّ أَهْـلَ الـكُـفْـرِ والـطُّغيانِ هـو شَـيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ مِـثْـلَ اسْـتِـبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ فَـمَـكَـانُـهُ مِـنـهـا أَجَلُّ مَكَانِ بِـعَـدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْـتَـانِ (5) وَيَـكُـونُ مِـن أَحْـبَـابِهِ الحَسَنَانِ لا تَـسْـتَـحِـيـلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ هـل يَـسْـتَـوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟! وقُـلُـوبُـهُـمْ مُـلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ مِـن مِـلَّـةِ الإسْـلامِ فـيـهِ اثْنَانِ فَـهُـمُ لِـبَـيْـتِ الـدِّينِ كَالأرْكَانِ فَـبِـنَـاؤُهـا مِـن أَثْـبَتِ البُنْيَانِ لِـيَـغِـيـظَ كُـلَّ مُـنَـافِقٍ طَعَّانِ وَخَـلَـتْ قُـلُـوبُـهُـمُ مِنَ الشَّنَآنِ وسِـبَـابُـهُـمْ سَـبَبٌ إلى الحِرْمَانِ واسْـتُـبْـدِلُـوا مِـنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ مَـنْ ذا يُـطِـيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟! إنْ كَـانَ صَـانَ مَـحَبَّتِي وَرَعَانِي فَـكِـلاهُـمَـا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ ونِـسَـاءُ أَحْـمَـدَ أَطْـيَبُ النِّسْوَانِ حُـبِّـي فَـسَـوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ وإلـى الـصِّـرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي ويُـهِـيـنُ رَبِّـي مَـنْ أَرَادَ هَوَانِي وحَـمِـدْتُـهُ شُـكْـراً لِـمَا أَوْلاَنِي يَـرْجُـو بِـذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ(8) عَـنَّـا فَـتُـسْـلَـبَ حُـلَّةَ الإيمانِ إي والـذي ذَلَّـتْ لَـهُ الـثَّـقَـلانِ مَـحْـفُـوفَـةٌ بـالـرَّوْحِ والرَّيْحَانِ فَـبِـهِـمْ تُـشَـمُّ أَزَاهِـرُ البُسْتَانِ | الشَّانِي


(1) القمران: أبو بكر وعمر, وهما ضجيعا النبي صلى الله عليه وسلم.
(2) خفرني: حماني وأجارني.
(3) في قوله تعالى: ((سبحانك هذا بهتان عظيم)).
(4) الكوى: جمع كُوَّة, والكوة: الخرق في الجدار يدخل منه الهواء أو الضوء.
(5) الأختان: كل مَن كان مِن قِبَلِ المرأة، كأبيها وأخيها.
(6) حصرت: ضاقت صدورهم.
(7) ألظّ: لَزِمَه ولم يفارقه.
(8) قوله يا من يلوذ بأهل بيت محمد، يبدو أنه يخاطب بها الرافضة عليهم من الله ما يستحقّون.