بلادُ العجائب
مصطفى الغلبان - غزة هاشم
بلادُنا
الفسيحة
تجرُّ ثوبَها اختيالاً
بالفضيحة
بلادُنا
مشطوبةٌ
بصمتِها
مغصوبة بوقتِها
مكتوبة بموتِها
كقصةٍ قصيرةٍ بأحرفٍ
فصيحة
***
بلادُنا
قريبةٌ مستبعدة
غريبةٌ مستعبدة
رقيقةٌ
مشرَّدة
وثيقةٌ مبددة
غريقةٌ مهددة
بالكشطِ
بالإعدامِ
مثل
" معزة
ذبيحة
"
***
بلادُنا
يا
مومسا مستأجرة
كرامةً مبعثرة
بلادُنا
سيجارةٌ
تجارةٌ عمارةٌ
سيارةٌ
مفتخرة
ونكتةٌ مبتكرة
***
بلادُنا
وظائفٌ موزعة
شوارعٌ ممزعة
جوامعٌ
منوعة
قواطعٌ مقطعة
بلادُنا
أضحوكةٌ أكذوبةٌ
مبتدعة
***
بلادُنا
رغيفُ
خبزٍ يابِسٍ
ووعدُ زورٍ بائِسِ
وموعدٌ مع الفراشِ
في
ظلامٍ دامِسِ
***
بلادُنا
حريةٌ مسجونة
أنظمة مجنونة
تصادر
الدقيق
والحليب
والمئونة
تخالِفُ الصغارَ
حين
تطلبُ
المعونة
***
بلادُنا
بلادُنا كسيحة
موقوذة مخنوقة
موءودة
نطيحة
بلادُنا جريحة
مطعونة مدفونةٌ
بذُلِّها مُريحة
***
بلادُنا
يا
كعكةً منقسمة
وزارةً محترمة
سياسةً
محترمة
وحالةً شعبيةً
منتظمة
جهاتُنا مضبوطةٌ
مع
العدى
ملتزمة
قلوبُنا مقهورةٌ وجوهنا مبتسمة
***
بلادُنا
أحلى
وطن
غلافُها اسمُه نتَن
طعامُها من العَفَن
قميصُها لها كفن
لا
تسألوا
الخيَّاطَ من؟
***
بلادُنا
إذاعةٌ مبرمجة
ثقافةٌ مدحرجة
سياسةٌ ممنهجة
لا
تقطعُ الزعيمَ
في
الكلامِ
كي
لا تحرجَه
لا
تقمعُ
الضِّعافَ
في
مسيرةٍ منتهجة
***
بلادُنا
مشطوبةٌ من منهجِ الأطفال في
مناهجِ الوزارة
وهكذا الحضارة
هل
تطهُرُ القذارة؟
بلادُنا
حمارُها لا
يطلبُ الزواجَ من حمارة
فشعبُنا مُباركٌ يشدُّ حبلاً
حولَه ليعلنَ
انتصارَه
***
بلادُنا
أمجادُها مهاجرة
شبابُها مهاجرة
عقولُها
مسافرة
وللغريبِ تصنعُ
دبابةً وطائرة
بالطبعِ هذه هي
الحضارةُ
المستعمرة
***
بلادُنا
معزولةٌ من أرضِها
وصوتُها مغلَّفٌ
بصمتِها
لأنَّها تمزقت
تفرقت تقطعت
تفتتت
وضُيِّعت
ليهنأَ الغزاة
***
بلادُنا
عروسةٌ
سترجعُ
رصاصةٌ ومدفعُ
محتلةٌ تقارعُ
عزيزةٌ
تدافعُ
أسيرةٌ تدافعُ
قتيلةٌ تدافعُ
بالحقِّ رغم الموتِ
قبلَ الموتِ
بعد
الموتِ
سوفَ تصدعُ
بالحقِّ رغم الليلِ
والظلام واللئامِ رغم أطنانِ القتامِ
أمتي ستلمعُ
رغم
الدموعِ والأسى
تبقى الشموسُ
تسطعُ

