ترنيمة على وتر
"ثلاثون عاما تمر الظباء"
للشاعر أحمد بخيت
د. محمد عبد المطلب جاد
أستاذ سيكولوجيا الإبداع
جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية
تبارك من بث فيك المعاني
وأبدع بين يديك البناء
ورقق فى شفتيك الحروف
تصور رعداَ بأحلى غناء
ثلاثون عاما تردت بطاءً
وحادي الظباء يُسيءُ الحداء
تلفتن قلن : هنالك كنا
بأغنى المراعى وأبهى فضاء
وكل الينابيع ملأى بماء
كصفو السما أو سماء الصفاء
وكان الرفاق على الضفتين
رقيقي القلوب شديدي الإخاء
وكانت بطاحُ الرفاق مراحا
لركض الجميع بغير اعتداء
وكنا وكانوا وهُنَّا وهانوا
فمن بالعجاف المذلات جاء ؟
ثلاثون عاما تمر الظباء
وحادي الظباء يسيء الحداء
**
أسأنا إلى واحة الخالدين
ورحنا ننوح على الأبرياء
رحلنا إلى مرتع العابثين
صغارا وجئنا بهم أصدقاء
تركنا لهم جل أكبادنا
قطعنا الطريق على الأولياء
هدمنا صوامعنا بيدينا
أهنا الأئمة والأتقياء
هجرنا لسانا وشئنا لسانا
يلوك الذي دبج الغرباء
خلعنا رداء عزيز النسيج
وجئنا بزيف النسيج رداء
ولما أفقنا خجلنا لأنا
جميعا عراة لبسنا العراء
فمن ذا يعيد الزمان الجميل
ومن ذا يحث الخطا للوراء
ثلاثون عاما تمر الظباء
وحادي الظباء يسيء الحداء
**
بهجمة إعلام يصعد قوم
ويسقط قوم لشر بلاء
تحاك الدسائس للطيبين
وينشر تقبيحهم فى الفضاء
وعصبة شر تقود السفين
تدبر مكرا صباح مساء
أقاموا معايير قتل الشعوب
بشرعية الغاب والأشقياء
فإن لاح فى وجه شعبك فقر
يسوقون معيارهم للرخاء
وإن لاح بعض صراع طفيف
يسوقون معيارهم للإخاء
وإن لاح قيد الفضيلة جاءوا
يسوقون معيارهم للبغاء
ففي كل حال عليك اتهام
إذا لم تكن فى قطيع الإماء
بهذي تساس الشعوب هناك
كنهج حياة لدى الأقوياء
رخاء ، إخاء ، بغاء ، ثلاث
أكان " حسين " يراها اهتداء
تدبر فى ظلها الحكم حتى
تردى صريعا بغير اتقاء
ثلاثون عاما تمر الظباء
وحادي الظباء يسيء الحداء
**
إلى كربلاء إلى كربلاء
فكل شهيد له كربلاء
وكل شهيد يصير حسينا
ورب حسين من الشهداء
ورب زمان يزيح الغبار
فيصحو مدانٌ مع الأبرياء
ثلاثون عاما ليُجْلى دليلٌ
ويُخْلى قليلٌ يبث الضياء
وتبقى ثقاةُ الدلائل أسرى
إلى يوم رب السماء يشاء
ورب إبادة شعب يساق
لها ثمن قد يقال رخاء
وجاءت إبادة هذا لتهدى
إلى كل بيت بحور دماء
إلى كربلاء إلى كربلاء
تنادوا خفافا لبذل الدماء
وهذى ظباء تتبل سرا
شواء بسم لقتل ظباء
وهذى ظباء تعد الفتيل
لنسف خباء يضم الظباء
وهذى ظباء تعاطى الطغاة
تسامرهم صادحات الغناء
ظباء تسام وأخرى ترام
فليست جميع الظباء سواء
فهات الحقيبة يا بن العراق
فلا قبض طين ولا نبع ماء
فإن جميع البلاد عراق
ولم تتأب على الانحناء
فدع للعراق فسيل العراق
ودع طينه فى بهي الرواء
إذا شاءت الأرض أن تتطهر
دعها لتنقى من العملاء
ودع لحية الشيخ تروى بمسك
ودع للظباء جلال الفداء
ودع للعروبة عار السكوت
بترك هولاكو على ما يشاء
وحبس دماء بها الأرض أولى
من الجريان بعرق الغباء
ودعني أعالج جرحى وحيدا
بسفك الدموع على الأنقياء
ثلاثون عاما تمر الظباء
وما من ولى يضم الظباء
هنيئا لمن لقنوا كل طفل
يضيف بمكر إلى الباء حاء