من جانب الليل
18أيلول2010
زهير أحمد المزوّق
من جانب الليل
زهير أحمد المزوّق
يـا دمـعـةَ الـحزن قدْ جفّت ويـا مـواجـعَ لـم تـتركْ لنا كبداً آهٍ عـلـى أمـتـي ، أمستْ مُهلهلةً كـلُّ الوحوشِ على أحيائها اجترأت واجـتاحها من جراد العصر أشرسه هـل أمتي من غثاء السيل قد خُلقتْ أمْ فـي محيط انعدام الوزن طاب لنا يا ربِّ عفوك ، ليس اليأس من شيمي * * * يـا دمـعةَ الحزن أين الأمسُ موتلقاً أيـام كـنـا ، وكـان الكونُ يرهبنا والـريـح تجري كما تهوى مراكبنا نـكـاد حـيـن تـنـاجيه ضمائرنا واحـسـرتـاهُ ، لقد دارَ الزمان بنا نـحـن الذين نقضنا غزلنا ، وعلى نـحيا على هامش الأحداث ، تصفعنا ومـنْ تـخـلُّـف عن أمجاده لعبت * * * يـا دمـعةَ الحزن كم تاهت مراكبنا وكـم رضـعـنا من الأفكار فاسدها لـقـد تـوّهـم مـنْ ماتت أصالتهم يـا ابـن العروبة ، فخٌّ قد وقعتَ به افـتـح عـيونك وانهض ، إنه غدُنا حـرّك جـنـاحيك ، فالآفاق واسعة واذكـر بـأنـك ابن الفاتحين ، فلا واْمـدُد لـماضيك حبلاً غيرَ مُنقطع * * * يـا دمـعةَ الحزن قولي لابن جلدتنا ألـسـتَ من قال " إقرأ " فارتقتْ أممٌ هل نهضة الغربِ لولا أنت قد عرفتْ نـحـنُ الـطليعة ، شارلمانُ شاهدنا يـا ابـن العروبة : جدّدْ ما بدأت به إنـي لألـمـحُ فـي آفـاقـنا قبساً وألـمحُ الصبح ، رغم الليل ، مُقترباً يـا ربِّ قـد بـلغ السيل الزُّبى ولقد | مآقيناوزُلـزلَ الـصـبرُ منْ أركانه فينا تُـغـازلُ الوردَ صُبحاً ، والرياحينا تـشكو الهوان وتشكو الضعفَ واللّينا ومَـرّغـتـها ، فلم تستنكر الطّينا ! فـأهـلك الحرث ، فيها ، والبساتينا فـمـا تـقـيم لها الدنيا موازينا ؟! هـذا الـمـقام ، وضيّعنا العناوينا ؟ لـكـنّ واقـعـنـا قصَّ الشرايينا ! * * * والـصـفُّ مؤتلف البنيان يحمينا ؟ والأرضُ ترجف إن هُزَّتْ مواضينا ! والـبـحر طوعٌ لما تهوى مراسينا ! نـطـيـر شـوقاً إليه ، في تناجينا وذلـك الـعـهـدُ ولّـى من أيادينا أنـقـاضه ، من لباس المجدِ ، عُرّينا كـلّ الـزوابع .. من شتى نواحينا ! بـه الـريـاح ، فلا دنيا ولا دينا ! * * * وكـم مع التيه قد دارت صوارينا ؟ وكـم خُـدعنا بها شكلاً ومضمونا ؟ أن الـدخـيـل من الأفكار يُحيينا ! فـكـنـت في الفخِّ من بين المعاقينا حـتـى نـعودَ ، كما كنا ، سلاطينا لـن تـهزم الريح من كانوا شواهينا تـسـتشعر النقصَ أو لا تقبلِ الدّونا فـقـدْ تُـعيدُ بهِ .. أمجادَ ماضينا ! * * * قـولاً يُـورّثـه .. عِـزّاً وتمكينا ! كـانـت تُـقـدِّمُ لـلجهل القرابينا ؟ هـذا الـتـطورَ ، إبداعاً وتكوينا ؟ ولـيـس يجهل هذا الغرب هارونا ! وإن تـعـثـرتَ فـي تـجديده حينا من جانب الليل ، نحو الدرب ، يهدينا وقـدْ تـنـفّـس ، فانزاحت دياجينا ضـاقـت ، وعـنـدك ألقينا أمانينا | !

