سجل
سجل
حسين حسن التلسيني / العراق / الموصل
سجل في أول سطر من ذاك الدفترْ
انَّ حرفكَ للناس غَدَا زيتاً وزعترْ
ولهُ دوماً تتعطرُ صهوة هذا المنبرْ
برياض الشمس المليئةِ بالمسك والعنبرْ
*****
سجل بحنين السنابل دوماً لصولات المنجلْ
سجل بسيوف تحيا
كلما عن أغمادها تنسَلْ
سجل إنَّ رأسكَ محبرة لاتجفُّ، ولاتقهرْ
فيها أقلام الهوى تخضَرْ
ولها تنتمي ، ولها تسهرْ
سجل أسفي كلما تبدع أكثرْ
يُصبحُ جوعكَ أكبرْ
*****
سجل يارفيق نسور الكوثرْ
إنكَ مثل صدور الغابات التي
ظلتْ تلقي للبشرْ
شتى أنواع الثمرْ
ظلتْ تهدي للعرسان أكاليلاً، وسكرْ
ولجمع الفرسان رماحاً لاتتكسَّرْ
حتى أصبحتْ أقماراً، وشموساً
فاقتْ حُسْنَ الشمس مع القمرْ
لكنَّ الدهر رماها
بين مخالبِ بستانيٍّ ، وحشيٍّ أبترْ
*****
سجل إنَّ حرفكَ في الأرض سما، وأزهرْ
وغدا لقلوب الجماهيرناياً،ومزْهرْ
حين لمْ يتوقفْ إيقاعُ خافقهِ الأحمرْ
حين لمْ يلبسْ عار ثوب الحضيض المُقفرْ
بين ظلام سجونٍ يمتصُّ الأرواح ليسكرْ
*****
سجل توَّجَ هامة حرفكَ البيدرْ
حين لمْ يهربْ خلف أسوار المهجرْ
حين قاسمَ أمَّ الخير رغيف الخبز الأسمرْ
وغدا لجراحاتها بلسماً يبصقُ في وجهِ الخنجرْ
ولقامتها ذهباً،وثياباً،وإكليلاًأخضرْ
حين لمْ يجعلْ من شرايينهِ قنواتٍ
أو من خافقهِ مصباً لسموم القيصرْ
ألمزهر: آلة العُود