جَمْرُ الجَلِيد
28حزيران2008
صلاح الدين الغزال
جَمْرُ الجَلِيد
صلاح الدين
الغزال - بنيغازي/ليبياقَـدْ جِئْتُ أَرْسِفُ بِالأَصْفَادِ فَـلَـمْ أُلاَقِ لَـدَى الإِيمَاضِ بَارِقَةً عَـلَـى النَّحِيبِ بِجُرْحٍ لَنْ أُضَمِّدَهُ بَـنَيْتُ عَرْشاً مِنَ الأَوْهَامِ مُخْتَرِقاً وَجِـزْتُ دَرْباً مَدَاهُ الخَوْفُ مُلْتَحِفاً فَـرَرْتُ بِـالجِلْدِ لَكِنْ دُونَ شَاهِدَةٍ وَصِـرْتُ فِـيهِ أَسِيّاً أَقْتَفِي شَجَنِي وَنِـلْـتُ بَـعْدَ نَفَادِ الصَّبْرِ مُغْتَرِباً أَضَـعْتُ مَأْوَايَ عِنْدَ النَّبْشِ مُهْتَرِئاً فَصِرْتُ أَرْكُضُ بَعْدَ البَعْثِ مُقْتَحِماً أَنَـا الـغَـرِيقُ بِشِبْرِ المَاءِ مُعْتَكِفاً الـلَـيْـلُ يَـعْلَمُ أَنِّي نَجْلُ بَجْدَتِهِ عَـلَـى الكَفَافِ أُقَاسِي دُونَمَا عَمَلٍ بَحْرَ الأَكَاذِيبِ أَطْوِي لَيْسَ لِي أَمَلٌ أَعُـودُ مِـنِّي إِلَى الإِرْهَاقِ مُكْتَئِباً أَعِـيـشُ بِالبَيْضِ فِي خُمٍّ أَلُوذُ بِهِ كَـدِيكِ جِنٍّ قَبِيحِ الصَّوْتِ أُفْزِعُهُمْ لاَ طِـفْـلَ يَهْتِفُ بِي بَابَا فَيُطْرِبَنِي وَصِـرْتُ أَحْيَا أَسِيرَ النَّحْسِ بَيْنَهُمُ أَشْهَرْتُ سَيْفِي مُغِيراً بَعْدَمَا اكْتَهَلَتْ عِشْرُونَ عَامَاً بِجُبِّ الضَّنْكِ مُنْتَظِراً كَمْ مِنْ هَجِينٍ غَزِيرِ الرَّوْثِ أَمَّلَنِي وَكَـمْ أَمِـينٍ كَبِيرِ الكَّرْشِ عَاهَدَنِي أَذْوِي وَقَـدْ زَفَرَ الدَّيْجُورُ مُمْتَعِضاً مَا كُنْتُ أَحْسِبُ بِالخِذْلاَنِ نُصْرَتَهُمْ فَـإِنْ نَـسِـيـتُمْ فِإنِّي لَنْ أُذَكِّرَكُمْ وَلَـمْ أَلُـمْـكُـمْ لأَنَّ المَاءَ مَقْدِمُهُ وَذَاكَ صَـوْتِي لَعَلَّ الأَرْضَ تَرْفَعُهُ إِلَيْكَ أَشْكُو هُطُولَ الجَدْبِ فِي عَدَنٍ فَـجُـدْ عَلَيَّ بِبَعْضِ الغَيْثِ يَنْشُلُنِي حَـتَّى أُزِيلَ فُلُولَ النَّزْفِ عَنْ بَدَنِي وَمَـنْ سِـوَاهُ إِذَا مَـا اللَيْلُ دَاهَمَنَا | يَحْمِلُنِيبُـؤْسِـي وَقَدْ أَوْهَنَ الإِيصَادُ يَـلُوحُ مِنْهَا بَصِيصٌ عِنْدَ إِنْصَاتِي أَوْجَـزْتُ بِالنَّزْفِ لِلحَادِي حِكَايَاتِي جَـمْـرَ الجَلِيدِ عَلَى أَشْلاَءِ أَمْوَاتِي ثَـوْبَ الهُمُومِ عَلَى نَعْشِ المُسَاوَاةِ مُـذْ هَـيَّـجَ الزَّجُّ باِلأَحْيَاءِ آهَاتِي مُـحَـطَّمَ النَّفْسِ مِنْ هَوْلِ المُعَانَاةِ جَـوَازَ عُـسْرٍ بِهِ جُبْتُ المَتَاهَاتِ وَالـجَدْبُ أَوْهَنَ قَبْلَ الدَّفْنِ أَقْوَاتِي ثَـلْـجَ الـجَحِيمِ لإِخْمَادِ احْتِرَاقَاتِي عَـلَى المَرَاثِي تَلُوكُ الغَيْظَ مَأْسَاتِي خُـضْنَا الدَّهَالِيزَ مُذْ حَبْوِ البِدايَاتِ أَرْعَـى التَّعَطُّلَ فِي قَفْرِ المَنَاحَاتِ أُسَـامُ خَـسْفاً وَلَمْ يُعْثَرْ عَلَى ذَاتِي وَالـدَّهْـرُ يَعْدُو وَرَائِي بِالمَشَقَّاتِ بَـعْدَ العَرِينِ وَقَدْ شَاخَتْ دَجَاجَاتِي فِـي كُلِّ صُبْحٍ وَمَا أَجْدَتْ نِدَاءَاتِي وَلاَ خَـلِـيـلَ أُنَادِي فِي المُلِمَّاتِ لاَ دَمْـعَ تَـحْـبُو بِهِ لِلبَثِّ ثَارَاتِي تَـحْـتِي الجِيَادُ وَلَمْ تُغْفَرْ إِسَاءَاتِي بِـأَنْ أُشَـيَّعَ فِي إحْدَى الجَنَازَاتِ عِـنْـدَ النِّزَالِ وَلَمْ تُجْدِ اسْتِغَاثَاتِي بِـأَنْ أُعَـيَّنَ فِي إِحْدَى القِطَاعَاتِ مُـنْـذُ اسْتَلَمْتُمْ مَلَفِّي فِي المَمَرَّاتِ مَـنْ بَيَّتُوا النَّكْثَ لِي عِنْدَ المُلاَقَاةِ تَـذْكِـيرَ مُنْتَكِسٍ مِنْ دُونِ رَايَاتِ يُـلْـغِي التَّيَمُّمَ رَغْماً عَنْ حَمَاقَاتِي عَـنِّي إِلى اللهِ فِي أَعْلَى السَّمَاوَاتِ وَطُـولَ نَـحْبِي عَلَى بَابِ المُحَابَاةِ مِـمَّـا أُلاَقِـي لَدَى طَيِّ المَفَازَاتِ مِـنْ بـعْدِمَا نَكَأَ الآسِي جِرَاحَاتِي أَرْدَاهُ بِالصُّبْحِ وَاجْتَثَّ الأَسَى العَاتِي | أَنَّاتِي