حوار الأديان

د. عبدالله الفَيْفي

مساقات

حوار الأديان

د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي

مفارقة حقًّا أن تصبح الأديان، التي تدعو إلى الخير والسلام، سببًا في التنابذ والفصام بين الشعوب. ولا شكّ أن ذلك ناجم عن سلوكيّات البشر، المبنيّة على تأويلاتهم القاصرة للأديان، التي جاءت أصلاً لاحترام الإنسان، أيًّا كان، ومن حيث هو إنسان. ولقد جاء القرآن الكريم صريحًا في هذا: "لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ، فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الأمْرِ، وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ" (سورة الحج: آية67)؛ "قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ؟ قُلِ اللَّهُ، وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ" (سورة سبأ: آية 24)؛ "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ، فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" (سورة الكهف: آية29)؛ "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ، فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا، وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (سورة البقرة: آية 256).

والبشر على هذا الكوكب تجمعهم مصالح مشتركة شتّى، رعاها الإسلام، وقدّرها حقّ قدرها، ولم يجعل اختلاف الدِّين حجر عثرةٍ في طريق إقامتها. ولقد تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع أتباع الديانات الأخرى بالحقّ والقسطاس المستقيم، واستنّ صحابته بسنّته، ومَن تبعهم بإحسان، فكان ذلك سببًا في دخول الناس في هذا الدّين أفواجًا، بدعوة التعامل الإسلاميّ الإنساني، قبل غيرها من الدعوات والأسباب.

إن العقلاء في العالم جميعًا يتطلّعون اليوم إلى تقليص الفجوات المريعة بين أتباع الأديان السماويّة وغير السماويّة؛ تلك الفجوات التي لا تقتصر على الاختلافات العقديّة أو المسلكيّة، لكنها تتمخّض عن التظالم وإهدار الكرامة الآدمية، التي أعلى الله شأنها: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً" (سورة الإسراء: آية 70). كما أن تلك الخلافات تتمخّض عن حروب، وسفك دماء، وانتهاك حقوق. ولذلك، فإن أيّ حوار بين الأديان لا يمكن له أن يطمح إلى تغيير عقائد الناس، "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً، وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ، وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ" (سورة هود: الآيتان 118- 119)، وإنما يجب أن يسعى الحوار إلى تجنيب الشعوب ويلات ما ينتج عن تلك الخلافات، وعلى المستويات كافّة.

إلاّ أنه- ولكي تكون للعالم الإسلامي أرضيّة للحوار مع أصحاب الديانات الأخرى- يتوجّب أن يقوم تحاورٌ داخليّ بين أقطاب المذاهب الإسلاميّة، أوّلاً. ولا تأتي أهميّة هذا من ضرورة أن تكون للمسلمين كلمة جامعة فحسب، ولكن أيضًا لأن ما ينشأ عن الاختلافات المذهبيّة أو الطائفيّة بين المسلمين لا يقلّ خطورة على الأمن والسّلم ممّا ينشأ عن الخلافات الدينيّة مع الآخرين؛ من حيث إن أصحاب المذاهب وأتباع الطوائف الإسلاميّة المختلفة يوشك بعضهم أن ينظر إلى بعضٍ كأتباع ديانات أخرى، عدوّة، تتربّص بهم الدوائر.

 وإن حوار الحضارات هو في جوهره حوار ديانات، كما ذكرتُ في موطن آخر؛ إذ لا يمكن تجاهل المكوّن الدينيّ البنيويّ في مختلف الثقافات، مهما بدت ظاهريًّا بعيدة عن الدِّين. ولذا فإنه من المأمول أن تسعى مؤتمراتنا إلى التوصّل إلى مواثيق عالميّة تحفظ حقوق الأقليّات، وترعى احترام الأديان، والأنبياء. ومبدأنا في هذا- نحن المسلمين- هو قوله تعالى: "وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ، كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" (سورة الأنعام: آية 108).

اعترافاتُ إرهابيّ..!

أنا الإرهابُ في عَظْمِي

يُعَمِّرُ مَوْطِنِيْ الآمِنْ

ومهما قِيْلَ عَنْ قَلْبي ،

أَحَنُّ عليكَ مِنْ أُمِّ

 

سَلُوْ في الحُبِّ (مَنْهاتِنْ)!

ومهما نِِيْلَ مِِنْ لُبِّي ،

فَحِِبْرُ النَّاسِ مِنْ يمِّي

 

يُسَطِّرُ بَحْرَها الثَّامِنْ

ويَسْقِي شَرْقَهُ الغَرْبِي

يُعَلْمِنُ جَهْلهُ عِلْمِي

 

ويَكْتُبُ وَجْهَهُ الرَّاهِنْ

أنا ، الإرهابُ- يا ربِّي-

تَغَلْغَلَ فِيَّ مِنْ غَمِّي

 

وباتََ رغيفيَ السّاخِنْ

نَدِيْمِيْ إنْ صَحَا صَحْبِي

لَهُ كأسيْ ولي سُقْمِي

 

رضعتُ فتُوْنَهُ الشّادِنْ

رشفتُ رضابهُ.. حَسْبي

بِهِ راحا! فيا "عَمِّيْ"،

 

كَفَانيْ عَذْلُكَ الفَاتِنْ!

لحُوْرِيْ، حنظليْ: عَنْبِِيْ

هَطَلْنَ عَليَّ كالغَيْمِ

 

فعِشْقِيْ ظاهِرٌ بَاطِنْ

فَهُبِّي كالمُدَى هُبِّي!

خُيُوْلِيْ .. أدمعي .. عَزْمِيْ..

 

نهارًا في الدّجَى السَّاكِنْ!

نَزَا يَأْجُوْجُ في عُبِّي

ومَأْجُوْجُ احتسى هَمي

 

وذو القَرْنَيْنِ بِيْ كامِنْ!

سَكَبْتُ شجايَ كالشُّهْبِ

بِعَيْنِ صباحيَ الوَهْمِي

 

فَصَاحَ شعاعُهُ الواهِنْ!

إذا فَجَّرْتُ في "غُلْبي"،

أُدانُ ، يقال: " ذا ذِمِّيْ "

 

فيا غَبْنيْ من الغابِنْ؟

وإنْ فَكَّرْتُ في شَعْبي،

تَواصَى القومُ في دَمِّيْ

 

وباتَ مَدِيْنِيَ الدَّائِنْ!

وإنْ أَشْعَلْتُ في سُحْبِي ،

حليبَ القَضْبِ والكَرْمِ

 

رَمَوْنيْ: "شَاعِرٌ ماجِنْ"!

ف FBI في حَرْبي

و CNN في ظُلْمِيْ

 

وإسْرائيلُ كالحاضنْ!

صَنَعْتُ سَفِيْنَتِيْ.. مَنْ بِيْ؟

ومَنْ بالكُمْهِ والبُكْمِ ؟!

 

ومَاءِ زماننا الخَائِنْ!

جَدَلْتُ الحَبْلَ مِنْ كَرْبِي

ومِنْ جَهْليْ على عِلْمِيْ

 

فكتَّفَنيْ السَّنَى الدَّاكِنْ!

أنا لمْ أقترفْ ذَنْبِي

فَذَنْبِيْ هَيْكَلِيْ الإِثْمِيْ

 

وفَجْرِيْ الصَّادقُ المائنْ!

أنا ، الإرهابُ في كُتْبِي

أَحَنُّ عَلَيَّ مِنْ أُمِّي

 

تُقَرْضِبُ طِفْلَها الطَّاعِنْ!

فلا تَحْزَنْ على صَلْبي!

وشَرْعُ الحُبِّ قد يُعْمِيْ

 

بَصائرَ شَمْسِهِ الكَاهِنْ

فَزِعْتُ إليكَ عنْ دَرْبِي

فمَنْ يُؤْوِيْ هُنا حُلْمي؟

 

كَنِيْسَةَ/ مَسْجِدِيْ الظَّاعِنْ؟

ويَرْقِيْ باللَّمَى حُبِّي ؟!...