رسائل على الباب
28آب2010
زهير المزوق
زهير المزوق
وقـفـت على باب الحبيب أتـذكر يا البابُ العزيز ، مخاطري هـنا جدتي كانت ، ويا طيب ودها وقـد كـنت كالعصفور ، ينقر حَبَّه كـأنـي أراه الآن ، مـا زال ماثلاً فـيـهتف بي قلبي : هنالك كعبتي * * * حـنـانـيك يا باب العزيزة ، إنني أتـدري بـأن الـدهر أثقل كاهلي هـوى فـوق عمري بالمعاول كلها لـقـد خانني من بعدها كل واصل وضـيَّعني مَنْ لستُ أرجو ضياعه وأقـتَـلُ مـا يلقى الكريمُ إذا رأى * * * حـنـانيك ، واستسلمت للدمع باكياً وكادت ضلوع الباب تحضن لوعتي وتمسح عن عيني الدموع ، وتشتكي كـلانـا على ترحالها بات موجعاً شـعـورٌ من الإحباط يضغط لؤمه لـقـد عـلّمتني جدتي الموت واقفاً * * * تـألـمـت للباب الذي مات نصفه وآلـمـنـي أن الـرّياح .. تهزه فـأرسلت من عيني الدموع سخية وقـبّـلـته ، ثم انثنيت ... مودعاً | أغازلهوعـن سالف الأيام روحي تُسائله إلـى الأمس مازالت تحنُّ بلا بله ! لـقـد كـان حقلاً لا تموت سنابله ويـرتـع نـشواناً بما هو فاعله ! تُـلـوّح لي ، عبر الخيال ، أنامله وتـغرق في سحر الطواف قوافله ! * * * قـتـيـل أسىً ، فيه يفرّخُ قاتله ! وقـد كان يشكو من طموحي كاهله وجالت على أشواق روحي مناجله وأنكرني من عشت عمري أواصله فـبـات خذولاً لي ، وما أنا خاذله جـحـودَ الذي بين الضلوع منازله * * * فـجـاوبني منه الأنين .. يواصله وتـحمل من حزني الذي أنا حامله أواخـر عـمـرٍ ، لا تعود أوائله وبـات غريباً لا يرى من يجامله ! عـلى الروح ، لكن ما أزال أنازله إذا كـان مـوت المرء لابدّ طائله * * * فـمـا عاد يغريه من العمر قابله! وتـرجـف من برد الشتاء مفاصله ولـلـدمع من عين المحب رسائله ودقـات قـلـبـي ما تزال تغازله | !

