حديقة الغروب
28آب2010
د. غازي القصيبي
معالي د. غازي القصيبي رحمه الله
خـمـسٌ وستُونَ.. في أجفان أمـا مـلـلتَ من الأسفارِ.. ما هدأت أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا * * * أيـا رفـيـقةَ دربي!.. لو لديّ سوى أحـبـبـتـنـي.. وشبابي في فتوّتهِ مـنـحـتني من كنوز الحُبّ. أَنفَسها مـاذا أقـولُ؟ وددتُ الـبـحرَ قافيتي إنْ سـاءلـوكِ فـقولي: كان يعشقني وكـان يـأوي إلـى قـلبي.. ويسكنه وإنْ مـضـيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً * * * وأنـتِ!.. يـا بـنت فجرٍ في تنفّسه مـاذا تـريـديـن مني؟! إنَّني شَبَحٌ هذي حديقة عمري في الغروب.. كما الـطـيـرُ هَاجَرَ.. والأغصانُ شاحبةٌ لا تـتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي وإنْ مـضـيتُ.. فقولي: لم يكن بطلاً * * * ويـا بـلاداً نـذرت العمر.. زَهرتَه تـركـتُ بـيـن رمال البيد أغنيتي إن سـاءلـوكِ فـقولي: لم أبعْ قلمي وإن مـضـيتُ.. فقولي: لم يكن بَطَلاً * * * يـا عـالـم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه وأنـتَ أدرى بـإيـمـانٍ مـننتَ به أحـببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي | إعصارِأمـا سـئـمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟ إلا وألـقـتـك فـي وعـثاءِ أسفار؟ يـحـاورونـكَ بـالـكبريتِ والنارِ سـوى ثُـمـالـةِ أيـامٍ.. وتـذكـارِ قـلـبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري * * * عـمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري ومـا تـغـيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري وكـنـتُ لـولا نداكِ الجائعَ العاري والـغـيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري بـكـلِّ مـا فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار وكـان يـحـمـل في أضلاعهِ داري لـكـنـه لـم يـقـبّـل جبهةَ العارِ * * * مـا فـي الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ يـهـيـمُ مـا بـين أغلالٍ. وأسوارِ رأيـتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ والـوردُ أطـرقَ يـبـكي عهد آذارِ فـبـيـن أوراقِـهـا تـلقاكِ أخباري وكـان يـمـزجُ أطـواراً بـأطوارِ * * * لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري وعـنـد شـاطئكِ المسحورِ. أسماري ولـم أدنّـس بـسوق الزيف أفكاري وكـان طـفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري * * * وأنـت تـعـلـمُ إعلاني.. وإسراري عـلـي.. مـا خـدشته كل أوزاري أيـرتُـجَـى الـعـفو إلاّ عند غفَّارِ؟ |