قبسٌ من نورِ الإسراء

قبسٌ من نورِ الإسراء

طلعت المغربى*

[email protected]

الـكـونُ جـلَّـلَـهُ السعودُ وكبَّرا
فـى  لـيـلـةٍ نادى المهيمنُ iiحِبَّهُ
هـى دعـوةٌ مـنَّـا إلـيكَ iiحبيبَنا
أكـرمْ بـهـا مـن دعـوةٍ iiعلويةٍ
يـدعـوكَ ربـكَ كى تزورَ iiجنابَهُ
وسـريـتَ بالجسمِ المشرَّفِ iiيقظةً
وسـريـتَ لـلبيتِ المبارك iiحولَهُ
شـاهـدتـمو  عجباً عُجاباً iiسيدي
أبـصرتَ  قوماً يزرعونَ وزرعُهم
مَـنْ هـؤلاءِ القومِ ؟ قيلَ لكم iiهمو
حملوا النفوسَ على الأكفِّ iiوأقسموا
أهـلُ الـجـهادِ أجورُهُم يا iiسيدي
ورأيـتَ أقـوامـاً تُـدقُ رؤوسهم
قـد  ضـيعوا فرضَ الصلاةِ لأنهم
ورأيـتَ قـومـاً كالبيوتِ iiبطونُهم
ورأيـتَ  قـومـاً يتركونَ iiأمامَهم
بـل  يـبحثونَ عن الحرامِ iiسفاهةً
وسـألـتَ  عـن أحوالِهم iiوفِعالِهم
جـبـريلُ  خبرنى الحقيقةَ يا iiأخي
إن الـذيـن رأيـتَـهـم يا iiسيدي
ورأيـتَ  ثّـمَّ رأيـتَ مُلكاً ظاهراً
ويـقـولُ  ربُ العرشِِ جلَّ iiجلالُهُ
إن كـان أهلُ الأرضِ عنكَ iiتخلفوا
إن  ضـاقت الأرضُ الفسيحةُ حِِبَّنَا
هـذي  الـسـما قد فُتِّحَتْ iiأبوابُها
لـمـا أتـيتَ إلى السماواتِ iiالعُلى
جـبـريـلُ قـدَّمَـكم عليهِ حَبيبَنا
هـذا مـقـامٌ لـيـسَ يدركُ iiكُنْهَهُ
وبـكـم مـلائكةُ السماءِ قد iiاحتَفوا
وهـناك في اللا كيفَ كنت َ iiحبيبَنا
لـكـمـو  الـتحياتُ الزكية iiربَّنا
وسـمعتَ من ربِ السماوات iiالعلى
وعـلـيـكـمو منى السلامُ iiحبيبَنا
وعـلـى  العبادِ الصالحين iiسلامُنا
أعـطـيـتُـكم منى حبيبىَ iiخمسةً
أنـا قـد بـعـثـتُك للخلائقِ كلها
ونـصـرتُكم بالرعبِ شهراً iiكاملاً
وكـذا الـغـنـائـمُ كلُها حِلٌ iiلكم
ولـقـد  مـنحتُكَ فوقَ ذاكَ شفاعةً
ولـواؤك  الـمـعقودُ يُعلي iiقدرَكم
هـذى عـطـايانا " محمدُ " فاستلمْ
بـركـاتُـنـا  يا مصطفى أحللتُها
إنـي كـشفتُ الحُجْبَ عنكَ iiحبيبَنا
تِهْ  يا « محمدُ » أنتَ أفضلُ iiخلقِنا
ودنـوتَ حـتـى إن قربَكَ iiسيدي
فـكـقـابِِ قـوسينِ المسافةُ بينكم
مـا  زاغَ طَـرفُكَ لحظةً يا iiسيدي
مـا  زاغَ طَـرفُك يا حبيبي iiلحظةً
وتـرددتْ خـطـواتُـكم يا iiسيدي
نـورَ الـجلالِ على جبينِكَ iiظاهراً
إنـي بـلـوتُ الخلقَ قبلكَ لم iiأجدْ
وهـنـا يـقـولُ اللهُ فـى iiعَليائِهِ
قد صارَ فرضيَ يا «محمدُ » خمسةً
هـى لـيـلةٌ قد كانَ وجهُكَ iiسَيدي
وأتـى الصباحُ فجئتً تُخبرُ iiسيدي
شـهـرٌ ذهـابٌ..بلْ وشهرٌ iiعودةٌ
لـو قـد جمعتُ الناسَ تُخْبِرُهم بما
وإذا شـقـىُ الـقومِ يصرخُ فيهمو
إن  كـانَ قـولُكَ فيهِ بعضُ iiحقيقةٍ
وإذا بـربِّ الـكـونِ يـأمرُ iiجُندَهُ
أخـبـرتـهم بالعيرِ سوف iiتجيئهم
وتـحـقـق الإخـبارُ منكم iiسيدي
ودلائـلُ  الصدقِ المبينِ iiتضافرتْ
ويـعـانـدُ الأعمى أبو جهلِ iiالذي
عـرف الـحـقـيـقـة قلبه لكنه
هـيـا  بـنـا لـنُخَبِّرَ ابنَ iiقُحافَةٍ
أَسـمعتَ يا ابنَ قُحافَةٍ ماذا iiجرى!!
ويـقـولُ خيرُ الخلْقِ بعدَ ii«محمدٍ»
إن كـانَ قـالَ فـصادقٌ iiومصدقٌ
هـي  رحـلة جلَّتْ مشاهدُها iiالتي
يـا ربُّ فـاجـمـعْ شملَنا iiوأمدَّنا
يـا رب حـررْ قـدسَـنا iiوديارَنا
بـلـغْ رسـولَ اللهِ أشـواقـي لهُ
سـبـحـانَـكَ  اللهمَّ خـيرَ iiمُؤيدٍ









































































فـي لـيـلةٍ خيرُ العبادِ بها iiسرى
مُـلِـئَتْ عبيراً .. بل ومسكاً أذفرا
إنْ زادَ شـوقُـكَ كانَ شوقى iiأكبرا
مـن  عـند من للخَلق طُراً قد iiبَرا
لـتُـشاهدَ المستورَ عن كل iiالورى
مـا  كانَ يا مختارُ حُلْمَاً فى iiالكَرى
فـازدانَ  لـمـا جـئـته وتَعَطَّرا
ولأهـلِ مـكـةَ قـد أتيتَ iiمُخَبِّرا
بـعدَ  الحصادِ يعودُ غَضَّاً iiأخضَرا
كـانـوا  رجـالاً فى الحياةِ أكابرا
ألاَّ  يـهـونَ الدينُ أو يَكُ iiصاغِرا
اللهُ  قـدَّرَ أنْ تـزيـدَ iiوتـكْـبُرا
وقـد اسـتـحقوا أنْ تُدَقَّ iiوتُكْسَرا
شـغلوا  النفوسَ بما يُباعُ iiويُشْترى
هـذا  الـذى عـنه الرِبا قدْ أسفرا
لـحـمـاً  نـضيجاً طيباً ومُطَهَّرا
لـحـمـاً خـبيثاً لا يُشَمُّ ولا iiيُرى
مَـنْ  هؤلاءِ القومِ ؟ بل ماذا أرى؟
فـأجـابَ  جـبريلُ الأمينُ iiمُخَبِّرا
لـهمو  الزناةُ وبئسَ قوماً مَنْ iiتَرى
كـلٌ  بـدا لكَ فى الغيوبِ iiمُسطَّرا
للمصطفى  بالفضلِ مِنْ بينِ iiالورى
فـلـترتفعْ  يا حِبُّ عن هذا الثرى
فـسـماءُ ربِّكَ قد غدتْ بكَ iiأجدرا
تـسـتـقـبـلُ المختارَ بدراً نَيِّرا
بـقـدومِـكـم جبريلُ كانَ iiمُبشِّرا
بـل عـنـكَ فى هذا المقامِ iiتأخَّرا
جـنٌ ولا إِنـسٌ ولا مَـلَـكٌ iiيُرى
وحُـبـيـتَ عـند الله حظاً iiأوفرا
نـوراً بـنـور الله صـارَ iiمُنورا
لـمـقـامـكم يا ربُّ جئتُ iiمكبرا
قـولاً  أرقَّ مـن النسيمِ إذا iiسرى
رحـماتُنا  تترى على خير iiالورى
مـن  أجـلـكم حتى تكونَ iiمبشرا
لـم يُـعْطََها أحدٌ مشى فوق iiالثرى
كـيـمـا  تـكونَ مبشراً iiومحذرا
مـنـك الأعادى يرجعون iiالقهقرى
ولـكم صعيدُ الأرضِ صارَ iiمُطهَّرا
عـظـمى وذلكَ يومَ يجتمعُ الورى
يـومَ  الـقيامةِ فوقَ هاماتِ iiالذُرى
واهـنـأْ  فـمنَا قد مُنحتَ iiالكوثرا
مـنـي عليكَ وإن ذا بعضُ iiالقِرى
مـا كـانَ وجْهِيَ عنكَ أنتَ لِيُسْتَرا
هـذا  مـقـامُـك حقُكُم أن iiتَفْخَرا
مِـنْ  ربِّ هـذا الكونِ كانَ iiمُقَدَّرا
بـلْ كـانَ قُربُكَ يا «محمدُ» iiأكثرا
كـلا ولا كَـذَبَ الـفؤادُ وقدْ iiدَرى
بـلْ  كـنتَ تدركُ جيداً ماذا iiترى
مـا بـيـنَ ربِّكَ والكليمِ لكى يَرى
ارجـعْ  « محمدُ » لا تكنْ iiمُتَحَيِّرا
إلا الأَقِـلـةَ يـا« محمدُ » iiصَابرا
أقـبـلْ إلـينا الآنَ يا خيرَ iiالورى
فـرجعتَ  وجهُكَ ضاحِكاً مُسْتَبْشِرا
كـالشمسِ  لا بلْ كانَ وجْهُكَ أنورا
فـتـرى  أبا جهلٍٍ لقولِكمو iiانبرى
تقضيهِ  أنتَ بليلةٍ .. ماذا جرى ii؟!
أخـبـرتَنى..فتقول دونَكَ ما iiترى
نـادى الجميعَ لكي يجيئَ iiويَحْضُرا
قُـمْ  وانعت الأقصى الكريمَ iiمُخبِّرا
أن  يـنقلوا الأقصى لكم كي تنظرا
وبَـعـيِـرُهُم قد ندَّ .. قلتَ iiمُذكرا
كـالـبدرِ  فى الظلماءِ لاحَ iiفأسفرا
مـاذا يـقولُ من ادَّعى أو iiأنكرا؟؟
قـد  راحَ يُـنْكرُ كلَّ ما قدْ iiأبصرا
قـد  لـجَّ فـي غـلوائه iiمستكبرا
هـذا  حَـريٌ أنْ يُـقـالَ iiويُذْكرا
هـذا « محمدُ » راحَ يُخبرُ iiبالفِرى
إنـي أصـدِّقُ كـلَّ مـا قدْ iiأخبرا
مـا كـانَ « أحمدُ » كاذباً ومُزوِّرا
شـاهـدتها  عن أن تُعدَّ iiوتُحصرا
بـالـعونِ  منكَ لكي نعودَ iiفننصرا
واجـعـلْ  لنا نصراً يكونُ iiمؤزرا
وابـعـثْ لـهُ مني السلامَ iiمُعطرا
ثُـم الـصلاةُ على المُكَرَّمِ iiبالسرى

              

*الشاعر فى سطور

الاسم بالكامل : طلعت محمد يوسف محمد المغربى .

اسم الشهرة : طلعت المغربى .

من مواليد قرية جزيرة شندويل مركز ومحافظة سوهاج

بجمهورية مصر العربية عام 1970م.

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية .

عضو  اتحاد كتاب مصر .

عضو نادى الأدب بقصر ثقافة سوهاج .

نشرت أعماله فى العديد من الصحف والمجلات العربية .

شارك فى العديد من المهرجانات الأدبية  .

نشر له ضمن سلسة (قصيدة) – سلسة إبداعية – قصيدة   " بنات القدس" وهى إحدى قصائد ديوان : " القدس عائدة لنا "؟

له تحت الطبع :

ديوان بعنوان ( القدس عائدة لنا ) .

وديوان ( ضراعة قلب ).

وديوان ( بحار الشوق ).

البريد الإليكترونى :ـــ [email protected]