صرخة غضب
صرخة غضب
من ديوان شظايا النفثات
رزاق عزيز مسلم الحسيني - السويد
[email protected]
حـشّدْ قوافيك واطلقْ صرخةَ الغضبِ
تـفـاقـمَ الـخـطبُ والامالُ كاذبةٌ
والـجـرحُ يطلبُ موتورا وذا حنق ٍ
وشـعـبـنـا الحرُّ قد ديستْ كرامتُه ُ
والانـفُ مـجـتـدعٌ والوجهُ منعفرٌ
والـحـقُّ قد خُضِدَتْ بالجورِ شوكتُهُ
والـلـيـلُ ألـقى على العينينِ سُدفتَهُ
والـشـعب يرقبُ في ليل الأسى أملا
طـغـى بـه الـيأسُ فالاحرارُ قانطةٌ
وأطـبـقَ الـحـزنُ فالالبابُ ذاهلةٌٌ
والاذنُ مـرهـفـةُ الاسـماع ِصاخيةٌ
طـالَ الـسـكوتُ على ضيمٍ تكابدُه ُ
ومُـصْـحِـرَ القصدِ قد بانتْ دخائلُهُ
لايُـحـمـدُ الصبر ُإن ساءتْ عواقبُهُ
قُـم ْوانـتفضْ شامخا كالنخلِ منتصبا
وارفـع ْجـبـيـنك عارٌ أنْ تُطأطأهُ
قـم ْمزّق الصمتَ روحُ الشعب ناقمة ٌ
واربـأْْ بـنـفسك أنْ تعنو لطاغية ٍ
عبءٌ على الارضِ من يأوي الى نفق ٍ
مـاذا تـرّجـي بـهذا الصمتِ تكسبُهُ
هـل تـرتـجـي من غدٍ حلما تأمّلُه ُ
أمْ تـرتـجـي الكربةَ السوداءَ يكشفها
وعـيـشك المزدرى تمضيه في نكد ٍ
لـبـسـتـه الدهر مرقوعا ومُنخرقا
ذاك الـغـنـى الـثرّ قد جفّت ْمنابعُه
مـصّت ضروعَه طولَ الدهر تحلبها
يـا ابن الفراتينِ لستَ اليوم لي بأخ ٍ
جـمْـعُ الـملايين قد بُحّتْ حناجرُها
ألـقـت ْالـيـك مـن الآمال أشرفُها
شـعـبُ روى روعة التاريخ من قدم
فـالـشـرُّ مـنـهزم ٌوالخيرُ منتصرٌفـي الـقـانعين بعيشِ الذُّلِ والسغبِ
واسـتـفحلَ الشرُّ والجانون في لعبِ
مـا تطلبُ النارُ كي يشفى منَ الحطب
بـالـخسفِ مرتهنٌ جاث ٍعلى الرُّكبِ
يـعـنـو لذي صلف ٍمستكلب ٍوغبي
ضـاعـتْ مـعالمُهُ في عتمةِ الرِّيبِ
وغُـيِّـبَ الفجرُ في داج ٍمن الحُجُبِ
يـرنـو لـبـارقة ٍفي زحمة ِالسُّحبِ
مـن فـرط ِمـا عُللّتْ بالمين ِوالكذبِ
مـمـا يـحلُّ بهذا الخصبِ من جدبِ
لـجـرسِ أُنشودةٍ في ضجّةِ الصخبِ
مـن جـرم ِطـاغـيةٍ للشرِّ محتقبِ
خـبُّ مواربُ لم يُحسنْ سوى الشغبِ
يـجـرُّ فـي إثـرِهِ ليلا من الرُّعبِ
وامـسحْ قتامَ الأسى عن خدِّكَ التربِ
يـأبى لك المجدُ في ماضٍ من الحقبِ
مـاذا سـتجني بهذا الصمت ِمن أربِ
عـهدي بك الأمس بركانا من الغضب
ويـدّعـي عـجـزا حموضةَ العنبِ
عـارا مـدى الـدهر أم ذلا لمحتربِ
ولـم تـزلْ قـابعا في عُشّك الخربِ
جـبـنُ الـرجالِ أم المُرّادُ في الغيبِ
وقـد تـآكـل بـين البؤس والنصبِ
واخـتال ذو البغي في أثوابك القشبِ
فـيـه الـثـعالب لم تبق ِمن العنبِ
شـرُّ الـكروش وما ملّتْ من الحلبِ
مـا لـم تـكن صلبا تلوي يدَ النوبِ
تـرجو الخلاص على كفّيك فاستجبِ
فـحـقّـقِ الـظّنَ فيك الظّنُ لم يخبِ
أجـدرْ به اليوم يروي أعجب العجبِ
والـحـقُّ في صعدٍ والبغي في صببِ