حَبِيبي يَا رَسُولَ اللهِ
21حزيران2008
د. أيمن العتوم
حَبِيبي يَا رَسُولَ اللهِ
د. أيمن العتوم
نَـادَتْـكَ رُوْحِـي وَغَصَّتْ في وَشَـفَّـهَا الوَجْدُ؛ يَبْرِي الوَجْدُ أَعْظُمَهَا أَنـا الـمُـقَـطَّـرُ مِنْ حُبٍّ وَمِنْ وَلَهٍ شَـرَّشْتُ في العِشْقِ حَتَّى صِرْتُهُ جَسَدَاً إِنَّ الـمَـحَـبَّـةَ لا تَـشْـفِي أَحِبَّتَهَا * * * فَـيَـا رَسُوْلَ الهُدَى يَا خَيْرَ مَنْ حَمَلَتْ نَـفْـدِيْـكَ بِـالـنَّفْسِ وَالأَرْوَاحُ هَيِّنَةٌ وَاللهِ مَـا زَالَ فِـيْـنَـا مَـنْ يُرَدِّدُهَا تَـأْبَـى النُّفُوْسُ بِأَنْ تُؤْذَى وَلَوْ عَرَضَاً أَنْـشَـأْتَ بِـالحُبِّ أَجْيَالاً، وَقُمْتَ لَهَا ( لا يُـؤْمِـنَـنْ أَحَـدٌ حَتَّى يَكُوْنَ لَهُ أَلَّـفْـتَ بَـيْـنَ قُـلُوْبِ المُؤْمِنِيْنَ بِمَا وَالغَرْبُ لَوْ أَنْفَقَتْ في الأَرْضِ مَا حمَلَتْ صَـفَـحْـتَ حَتى عَنِ الأَدْنَيْنَ تَكْرِمَةً لَـكِـنْ إِذَا سِـيْـمَ دِيْنُ اللهِ وَانْتُقِضَتْ تَـرَى الـبَـرَاكِيْنَ ثَارَتْ مِنْ مَكَامِنِهَا وَالـمُـسْـلِـمِـيْنَ كَأَنَّ الجَوَّ زَمْجَرَةٌ وَالـنَّـاسُ مَـائِـجَةٌ في النَّاسِ هَائِجَةٌ يَـسْـتَـنْـزِلُـوْنَ عِقَابَ اللهِ في طُغَمٍ هَـذِي الـشُّـعُوْبُ إِذَا أَطْلَقْتَ عَزْمَتَهَا لَـكِـنَّـهَـا سُجِنَتْ في أَرْضِهَا فَغَدَتْ وَكَـالـخُـيُـوْلِ إِذَا قَـطَّعْتَ أَرْجُلَهَا وَكَـالـمِـيَـاهِ إِذَا لَـمْ يَـجْرِ سَلْسَلُهَا * * * وَإِنَّـهَـا شِـرْعَـةُ الرَّحْمَنِ ؛ مَا فَتِئَتْ وَالـحَـاقِـدُوْنَ عَلَى الإِسْلامِ مَا حَقَدُوا فَـالـحِـقْـدُ لَيْسَ جَدِيْدَاً في عَقِيْدَتِهِمْ فَـأَظْـهَـرَتْ عَـلَـنَاً مَا كَانَ مُسْتَتِرَاً الـكَـاذِبُـوْنَ إِذَا أَبْـدَوْا قَـدَاسَـتَهُمْ نَـحْـنُ الـمُـحِـبُّوْنَ كُلَّ الأَنْبِيَاءِ مَعَاً وَإِنَّ (عِـيْسَى) (كَمُوْسَى) مِثْلَ (أَحْمَدِنَا) لَـكِـنَّـهُـمْ كَـفَـرُوا بِـالأَنْبِيَاءِ وَمَا وَاللهِ مَـا جَـرُؤَتْ بِـالـبَغْيِ عُصْبَتُهُمْ لَـوْ كَانَ في العُرْبِ وَالإِسْلامِ (مُعْتَصِمٌ) لَـكِـنَّـنَـا مِـزَقٌ عَـاشَـتْ مُمَزَّقَةً وَأُمَّـةٌ أَطْـلَـقَـتْ حُـكَّـامُـهَا يَدَها وَاسْـتَأْسَدَ الغَرْبُ في أَرْبَاضِنَا وَعَدَتْ وَلَـيْـسَ لِـلْـعَـقْلِ مِيْزَانٌ بِشِرْعَتِهِمْ فَـخَـاطِـبِ الغَرْبَ بِالثَّوْرَاتِ تَفْهَمُهَا كَـذَا نُـخَـاطِـبَ أَقْـوَامَـاً لِتَسْمَعَنا * * * وَيَـا رَسُـوْلَ الـهُـدَى شَاقَتْكَ عَادِيَةٌ نَـامَـتْ بِأَغْمَادِهَا هَذِي السُّيُوْفُ فَمَنْ مَـا ذَلَّ قَـوْمٌ عَـلَـوْا صَهْوَاتِ خَيْلِهِمُ أَشْـكُـو إِلَيْكَ وَمَا الشَّكْوَى سِوَى ضَعَةٍ عَـاثَـتْ بِـنَا يَدُ أَمْرِيْكَا، وَمِنْ عَجَبٍ وَخُـوِّفَ الـزُّعَـمَـاءُ اليَوْمَ سَطْوَتَهَا وَاسْـتَـعْـبَـدَتْـنَـا فَمَنْ مِنَّا سَيُنْقِذُنَا وَمَـنْ سَـيَـرْفَعُ في الطُّوْفَانِ أَشْرِعَةً وَأُطْـفِـئَـتْ في اللَّيَالِي السُّوْدِ أَعْيُنَنَا وَضُـلِّـلَـتْ فـي رِمَالِ البِيْدِ قَافِلَتِي وَسَـوَّدَتْ أَعْـبُـدِي أَشْـقَـى أَعَادِيْهَا وَحُـكِّـمَـتْ فـي مَـغَانِيْنَا رُوَيْبِضَةٌ فَـابْـعَـثْ إِلَـيْهَا رَسُوْلاً مِنْكَ يَرْفَعُهَا وَانْـظُـرْ إِلَـيْـنَـا بِـعَيْنٍ إِنَّنَا فِرَقٌ * * * وَيَـا حَـبِـيْـبِي ، وَلَمْ أَنْطِقْ بِهَا تَرَفَاً وَأَنْـتَ تَـحْـتَ شِغَافِ القَلْبِ تَسْكُنُنِي وَأَنْـتَ تَـحْـبِـسُ أَنْفَاسِي إِذَا شَهَقَتْ وَأَنْـتَ عَـيْـنِـي إِذَا مَا أَعْيُنٌ نَظَرَتْ أَتَـيْـتُ أَعْـتَـابَـكَ الـغَرَّاءَ مُلْتَمِسَاً فَـإِنْ قَـبِـلْـتَ بَـذَلْـنَـا كُفْئَهَا دَمَنَا وَيَـا حَـبِـيْبي لَكَمْ أَرْجُو إِذَا اجْتَمَعَتْ وَأَنَّـنِـي حِـيْـنَ يَدْعُو النَّفْسَ بَارِئُهَا وَأَنَّـهُ سُـجِّـيَـتْ في التُّرْبِ أَعْظُمُهُ | أَمَانِيْهَاوَأَوْرَثَ الـدَّمْـعُ جَـمْـرَاً في فَـتَـسْـتَـفِـيْضُ رُوَاءً حِيْنَ يَبْرِيْهَا وَفِـي الـضُّـلُـوْعِ صَبَابَاتٌ أُعَانِيْهَا وَغَـالَـنِـي بِـكَ يَـا أَغْلَى غَوَالِيْهَا إِلاَّ إِذَا كَـانَ ذَوْبُ الـقَـلْـبِ يَسْقِيْها * * * هَـذِي الـبَـسِـيْطَةُ أَوْ ضَمَّتْ فَيَافِيْهَا أَلاَّ يَـمَـسَّـكَ لَـوْ فـي الحُلْمِ شَانِيْهَا حُـبَّـاً، وَتَـمْـلِـكُـهُ أَسْمَى مَعَانِيْهَا: وَأَنَّـهَـا آمِـنَـاتٌ بَـيْـنَ أَهْـلِـيْهَا بِـالـخَـيْرِ وَالعَدْلِ وَالحُسْنَى تُؤَاخِيْهَا مِـنْ نَـفْـسِـهِ لأَخِـيْـهِ مَا يُكَافِيْهَا ) وَجَّـهْـتَـهُـمْ لِـهُدَى الرَّحْمَنِ تَوْجِيْهَا مَـا أَلَّـفَـتْ بَـيْـنَ فَرْدٍ في نَوَاحِيْهَا وَكُـنْـتَ أَكْـرَمَ مَـنْ يَـعْفُو مُسِيْئِيْهَا أَرْكَـانُـهُ فَـلُـيُـوْثُ الـغَابِ تَحْمِيْهَا وَالأَرْضَ قَـدْ سُعِّرَتْ مِنْ تَحْتِ مَاشِيْهَا وَالـمَـاءَ نَـارٌ وَقَـدْ فَاضَتْ شَوَاطِيْهَا تَـشِـيْـبُ مِنْ هَوْلَ مَا تَلْقَى ذَرَارِيْهَا تَـرَى جَـهَـنَّـمَ قَبْلَ الحَشْرِ تَشْوِيْهَا كَـانَـتْ أَعَـاصِـيْرَ قَدْ هَبَّتْ سَوَافِيْهَا مِـثْـلَ الـلُّـيُـوْثِ إِذَا سِيْقَتْ لِرَامِيْهَا وَكَـالـصُّـقُـوْرِ إِذَا قُـصَّتْ خَوَافِيْهَا فَـكَـيْـفَ تَـسْقِي وَطُوْلُ اللَّبْثِ يُبْلِيْهَا * * * عِـصَـابَـةُ الـبَغْيِ في الدُّنْيَا تُعَادِيْهَا إِلاَّ لأَنَّـا عَـبَـدْنَـا اللهَ تَـنْـزِيْـهَا تُـخْـفِـي وتُـبْطِنُ، وَالتَّارِيْخُ يُبْدِيْهَا وَصَـبَّـتِ الـسُّـمَّ مِنْ حِقْدٍ أَفَاعِيْهَا فَـإِنَّـمَـا خُـلِـقُـوا الحِرْبَاءَ تَمْوِيْهَا وَلا نُـفَـرِّقُ بَـادِيْـهَـا وَتَـالِـيْـهَا اللهُ يَـأْمُـرُنَـا فـي أَنْ نُـسَـاوِيْـهَا مِـنْ شِـرْعَةِ الكُفْرِ أَنْ تَرْضَى بِدَاعِيْهَا إِلاَّ لأنَّـا ضَـلَـلْـنَـا فـي دَيَـاجِيْهَا أَوِ (الـرَّشِـيْـدُ) لَكَانَ السَّيْفُ مُخْزِيْهَا وَأُمَّــةٌ تَـرَكَـتْ آثَـارَ هَـادِيْـهَـا فـي أَرْضِـهَا فَهْيَ: (حَامِيْهَا حَرَامِيْهَا) عَـلَـى الـبَـرِيَّـةِ مِنْ شَرٍّ عَوَادِيْهَا مِـيْـزَانُـهُـمْ قُـوَّةٌ في صَفِّ عَاتِيْهَا وَقُـلْ (أَعِـدُّوْا) لَـهُـمْ نَـارَا لِتُذْكِيْهَا بِـالـسَّـيْفِ وَالرُّمْحِ وَالرَّشَّاشِ نَحْكِيْهَا * * * إِنَّ الـفَـوَارِسَ نَـادَتْـهَـا مَـذَاكِيْها سَـيَـنْـتَـضِـي لِـعَدُوِّ اللهِ مَاضِيْهَا فَـالـخَـيْـلُ بِالخَيْرِ مَعْقُوْدٌ نَوَاصِيْهَا مِـنَ الـضَّعِيْفِ إِلى مَنْ سَوْفَ يُشْكِيْهَا أَنْ يُـصْبِحَ الذِّئْبُ في القُطْعَانِ رَاعِيْهَا فَـأَلَّـهُـوْهَـا عَـلَـى الأَكْوَانِ تَأْلِيْهَا وَمَـنْ بِـسَـيْـنَـاءَ مِنْ سَيْنَاءَ يُنْجِيْهَا إِنَّ الـسَّـفِـيْـنَـةَ قَدْ دُكَّتْ صَوَارِيْهَا وَقَـادَنَـا أَلْـفُ ذِئْـبٍ فـي غَوَاشِيْهَا وَمَـاتَ فـي وَسَـطِ الصَّحْرَاءِ حَادِيْهَا وَعَـبَّـدَتْ سَـادَتِـي أَدْنَـى مَوَالِيْهَا وَعَـمَّـهَـا الـظُّـلْمُ قَاصِيْهَا وَدَانِيْهَا إِنَّـا غَـرِقْـنَـا وَهَـذَا الـيَمُّ يَطْوِيْهَا قَـدْ زَرَّعُـوا الشَّوْكَ في عَيْنَيْ بَوَاكِيْهَا * * * وَأَنْـتَ تَـمْـلأُ مِـنْ عَـيْنِي مَرَائِيْهَا وَأَنْـتَ تَـحْـتَ شَفِيْفِ الرُّوْحِ تَسْبِيْهَا وَأَنْـتَ تَـمْـلِـكُ مِنْ نَبْضِي ثَوَانِيْهَا وَأَنْـتَ أَنْـتَ دِمَـاءُ الـقَلْبِ تُجْرِيْهَا قَـبُـوْلَ أَعْـذَارِ مَـنْ فِـيْـكُمْ يُؤَدِّيْهَا وَلَـمْ نَـعُـدْ بَـعْـدَهَا مِنْ مُسْتَمِيْحِيْهَا دُنْـيَـا الـمُـحِـبِّيْنَ أنِّي مِنْ مُرِيْدِيْهَا يُـقَـالُ: فـي حُـبِّهِ فَاضَتْ تَرَاقِيْهَا فَـأَيْـنَـعَـتْ ؛ أَيْقَنَتْ أَنْ أَنْتَ تَرْوِيْهَا | مَآقِيْهَا